الجامعة الأمريكية تناقش نتائج مشروع "صحوة" عن الشباب فى 5 دول عربية

الخميس، 08 ديسمبر 2016 09:16 م
الجامعة الأمريكية تناقش نتائج مشروع "صحوة" عن الشباب فى 5 دول عربية الجامعة الأمريكية
كتب وائل ربيعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عقدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مؤتمرا لمناقشة النتائج الرئيسية لمشروع "صحوة" عن الشباب فى خمسة من دول حوض البحر الأبيض المتوسط العربية وهى مصر، ولبنان، وتونس، والمغرب والجزائر، حيث ناقش المؤتمر النتائج الرئيسية للمشروع والذى يموله الاتحاد الأوروبي، وقام بتنفيذه منتدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة بالتعاون مع ١٤ شريكا من العالم العربى وتركيا وأوروبا، تحت عنوان، "دراسة الشباب العربى فى حوض البحر المتوسط: نحو عقد اجتماعى جديد".

 

ركز المشروع، الذى امتد لثلاث سنوات، من خلال تحليل كمى وكيفى، على عدة مشكلات رئيسية تواجه الشباب وهى العمل، والتعليم، والهجرة والتنقل وفرص الشباب وإشراك الشباب، فى المؤتمر الصحفى الذى عقد لمناقشة النتائج، تصدرت النتائج الخاصة بالعمل والتعليم بين الشباب عروض الباحثين بمشروع صحوة. 

 

ووفقا لمشروع صحوة، قال بيان الجامعة الأمريكية اليوم، إن مشكلة البطالة هى أهم مشكلة تواجه الشباب العربي، بالنظر إلى أغلب الشباب فى مصر، فلا يزال القطاع الخاص هو مصدر العمل الرئيسى، فأكثر من 85 بالمئة من الذكور و 70 بالمئة من الإناث يعملون فى شركات هادفة للربح.

 

وأوضح بهجت قرنى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ومدير منتدى الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والذى عرض نتائج "صحوة" عن الشباب فى مصر، أن وجود تباين بين الجنسين فى سوق العمل يعود لنقص بعض المهارات لدى النساء وزيادة متطلبات بعض الوظائف فى سوق العمل، لافتا أن مشكلة القطاع الخاص، أنه يتطلب البقاء فى العمل لساعات طويلة أو قد تستدعى متطلبات العمل السفر فى بعض الأحيان، مما يمثل صعوبة لبعض السيدات.

 

وأكد قرنى، أن الشباب يشكل الغالبية العظمى من السكان فى العالم العربى وهو القطاع الأسرع نموا، لأن 66 بالمئة من السكان تحت سن 29 عاما، وأن ما يقرب من 30 % من الشباب المصرى يواجهون مشكلة رئيسية فى عدم الحصول على وظيفة حتى بعد الحصول على شهادة البكالوريوس، مشيرا إلى أن "الشباب غير مؤهلين لكثير من الوظائف المتاحة، لدينا حالة متناقضة فى مصر وفى العديد من البلدان العربية الأخرى، فيوجد مستوى مرتفع من البطالة ووظائف خالية، يمثل ذلك تناقضا ولغزا، ومفتاح هذا اللغز هو النظام التعليمى المعيب الذى لا يقوم بإعداد الشباب لتلبية متطلبات السوق".

 

وتابع: "نظرا للتحديات التى تواجه الشباب المصرى فى محاولة العثور على عمل، يلجأ الكثير منهم إلى العمل فى القطاع غير الرسمي، فأكثر من 60 بالمئة ممن شملتهم الاستبيانات كانوا على استعداد لقبول أى وظيفة وإن كان مرتبها سيئا".

 

من جانبه، قال مصطفى عمران، أستاذ علم الاجتماع والدراسات السكانية فى جامعة خميس مليانة بالجزائر وباحث مشارك فى مركز البحث فى الاقتصاد التطبيقى من أجل التنمية فى الجزائر والذى عرض نتائج صحوة عن الشباب فى الجزائر، "نجد فى الجزائر أن نسبة البطالة لا تزال مرتفعة بواقع 10 بالمئة من مجموع السكان، إلا نسبتها أعلى بين الشباب وتصل إلى 32 بالمئة، ولا تزال الجزائر هى واحدة من أكثر الدول العربية التى تستقبل العمالة العربية أو الأجنبية."

 

وأوضح أن العمالة غير الرسمية فى منطقة الشرق الأوسط ظاهرة عامة تعكس النظام التعليمى غير الفعال، والزيادة فى تأثير الفقر، حيث يعمل أكثر من نصف الشباب الجزائرى (56 بالمئة) فى القطاع غير الرسمى وكذلك مثل معظم الشباب المصري.

 

وأشار بهجت قرنى، إلى أن النظام التعليمى فى جميع أنحاء المنطقة لا يقوم بإعداد الشباب بشكل كاف لتلبية مطالب سوق العمل، قائلا "إن النظام التعليمى فى مصر، على سبيل المثال، هو نظام شكلى للغاية، غير نقدى وجامد ولا يسمح الشباب باستكشاف اهتمامات مختلفة فى نفس الوقت"، وأن عدم الاهتمام بالمشاركة السياسية هو ظاهرة أخرى شائعة بين الدول التى شملتها الدراسة. سجلت مصر أعلى مستوى فى عدم انتماء الشباب لأى حزب سياسي، وعدم الانتماء إلى أى جمعية ثقافية أو جمعية تابعة للحي، بنسبتى 95 % و85 %".

 

فيما قالت إيلينا سانشيز، منسق علمى فى المشروع وتعمل فى مركز برشلونة للشؤون الدولية، "لقد كانت هناك العديد من النتائج غير متوقعة فى ما يخص المشاركة السياسية، فالمشاركة السياسية للشباب فى الخمسة بلدان تعد منخفضة للغاية، كما أن الاعتقاد السائد أن معظم الشباب يرغبون فى الهجرة ليس صحيحا، إذ أن أقل من 20 % يرغبون فى الهجرة تقريبا فى البلدان الأربعة باستثناء تونس حيث يصل عدد الشباب الراغبين فى الهجرة إلى 53 %".

 

وبالمثل، أعرب الشباب اللبنانى، عن عدم الثقة فى الأحزاب السياسية،  ويقول قرني، "لقد كان الشباب فى لبنان بدون رئيس لفترة استمرت أكثر من عامين. يوجد لديهم سببا قويا للاعتقاد بأن السياسات لن تتغير وأن العقلية السياسية ستبقى كما هي، لذلك هم ليسوا متفائلين بشكل عام بشأن مستقبلهم".

 

ولحل تحديات مشكلة البطالة المتزايدة فى المنطقة، أشار قرنى إلى أهمية النظر لعوامل الاقتصاد الجزئى قبل إيجاد الحلول، "إذا تم الاتجاه إلى نموذج للتنمية يقوم على كثافة رأس المال بشكل كبير فمن المتوقع  عدم توفر فرص عمل كبيرة، إن عدد السكان فى مصر يتزايد كل شهر حوالى 100ألف شخص لذلك لا يوجد فى الاقتصاد قطاعات كثيفة العمالة بشكل كاف، ولا تزال الفجوة تتسع، كما أن عدد المواطنين العاطلين عن العمل فى حالة زيادة أيضا".









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة