ناجح إبراهيم

الراقصون على حرمة الدين والوطن

الخميس، 11 فبراير 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألف عباس العقاد، رحمه الله، أكثر من 160 كتاباً تلقتها الأمة كلها بالقبول والرضا والإعجاب، وفى هذه الكتب تحدث العقاد كثيراً عن الأنبياء والرسل والصحابة، وحلل كل هذه الشخصيات بدقة متناهية ونزاهة واتزان علمى وأدبى وإنصاف فأنار العقول، وأسعد النفوس ولم يعترض طريقه أحد، وما زالت كتبه هى الأساس داخل مصر وخارجها لدراسة هذه الشخصيات.

وألف المازنى وأحمد حسن الزيات ومحمد حسين هيكل وأحمد أمين عشرات الكتاب التى أسعدت الملايين من العلماء وطلبة العلم، وكتب الإمام محمد عبده عشرات الكتب التى أضاءت العقول والقلوب فتلقتها الأمة بالقبول.

وألف أحمد شوقى وحافظ إبراهيم ومحمود حسن إسماعيل وأحمد محرم، خالد الفيصل، خالد الجرنوسى ومرسى جميل عزيز وأمثالهم، آلاف القصائد التى حفظها الناس عن ظهر قلب وتغنوا ببعضها.
وكتب فريد أبوحديد ونجيب الكيلانى ويوسف السباعى ومحمد حسن عبدالله وعبدالحميد جودة السحار وعبدالرحمن الشرقاوى وغيرهم مئات الروايات والقصص والإبداعات، فما ضاقت الأمة بهم ذرعاً وما غضب الأزهر من أحدهم، لأن هؤلاء جميعاً كانوا يعرفون أمانة الكلمة وما ينبغى أن يسطره القلم للناس، ويعرف ما هو الإبداع ويفرق بينه وبين الإسفاف والابتذال، ويدرك الخط الفاصل بين حرية الرأى وشتم مقدسات الدين الإسلامى أو غيره من الأديان، ويفرقون بين ما يجمع الأمة وما يمزقها، وبين حرية الرأى والتطاول على الأنبياء والرسل والعلماء والصحابة وحوارى الرسل.

لقد كانوا مثقفين بحق وصدق، أما الذين يتطاولون على الأنبياء تارة أو على الصحابة أخرى أو يشتمون الأئمة الأربعة ويصفونهم ظلماً وعدواناً بـ«النصابين الأربعة» ويطالبون بحرق كتب أئمة الإسلام، أو يهيلون التراب على كل حوارى الرسل بجهل وحماقة وصفاقة، هؤلاء جميعاً لا يعرفون شيئاً عن العلم والثقافة ولا حتى الخلق القويم، إلا أن تعنى الثقافة فى عرفهم شتم الدين الإسلامى وثوابته وعقائده.

إن المثقف الحقيقى هو الذى لا يصطدم بالأديان ولا يبددها تحت دعوى التجديد وهو أبعد الناس عن التجديد، فهل هناك مثقف يشتم الرسول ويمدح مبارك أيام سلطته؟ هل هناك مثقف يهاجم معظم عقائد وشعائر الإسلام ويهاجم الأزهر صباح مساءً، ويمنح شاتم الرسول جائزة الدولة التقديرية، فى الوقت الذى يحصد فيه أكثر من مليون جنيه قيمة جائزة من القذافى الحاكم الديكتاتورى الذى لم يعرف أى قيمة من قيم الحرية أو الديمقراطية أو التنوير، إنها الازدواجية المقيتة، قدح فى الإسلام والأزهر، ومدح للقذافى الذى كانت له مخازى تتسع لها مجلدات.

إن أزمة بعض المثقفين العرب أنهم بألف وجه، ويكيلون بمائة مكيال، فترى بعضهم يشتم فى عمرو بن العاص القائد والسياسى والعسكرى الفذ الذى لم يهزم فى معركة قط، فضلاً عن صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم، ويمدحون بعض الحكام العرب الذين لم ينتصروا فى معركة قط.. أو يشتمون صلاح الدين الأيوبى محرر القدس فى الوقت الذى دخلوا فى حظائر بعض الحكام وأكلوا على موائدهم وأيدوا مشاريعهم التى أدت إلى احتلال أجزاء كبيرة من بلادهم ولم يستطيعوا أن يحرروا لا القدس ولا غيرها.

إن المثقف الغربى الآن أكثر مصداقية وتجرداً من بعض المثقفين العرب الذين غلبتهم أيدلوجياتهم التى نشأوا عليها فى شبابهم.

إن المثقف الحق هو الذى يبنى الأوطان ولا يهدمها ولا يهدد سلامها الاجتماعى بطعنه المتواصل فى ثوابت دينه وأمته أو دعوته المتواصلة لترك لغتنا العربية.

إن المثقف الحق هو الذى لا يعرف الأحادية والمذهبية ولا الطائفية ولا الرغبة فى استئصال مخالفيه، إنه الذى يواجه أزمات المجتمع الحقيقية.. يحارب الاستبداد إذا جاء من أى فئة مهما كانت، وليس الذى يترك الاستبداد ويخوض دوماً المعارك السهلة مع الأديان والأنبياء، المثقف الحق هو الذى يدافع عن القيم والأصالة، ويدافع عن لغة أمته ودينها وأعرافها الصحيحة.
إنه من العار على بعض المثقفين المصريين أن يروا الغرب قد ألف أربعة آلاف كتاب تمدح وتثنى على الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعض مثقفينا يدعمون من يشتم الرسول مثل صاحب الحزب الهاشمى أو يقفون إلى جوار من يطعن فى أبى الأنبياء إبراهيم، عليه السلام، الذى يعد أباً للأديان الثلاثة الكبرى فى العالم.

إن أزمة بعض مثقفينا أنهم أجبن من أن ينتقدوا أهل الأرض من ذوى النفوذ ليتجرأوا على الله تارة أو على الرسل أخرى أو على الصحابة ثالثة أو على الأزهر رابعة، ولأنه من يهاجم هؤلاء يحصل على الجوائز من الغرب أو الشرق فى الوقت الذى لا يستطيع أحدهم مهاجمة الصهيونية وإلا حرموا جوائز الغرب.

إن أزمة بعض مثقفينا أن بعضهم يشتم فى محرر بيت المقدس صلاح الدين الأيوبى أو ينكر وجود المسجد الأقصى فى فلسطين ويدعى وجوده فى الطائف، وكأن كل أجيال المسلمين «كانوا حميراً» طوال كل هذه القرون فلم يكتشفوا هذه الحقيقة التى أتى بها صاحبنا، إن أزمة بعض مثقفينا أنهم يريدون الشهرة حتى لو كانت على جثة الوطن أو الدين أو الفضيلة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة