كريم عبد السلام

«المستريحين».. وشعب العتبة الخضراء

الأربعاء، 19 أكتوبر 2016 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما زال مسلسل المستريحين النصابين مستمرا، رغم كل التحذيرات والتنبيهات فى وسائل الإعلام، ورغم الدعوات المتكررة للمواطنين لإيداع فوائض مدخراتهم بالبنوك، لماذا؟ الله وحده أعلم بنفوس المصريين الباحثين عن مكسب سريع دون جهد، ويقاطعون البنوك أو المشروعات التى تحتاج صبرا وبناء فى المستقبل.
 
متى تغيرت نفوس المصريين وأحلامهم، لتصبح خيالية تبحث عن الغنى الفاحش السهل دون تعب؟ ومن جعلهم على الدوام فريسة سهلة لكل نصاب يجمع الملايين بدعوى تشغيلها ثم يكتشف الضحايا الحقيقة المرة، فيلجأون للحكومة أو للإعلام بحثا عن مخرج.
 
المستريحون أو النصابون الجدد يخدعون الناس بطريقة واحدة، ويستولون على أموالهم بحجة توظيفها واستثمارها مقابل فوائد كبيرة، وبعد دفع الفائدة غير المعقولة، التى يمكن أن تصل إلى 30% من أصل الأموال شهريا مرة أو مرتين يتوقف النصاب عن الدفع، لأنه ليس ساحرا ولا فاعل خير، ويبدأ المودعون بالتذمر والهلع ثم اللجوء للشرطة.
 
القرى والمدن الصغيرة والمدن الكبرى، سواء فى ظهور المستريحين، وكذا الصعيد والدلتا سواء، لا فرق بين قنا ورشيد والدقهلية والغربية والقاهرة، النسخة المعتمدة من النصابين واحدة والطريقة واحدة، والمخدوعون أشكال وألوان، ومن جميع الفئات، فلماذا تتكرر حوادث النصب بنفس الأسلوب والطريقة؟
 
الملاحظ أن جميع النصابين يوهمون ضحاياهم بأنهم يشاركون فى مشاريع استثمارية كبيرة، وأنهم يوظفون الأموال فى أنشطة مثل المقاولات وتجارة السيارات والمحمول والذهب وغيرها، ويستجيب الضحايا على أمل أنهم يشاركون فى مشاريع كبرى، وسيحصلون على نتيجة مشاركتهم دون تعب، وهنا مربط الفرس، لماذا يوكل كثير من المواطنين غيرهم بالعمل بدلا من أن يعملوا هم؟ لماذا يفضل كثير من المواطنين تسليم مدخراتهم أو تحويشة العمر لشخص غريب بدلا من المبادرة أو المغامرة فى مشروع صغير مضمون الملكية، ويستطيع صاحبه أو صاحبته إدارته والإشراف عليه مباشرة؟
 
لأن ثقافة العمل غائبة، والسائد هو التكاسل والحلم الساذج بالثراء السريع دون تعب أو جهد، سواء بالفوز بجائزة من جوائز القنوات النصابة إياها أو عن طريق وسيط يستثمر أموالنا بفائدة كبيرة تساوى ضعف فوائد البنوك، وعادة لا يفعل ذلك إلا اللصوص والنصابون، ولا يستجيب لهم إلا الخائبون الطماعون.
 
نحتاج بشدة إلى تغيير ثقافة التواكل والكسل والرغبة فى الثراء السريع بدون جهد، لأن الراحة والتنبلة لن تأتى بخير أبدا، والاستجابة لدعوات النصابين لن تعود إلا بالخسران، وإذا كنت تمتلك فائض مال، فعليك بالبنوك واقبل بالفائدة المقررة بدلا من ضياع أموالك كلها، أو ابدأ مشروعك الصغير مع أبنائك لتنتج وتكسب، بدلا من أن تنام للظهر، وتقضى ساعاتك على المقاهى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الناقد أحمد المالح

سذاجة ولا ذكاء نصابين

مساء الفل يا كريم الفؤاد وعصير اناناس قلبى نحن شعب يعشق المكسب السريع ولا ينتظر التعب والشقاء حتى يبنى مستقبله.كلنا تربينا على هذه الثقافة .الفهلوة والهمبكة والتسليك .والحرك .والسالك وهو يبقى انسان محترم جدا من الجميع فيستطيع ان يخلص كل مصالحك مقابل جنيهات قليلة والسالك هذا تجده فى كل مكان وكل وظيفة .تعودنا ان نرى المحترم والخلوق والطيب اهبل وعبيط والفهلوى والسالك قدوة ونموذج لنجاح .اذن سيظهر الوف المستريحين ليخدعوا الناس باحلام وردية وخيالية عن مكسب 30%فىالشهر .ويظل المواطن ال1000 جنيه بيجيبوا كام وانا معايا 10000 الاف يعنى 300 جنيه فى الشهر امال بقى لو 300الف هيجيبوا كام وتستمر الحكاية.وعلى رأى عبد الحليم حافظ نبتدى منين الحكاية ..يقع الرجل او المرأة ضححايا النصاب وهم امام واحد من اتنين جلطة تقضى عليهم او التسول فى الشوارع او السجن معلش 3 مش اتنين الاعلام يجب ان يكون له دور كبير وكل المواقع الناجحة وعلى رأسها اليوم السابع ان تقود الجميع لمحاربة هذه الظاهرة .قبل ما انهى اتمنى ان انضم الى مجموعة المبدعين فى اليوم السابع خلال سنوات قليلة وهو بيتى ايضا ...وانا عايز اسأل انا طبعا مفيش حيلتى حاجة لكن فيه واحدة عزيزة جدا على عندها حساب جارى كبير فى البنك متعرفش طريف المستريح ده فين بصراحة النسبة عالية جدا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة