معركة صقور وحمائم "الكاتدرائية" تتجدد فوق "جسد المرأة".. مطران سمالوط يبيح تناول النساء أثناء الحيض وسط ثورة تحريم من التيار التقليدى.. الأنبا بيشوى يتمسك بالمنع.. و4 كتب ترصد آراء الفريقين

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 03:30 ص
معركة صقور وحمائم "الكاتدرائية" تتجدد فوق "جسد المرأة".. مطران سمالوط يبيح تناول النساء أثناء الحيض وسط ثورة تحريم من التيار التقليدى.. الأنبا بيشوى يتمسك بالمنع.. و4 كتب ترصد آراء الفريقين معركة "الكاتدرائية" تتجدد فوق "جسد المرأة"
كتبت: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جدد الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط الجدل حول قضية "نجاسة المرأة" التى شغلت بال مفكرو الكنيسة القبطية الشهور الأخيرة، حتى أن أربعة كتب صدرت تكشف عن آراء متعارضة فى نفس القضية بين تيارين أحدهما يميل للتجديد والآخر يتمسك بالقديم.

ورغم أن قضية "نجاسة المرأة" أثناء الحيض والنفاس تعود إلى العهد القديم، حيث كان اليهود يحرمون الاقتراب من المرأة فى فترة حيضها وخلال أربعين يوما من ولادتها إلا أن الكنيسة القبطية واستنادًا إلى أقوال الآباء الأوائل ما زالت تتبع الشريعة  نفسها وهو الأمر الذى تصدى له الأنبا بفنوتيوس فى كتابه الجديد "المرأة فى المسيحية" مثيرًا عاصفة من الجدل.

يطرح الكتاب سؤالًا مهمًا: هل تتناول المرأة أثناء الدورة الشهرية؟، ويجيب الأنبا بفنوتيوس قائلًا: هناك فرقا كبيرا بالطبع بين أقوال الآباء وتعاليمهم أو رسائلهم وبين القوانين الكنسية التى أقرتها المجامع المسكونية (العالمية) أو المكانية (المحلية)، فأقوال الآباء وتعاليمهم ليست ملزمة للكنيسة مثل القوانين الكنسية المعتمدة، فهذه الآراء قابلة للنقد أو حتى الرفض، لأنه ربما تكون هذه الآراء تخص أمورا لها ظروفها غير موجودة الآن، وأيضًا الآباء غير معصومين من الخطأ، خاصة إذا كانت هذه التعاليم أو حتى القوانين لا تتوافق مع الفهم السليم لنصوص الكتاب المقدس أو لم تأخذ بها المجامع المسكونية (العالمية) أو المجامع المكانية (المحلية).

ويتساءل مطران سمالوط فى كتابه: عندما تحدث افرازات من الجسد دون إرادة فإن ما نختبره هو جانب ضرورى تحتمه الطبيعة، فما هى الخطيئة، إذا كان الله الذى صنع الجسد هو الذى شاء وخلق القنوات التى تفرز هذه الإفرازات؟

ويضيف: التناول مثل أى طعام نأكله ويتحول فينا إلى لحم وعظام ويطرد الجسم الإنسانى ما لا يريد أو ما لا تقوى أجهزة الهضم على امتصاصه، نحن نأكل لكى نتحول إلى المسيح وإلى حياته الغالبة للموت لا لكى يتحول هو فينا بواسطة أجهزة الهضم إلى طعام بائد.

كذلك فإن المطران قد تساءل أيضًا عن التمييز فى قضية المعمودية بين الذكر الذى يعمد بعد أربعين يومًا من ولادته والأنثى التى تعمد بعد ثمانين يومًا متعجبًا من جدوى التمييز.

وإباحة تناول المرأة فى فترة الحيض التى انتصر لها مطران سمالوط كانت قد شغلت ذهن القس يوئيل المقارى الراهب بدير أبو مقار وأصدر عنها كتابًا منذ شهور أورد فيه آراء بعض آباء الكنيسة مثل القديس أثناسيوس الرسولى، والقديس يوحنا ذهبى الفم، وبعض آراء آباء العصر الحديث مثل المطران جورج خضر مطران جبل لبنان والقمص داوود لمعى كاهن كنيسة العذراء بمصر الجديدة والقس بطرس سامى كاهن كنيسة مارمرقس بالمعادى والباحثتين ماريا فوتينيه ودونا رزق.

ويفسر الراهب يوئيل قول القديس أثناسيوس الرسولى فيقول "إذا كنا نحن ذرية الله حسب ما جاء فى أعمال الرسل الإلهية فليس فى أنفسنا شىء نجس ولكننا حين نرتكب الخطية وهى أكثر الأشياء قذارة فعندئذ فقط تجلب على أنفسنا الدنس، مشيرا إلى أن القديس اثناسيوس اعتبر أن الإفرازات هى قانون الطبيعة بالنسبة للجسد وليست دنسا فى حد ذاته.

أما المطران جورج حبش فطالب الكنيسة بالتحرر من الرؤية الذكورية مؤكدا أن منع المرأة من التناول أثناء نزول الدم يؤيد تلك الذكورية لأن النصوص المسيحية الأولى لا تجعل حائلا بين الحيض وممارسة الأسرار المقدسة بل أن منع المرأة جاء فى سفر اللاويين ولا علاقة له بالمسيحية.

وفيما ربط القمص داوود لمعى بين منع المرأة من التناول وبين عدم جاهزية الكنائس وبعدها عن البيوت فى العصر القديم، حيث لا تتمكن المرأة من السير مسافات طويلة وهى فى تلك الحالة الصحية الضعيفة، معتبرا أن الكنيسة لجأت لذلك لتريح المرأة وليس لتتهمها بالدنس.

من ناحيته، اختلف مينا أسعد كامل مدرس اللاهوت الدفاعى بمعهد الكتاب المقدس مع تلك الأطروحات واعتبر فى كتاب بعنوان "تناول المرأة" حصلت "اليوم السابع" على نسخة منها أن تلك الاجتهادات محاولة يائسة لكسر طقس كنسى قديم.

وقال أسعد فى كتابه: إن منع تناول المرأة خلال أيام محددة بعينها فى الشهر أمر لا يعيب المرأة، ولا ينتقص من آدميتها ولا حريتها كما يحاول أن يروج البعض، مؤكدا أن المرأة فى المسيحية هى معين الرجل، مضيفا "ما أريد أن أقوله أن التمسك بهذا التعليم ليس اضطهادا للمرأة نابعا من شهوة سيطرة، وليس إنقاصا أو إذلالا للمرأة، ولا مصلحة فيه لمن ينقل التعليم إلا إبلاغك بما أمر به التقليد الكنسى السليم".

أما الأنبا بيشوى مطران كفر الشيخ والبرارى الذى يتمسك بالفكر التقليدى حتى أن البعض يلقبه بحامى الإيمان فإنه قد حرم فى أكثر من عظة ودراسة له قضية تناول المرأة أثناء الحيض ليأخذ موقعه الطبيعى كزعيم للتيار التقليدى فى الكنيسة الكبيرة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة