شرارة الصراع تقترب من "بترول أوبك".. 3 عوامل تربك تحركات المنظمة وتهدد لقاء المصير غدا بالفشل.. اعتذار السعودية عن اجتماع المستقلين.. غموض المواقف بشأن خفض الإنتاج.. والأخطر استمرار الخلافات بين الكبار

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 10:36 ص
شرارة الصراع تقترب من "بترول أوبك".. 3 عوامل تربك تحركات المنظمة وتهدد لقاء المصير غدا بالفشل.. اعتذار السعودية عن اجتماع المستقلين.. غموض المواقف بشأن خفض الإنتاج.. والأخطر استمرار الخلافات بين الكبار أوبك - أرشيفية
تحليل رأفت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم تبقى يوم واحد فقط على اجتماع المصير لمنظمة "أوبك" العالمية للدول المنتجة للنفط، المقرر عقده فى العاصمة النمساوية فيينا، غدا الأربعاء، بحضور كبار المنتجين من أعضاء المنظمة، إلا أن الارتباك ما زال يسيطر على تحركات المنظمة بعد حوالى شهرين من السعى والتنسيق بين كبار المنتجين من داخل أوبك وخارجها، منذ اجتماع الجزائر التشاورى فى سبتمر الماضى،  للتوافق على خفض الإنتاج وعودة الاستقرار لأسواق النفط العالمية، بعد تدنى الأسعار وتأثيرها على اقتصاديات العديد من الدول.
 
وسجلت أسعار النفط، اليوم الثلاثاء، 48.69 دولار لخام القياس العالمى "مزيج برنت"، بينما بلغ سعر خام "غرب تكساس" الوسيط الأمريكى 46.66 دولار للبرميل، ومن المقرر أن يجتمع أعضاء أوبك غدا، للتصويت على القرارات التى تم التوصل لها فى اجتماع الجزائر التشاورى، بتخفيض إنتاج المنظمة لـ32.5 مليون برميل يوميا عن مستواه الحالى، الذى يقارب 33.24 مليون برميل يوميا، وتحديد سقف إنتاج محدد لكل دولة.
 

السعودية تعتذر عن اجتماع الاثنين وتربك حسابات "أوبك"

 
الحالة التى تظهر عليها المنظمة الدولية قبل اجتماعها المرتقب، تؤكد أن كل التحركات التى تمت على مدار الشهريين الماضيين وحتى الآن غير كافية لإحداث توافق جماعى بين الدول الأعضاء، خاصة بعد أن أربكت المملكة العربية السعودية كل هذه المساعى، باعتذارها عن حضور اجتماع الاثنين فى فيينا، لتتسبب فى إلغائه، إذ كان مقرّرا انعقاده لمناقشة مساهمة المنتجين من غير الأعضاء فى "أوبك" فى اتفاق للحد من الإنتاج، قبل اجتماع وزراء النفط فى المنظمة يوم الأربعاء لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقات التى جرت بينهم لخفض الإنتاج.
 
اعتذار السعودية لا يربك التحركات الحالية للتوافق فقط، ولكنه يؤثر أيضًا على آراء عديد الدول الأعضاء، باعتبار المملكة أكبر منتج للنفط، ولها قوة وثقل كبيران من حيث اتخاذ القرارات والتوافق عليها فى المنظمة، ومن ثمّ هناك من سيتروّى فى إعلان موقفه لحين وضوح رؤية المملكة العربية السعودية بالتصويت على القرارات أم لا، والسير على نهجها.
 
ومن العوامل التى تربك تحركات "أوبك" قبل يومين من اجتماع المصير، هو أن هناك دولاً كبرى منتجة للنفط ما زالت مواقفها غامضة، على رأسها إيران والعراق وليبيا، إذ إن كلا منها تؤيد الآراء المتجهة لخفض الإنتاج، ولكن لم تعلن رسميًّا حتى الآن مشاركتها فى قرارات التصويت، وكل تصريحاتها السابقة تشير إلى أنها قد تطالب باستثنائها من قرار الخفض، لحين تعويض خسائرها وما لحق باقتصادها من أضرار بسبب الحظر والثورات وحالة التوتر خلال السنوات الماضية.
 

خلافات كبار الأعضاء تهدد اجتماع الأربعاء

 
العامل الثالث الذى يهدد اجتماع "أوبك" بالفشل، أن حالة الخلافات والانقسامات ما زالت مستمرة بين كبار الدول الأعضاء، من الصدام الدائم بين المملكة العربية السعودية وإيران، إلى وجود فريقين منقسمين داخل المنظمة، الأول بقيادة السعودية ويرى عدم خفض الإنتاج وترك الأسعار لتحددها آليات العرض والطلب، والآخر تدعمه روسيا من خارج "أوبك"، ويرى ضرورة خفض الإنتاج لتخفيف المعروض، ومن ثمّ زيادة الطلب ورفع الأسعار.
 
كانت أسعار النفط قد انخفضت فى الفترة الماضية، بسبب زيادة المعروض عن الطلب بأكثر من مليون برميل يوميا، ففى النصف الأول من 2016 بلغ حجم المعروض 32.5 مليون برميل يوميًّا، فيما كان الطلب مقدّرًا بـ30.1 مليون برميل، بينما يُقدّر حجم المعروض الحالى والمتوقع فى الفترة المقبلة بـ33.24 مليون برميل يوميا، وحجم الطلب بـ32.7 مليون برميل فقط.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة