إسراء عبد الفتاح

المجند عبدالله شكر

السبت، 23 يناير 2016 06:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هذه ليست المرة الأولى التى أكتب فيها عن شهداء سيناء، أطهر جنود وشباب مصر الأبرياء، هذه ليست المرة الأولى التى أدين فيها إرهابا غاشما غادرا قاتلا يجتاح البلاد، خاصة بعد 30 يوينو، ولكن أردت اليوم بعد استشهاد المجند عبدالله شكر، الذى استشهد فى عملية إرهابية استهدفت «كمين» فى الشيخ زويد بسيناء الأسبوع الماضى، هو وثلاثة من خيرة شباب مصر، حيث إن الشهيد كان عضوا فى حزب الدستور فى أبو حمص بالبحيرة، الشهيد عبدالله هو مثال حى حتى بعد استشهاده لكيف لنا أن نختلف مع النظام، ولكن لم ولن نختلف أبدا عن الوطن وحبه، والدفاع عن أرضه وترابه بأرواحنا ودمائنا.

فلحظة الاستشهاد دفاعا عن الوطن سيذكر هنا فقط أنه «جندى مصرى شهيد» تختفى الأيدلوجيات، وتمحى الخلفيات السياسية، وتنسى الانتماءات الحزبية، ويذكر فقط كلمة «مصر» كلمة «مصرى»، ولا أعتقد أن الشهيد عبدالله هو النموذج الوحيد لشاب ينتمى لحزب معارض سياسيا، ولكنه مساند وطنى ومدافع مخلص عن تراب وأرض سيناء، بل هناك الكثيرون الذين يضعون أرواحهم على أكتافهم دفاعا عن هذا الوطن، مهما كان خلافهم على سياسات داخلية لنظام حاكم.

عبدالله بشهادة كل من كان حوله إنسان خلوق مثقف جميل، متفهم لمعانى الإنسانية، محب للبشر، متواضع، متوكل على الله، كثير الحديث عن الموت وتسليمه لأمر الله، وإيمانه الشديد بحقيقة الموت فى حياتنا، وذلك من خلال حسابه على الفيس بوك، وكأنه يعلم أنه قريب.

ورغم أننى كنت قريبة من معظم شباب حزب الدستور، ورغم كونه فى الدوائر الصغيرة التى أحاط بها، ولكننى لم أكن أعرفه شخصيا، وعندما قرأت شهادات الناس عنه أحزن لأننى لم أتشرف بمعرفته قبل أن يقابل المولى عز وجل.

وقرأت من شهادة زميلنا هانى الجمل «أن عبدالله يكاد يكون نسخة فى تفكيره وتكوينه من حبيبنا الدستورى الجميل محمد يسرى سلامة، عبدالله كان حافظ القرآن كاملا، ورغم ذلك اختار أنه ينضم لحزب الدستور، وليس للإخوان ولا للسلفيين، ولا لأى حزب إسلامى».

وقيل عن الشهيد إنه كان ضد انتهازية الإخوان والسلفيين وتجارتهم بالدين، وفى نفس الوقت ضد قتلهم واستباحة دمهم لمجرد الاختلاف معهم.

عبدالله كان ضد الدم، وكان حزينا على حال المصريين على خلافهم واختلافهم، وعدم قدراتهم على التعايش بالاختلاف فى سلام واحترام.

هل هناك أمل فى أن يكون استشهاد عبدالله بمثابة وقفة مع النفس لهؤلاء الذين يصفون كل ما هو معارض بأنه خاين وعميل، وأن يتيقنوا أن هؤلاء المعارضين يموتون أيضا فى سبيل هذا الوطن؟
هل هناك أمل فى أن يكون استشهاد عبدالله هو دعوة للتعايش السلمى رغم الخلاف السياسى، فكلنا مصريون نخلتف سياسيا، ونتهم ونسب ونقذف ونقاطع بعض، لكن لا نخون.

هل هناك أمل فى أن تكون جنازة عبدالله العسكرية تكريما لاستشهاده يوازيها تكريم آخر بتبنى أفكاره وأحلامه فى التعايش السلمى، ونبذ العنف وإرساء العدل، حيث إنه عندما سئل، لو هتختار البلد اللى تتولد وتعيش فيها تختار فين؟
فأجاب: «هى نفس البلد اللى نفسى ولادى يتربوا فيها (مصر) بس نفسى يبقى فيها عدل».
رحم الله الشهيد عبدالله، وكل شهداء مصر الأبرار، جنودا ومدنيين، وجعل شهادتهم رسالة للإصلاح وصلاح أحوال الوطن بالعدل والمساواة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة