تنطلق صباح اليوم الأربعاء، فعاليات المؤتمر الوطنى لعلماء وخبراء مصر فى الخارج، الذى تنظمه وزارة الهجرة بالتعاون مع شبكة تليفزيون النهار تحت شعار "مصر تستطيع"، وتستضيفه مدينة الغردقة على مدار يومين، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى.
ويفتتح المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بمشاركة 11 وزيرا من الحكومة.
ويشارك فى المؤتمر كل مؤسسات الدولة، بطلبات واستشارات علمية تستعد لتقديمها للعلماء المشاركين فى المؤتمر للأخذ بمشورتهم فى حل المشاكل، التى تشكل عائقا واهتماما أمام الحكومة.
وفى هذا السياق، طالبت وزارة البترول والثروة المعدنية استشارة علماء وخبراء المؤتمر الوطنى لعلماء وخبراء مصر فى الخارج، فى 5 موضوعات هامة تتمثل فى خفض دعم الطاقة لكل القطاعات المحلية المستهلكة تدريجيا مع ضمان حماية حقوق الطبقات محدودة الدخل، وتنظيم أنشطة سوق الغاز، وزيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية والطاقة الجديدة والمتجددة، وتفعيل منظومة التخطيط المتكامل للموارد والاستغلال الأمثل للثروات الطبيعية والتعدينية، ونقل الخبرات فى مجال إعادة هيكلة قطاع التعدين فى مصر.
أما وزارة الاستثمار فطالبت استشارة العلماء المشاركين فى المؤتمر، فى المشروعات القومية التى تشرف على تنفيذها، حيث طلبت الوزارة أخذ رأى العلماء والخبراء فى مشروع تنمية محور قناة السويس، ومشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والمشروع القومى للطاقة، وفى المشروع القومى للطرق، ومشروع الريف المصرى (استصلاح واستزراع 1,5 مليون فدان)، وأخيرا مشروع المثلث الذهبى.
بينما وزارة النقل فتقدمت بـ3 مطالب فقط للمشاركين فى المؤتمر الوطنى لعلماء وخبراء مصر فى الخارج، حيث طلبت وزارة النقل استشارة العلماء والخبراء فى أفضل السبل لتطوير منظومة نقل البضائع عبر السكك الحديدية، وأسلوب اختيار أفضل المسارات لربط المدن الجديدة بشبكة السكك الحديدية، وإنشاء خطوط جديدة للقطارات فائقة السرعة، وإمكانية إقامة منظومة لصناعة السفن فى مصر متطلباتها.
وتقدمت وزارة التخطيط من المشاركين فى المؤتمر الوطنى لعلماء وخبراء مصر فى الخارج، بـ6 طلبات فى مقدمتهم تطوير مراكز الخدمات الحكومية (ميكنة الخدمات)، والإصلاح الإدارى والتطوير المؤسسى (قانون الخدمة المدنية)، وتطوير منظومة التعليم، وإستراتيجية التنمية المستدامة وتعزيز قدرة القطاع الخاص لتنفيذ أهدافها. وتنمية سيناء.
أما التجارة والصناعة فطلبت 6 استشارات من المشاركين فى المؤتمر الوطنى لعلماء وخبراء مصر فى الخارج، تمثلت فى الرأى فى الخطوط الملاحية وجدواها الاقتصادية فى بعض الأسواق التصديرية الهامة لمصدر مثل أفريقيا وروسيا، ودراسات جدوى لإقامة مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة فى مناطق محددة فى مصر، والفرص الواعدة لتصدير منتجات الطاقة الجديدة والمتجددة وعلى الأخص فى أفريقيا، وتطبيق فكر إدارة البرامج والمشروعات على الأخص الخطط المقترحة من الوزارات، وتطوير الصناعات المصرية والربط بين الهندسة الصناعية والتطوير والابتكار، وحاضنات الأعمال وكيفية زيادة عددها وكفاءتها فى مصر وخاصة فى القطاع الصناعى.
وطالبت وزارة الاتصالات من العلماء، الاستشارات فى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وخدمة المواطنين، والمدن التكنولوجية الذكية، والإبداع وريادة الأعمال.
أما وزارة البيئة فطلبت الاستشارة من المشاركين فى المؤتمر الوطنى لعلماء وخبراء مصر فى الخارج، وتقدمت بـ11 طلبا أوله إنشاء مدن ذكية تشمل كل مقومات المدن الخضراء صديقة البيئة، وتطبيق منظومة النقل المستدام والرصد المرورى باستخدام أحدث التقنيات فى الرصد البيئى والتنمية المستدامة بمحور قناة السويس لتطبيقه بمجالات حماية نوعية الهواء المحيط والضوضاء والعرض على شاشات عرض خاصة بذلك، وإمكانات الرصد البيئى من خلال تقنيات الاستشعار عن بعد، وتقنيات التنبؤ بالسيول والأعاصير، والاستفادة من مياه السيول والأمطار لاستخدامها فى مياه الشرب والحفاظ على مصادر المياه (بحار وأنهار).
كما طالبت الوزارة، الخبرات الدولية الحديثة فى معالجة الصرف الصحى ( معالجة ثلاثية) بصورة علمية لإعادة استخدامها فى الزراعة والأغراض الأخرى، ووسائل وتكنولوجيات تحلية مياه البحر، مع الأخذ فى الاعتبار كيفية التخلص الآمن من المياه شديدة الملوحة للحفاظ على البيئة البحرية، والتكنولوجيات المختلفة لتدوير ومعالجة المخلفات، وإدارة المدافن الصحية ومعالجة مياه الرشح والتحكم فى الغازات، وتطبيقات نظم المعلومات الجغرافية واستخدام تكنولوجيا المعلومات فى متابعة ورصد خدمات إدارة المخلفات.
وأخيرًا طلبت وزارة البيئة من علماء المؤتمر استشارة فى إدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة فى مجال صناعات إعادة التدوير.
وقالت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة وشئون المصريين بالخارج، فى تصريحات صحفية، إن الرئيس عبد الفتاح السيسى حريص دائمًا على رعاية كل حدث يساهم فى صياغة مستقبل مصر على أسس علمية سليمة وصولا لأهداف استراتيجية التنمية المستدامة 2030.
وأشارت نبيلة مكرم إلى أن العلماء رحبوا بالمشاركة بأبحاثهم فى دراسة مشكلات مصر ووضع الحلول العلمية لها، كما رحبوا بوضع دراسات حقيقية لما تتمتع به مصر من إمكانات اقتصادية، وتوافر فى الخامات، وعوامل جذب للاستثمارات بما تملكه من موقع فريد، ومشاركتها فى عدد من التجمعات الاقتصادية فى القارة السمراء.
وأوضحت أن تخصصات العلماء تضم "إدارة الأعمال، وريادة الأعمال، والهندسة المدنية، والهندسة الميكانيكية ،وهندسة الموانئ، والطاقة النظيفة والمتجددة من الرياح والشمس والطاقة الكهرومائية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والطب، والكمبيوتر، والبنية التحتية وإدارة الموارد المائية وتحلية مياه البحر".
وأكدت نبيلة مكرم أن المؤتمر يأتى ضمن توجهات الدولة لربط أبنائها المهاجرين بالوطن، كما يحقق تكليف الرئيس السيسى للحكومة بزيادة الاهتمام بالعقول المصرية المهاجرة وربطها بأرض الوطن، كما يسهم فى تشكيل فرق عمل بحثية من شباب الجامعات المصرية تحت إشراف علماء الخارج فى مجالات مهمة، خاصة أنه قد تم توجيه الدعوة لـ10 من الشبان النابهين فى البحث العلمى رشحتهم جامعاتهم لحضور المؤتمر.
ومن جانبه، أكد اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، أن رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى للمؤتمر الوطنى لعلماء وخبراء مصر فى الخارج تعكس اهتمام رأس الدولة بإتباع الأساليب العلمية الحديثة فى تحقيق أهداف التنمية، مشيرًا فى تصريحات صحفية، إلى أن استضافة مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر للمؤتمر يؤكد أننا لسنا من مستقبلى السياحة الترفيهية فقط، لكن لدينا إمكانية استقبال سياحة المؤتمرات أيضًا، كما أن استضافة هذا الحدث أن مصر آمنة ومقاصدها السياحية ترحب بكل الضيوف.
وقال محافظ البحر الأحمر فى رسالة للعلماء: "نقول لهم جميعا ولكل ضيوف المؤتمر مرحبا بكم فى مدينة الغردقة، عروس البحر الأحمر ومشتى المصريين والأجانب".
كما أكد أن المؤتمر حدث دولى يستحق أن نعطيه اهتماما مناسبا خاصة أن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية أولى المؤتمر برعايته، وهو ما يضيف للمؤتمر زخما دوليا كبيرًا، موضحا أن هذه الرعاية من رأس الدولة المصرية تترجم الاهتمام الحقيقى بتنفيذ خطط التنمية بعيدا عن العشوائية، والاستعانة بالعلماء والخبراء فى تنفيذ خطط إستراتيجية التنمية المستدامة 2030.
ومن ناحيته، قال علاء الكحكى مؤسس شبكة تليفزيون النهار، إن رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى للمؤتمر تترجم اهتمام الدولة المصرية على أعلى المستويات بالعلم والتخطيط والعمل القائم على خبرات أثبتت نجاحاتها فى الدول المتقدمة، موضحًا أنه تحمس لفكرة المؤتمر وتنظيمه إيمانًا بدور المؤسسات الوطنية الخاصة فى مساندة الدولة لتحقيق أهدافها التنموية.
وقال "الكحكى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن الدول التى نجحت فى تخطى مشاكلها الاقتصادية استعانت بالعلم، مضيفًا أن مصر تمتلك من العقول المهاجرة من يتمتع بقدرات إبداعية هائلة للقضاء على الأزمات التى تواجهها، إضافة إلى من يملك العلم لوضع الخطط المثلى لاستغلال الموارد استغلالًا أمثل لتحقيق التنمية الحقيقية.
على جانب آخر، تم اختيار العالم المصرى الكبير الدكتور فاروق الباز، والدكتور مجدى يعقوب ضيفا شرف المؤتمر تقديرًا لمكانتهما العلمية العالمية، ولما أسهما به من جهود وخدمات لخدمة البشرية، ولما بذلاه من جهد تطوعى لتحقيق التنمية الحقيقية لوطنهما الأم مصر وشعبها.
والمؤتمر هو الأول على أرض الكنانة، الذى يسعى للاستفادة من عقول مصر المهاجرة فى تشجيع الدراسة والبحث العلمى، ووضع الأسس العلمية لدراسة المشروعات القومية ودعمها بالأبحاث الدقيقة، وربط القدرات العلمية للمصريين فى الخارج بشباب الداخل لخلق جيل يعتمد الأساليب العلمية فى البحث والتفكير، وكلها أهداف تدخل ضمن الاستراتيجية التى يتبناها الرئيس عبد الفتاح السيسى لوضع مصر فى مصاف الدول الناهضة كمرحلة أولى، تمهيدًا للوصول إلى تطبيق فعال لإستراتيجية التنمية المستدامة "مصر 2030".
كما يفتح المؤتمر أمام وزارة السياحة مجالًا للترويج عالميًا لسياحة المؤتمرات فى مصر باستضافة نخبة من أبناء الوطن الذين نجحوا فى تحقيق مكانة علمية فى الخارج جعلت منهم نماذج اجتماعية يحرص كثير من مواطنى بلاد المهجر على متابعة أخبارهم، أو الاستعانة برأيهم فى زيارة مصر، كما يساعد المؤتمر أيضا فى رسم صورة مغايرة وحقيقية لمصر فى الخارج من ناحيتين، الأولى تؤكد أن مصر آمنة من الإرهاب أما الناحية الثانية هى السعى إلى رسم صورة مغايرة لمصر وأنها تسير بخطى ثابتة على طريق التغلب على مشاكلها استنادًا إلى الدراسات العلمية الحديثة، والأبحاث الدقيقة، والعقول المبدعة، وكلها عوامل أساسية فى صناعة النجاح، كما أنها تساهم فى خلق ثقة كبيرة لدى المستثمرين وتشجعهم على ضخ أموالهم فى المشروعات التى تؤكد الأبحاث العلمية توافر عوامل النجاح لها.
