أحمد أيوب

محاولات تركية للحفاظ على خادمهم المطيع فى غزة

الأحد، 14 فبراير 2016 10:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تترك تركيا وقطر وسيلة إلا واستخدمتها للضغط على أعضاء حركة حماس فى قطاع غزة، من أجل الإبقاء على خادمهم المخلص المطيع خالد مشعل فى قيادة الحركة، وانتخابه لفترة ولاية سادسة وجديدة لرئاسة المكتب السياسى، وصل الأمر الأيام الماضية إلى توجه وفد دبلوماسى تركى وقطرى رفيع المستوى إلى غزة للتحاور بشكل مباشر مع أعضاء الحركة وإقناعهم بكل السبل من أجل تحقيق هدفهم، وصاحب ذلك توجيهات صريحة صدرت من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابى لقيادات الحركة وأعضاء مجلس شورتها فى القطاع بالاستجابة للطلب التركى القطرى الذى يرونه محققًا لمصالحهم المباشرة، حتى وإن كان انتخاب مشعل مجددًا يُخالف ميثاق الحركة أو دستورها الذى توافق عليه الجميع، وفى مقدمتهم مشعل نفسه، ويقضى بعدم جواز تولى أى قيادة رئاسة المكتب السياسى لأكثر من دورتين.

لكن أمام مصالح الجماعة الإرهابية وأردوغان وحليفته قطر ليس هناك مانع من التضحية بأى قواعد أو ضوابط أو حتى مبادئ، ولابد من إجبار كل أعضاء الحركة على قبول رئاسة مشعل، رغم أن الغالبية منهم يرونه غير مؤهل للاستمرار فى موقعه بعد أن افتقد كل الشروط اللازمة لهذا المنصب، فهو لم يعد على اتصال بأى شكل بالقطاع ولا يعرف أى شىء عن أوضاعه الداخلية أو حتى ظروف الحركة وأعضائها، والأهم عند بعض قيادات وعناصر الحركة أن خالد مشعل لم يعد يهتم بمستقبل الحركة ومصالحها بقدر اهتمامه بتنفيذ الأجندة التركية القطرية، وهذا هو نفسه ما يجعل الأتراك والقطريين حريصين على استمراره فى موقعه لتظل الحركة بالكامل تحت سيطرتهم على الأقل على المستوى الخارجى، فالدولتان المتآمرتان الطامعتين فى دور أكبر لهما فى المنطقة خلال الفترة القادمة يرون فى السيطرة على حماس خطوة مهمة لتنفيذ مخططهما فى المنطقة، وبعد أن فشلت محاولات تركيا فى السيطرة على قطاع غزة من خلال الاتفاق المشبوه مع إسرائيل بسبب التدخل المصرى الحاسم، أصبح الأمل الوحيد لها هو بقاء مشعل الذى ما زال يحظى بثقتهما الكاملة لأنه الأكثر قدرة على تمكينها مما تريد وتنفيذ أجندتهما الإقليمية، ولهذا لا يريدون التضحية به والرهان على قيادة جديدة قد تكون على خط مغاير أو لا تقبل نفس ما يقبله مشعل الذى يعتبر الدوحة هى مقره المختار، مشعل الذى يترأس المكتب السياسى للحركة منذ انتخابه للمرة الأولى عام 96 ثم رئيسًا للحركة فى مارس 2004 بعد اغتيال مؤسسها الشيخ أحمد ياسين كان قد أعلن عند انتخابه المرة السابقة أنه لا ينوى الترشح مجددا لرئاسة المكتب السياسى للحركة، مكتفيا بفتراته السابقة، وأنه سيفتح الباب لقيادة جديدة، وحسب ميثاق الحركة فخمسة وأربعين قيادة يحق لهم الترشح لرئاسة المكتب السياسى ومكتبه التنفيذى هم أعضاء المكتب السياسى للحرة فى غزة، ويضم 15 عضوًا وأعضاء المكتب السياسى للحركة فى الضفة ويضم 15 آخرين، وأعضاء المكتب السياسى بالخارج ويضم 15 آخرين، لكن ضغوط الثلاثى المتحالف قطر وتركيا والجماعة الإرهابية تسعى لمنع الجميع من الترشح وحسم المنصب لصالح مشعل، حتى وإن تطلب الأمر بعض الترضيات للقيادات الغاضبة أو الطامعة فى خلافة مشعل الذى لم يعد يحظى بالثقة التى كان يتمتع بها من قبل، فالهدف الذى يسعون إليه أهم من كل هذا وهو إحلال تركيا مكان مصر فى القضية الفلسطينية واستبدال حماس والقطاع بمرسى وجماعته فى القاهرة، لكن فات هؤلاء أن مصر ليست بهذا الضعف الذى يتخيلونه، وأن دورها التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية لن تمحوه أو تقفز عليه مؤامرات خائبة، وربما لو شاهد أردوغان والصبى القطرى وقيادات الجماعة الإرهابية ردود الأطفال الغزاويين على سؤال طرحته إحدى القنوات حول موقفهم لو قررت إسرائيل ضرب مصر ورفضهم الشديد للتخلى عن مصر التى لم تتركهم يومًا؛ لتأكدوا أن مصر فى قلب الفلسطينيين جيلاً بعد جيل، رغمًا عن حماس وأردوغان وكل حلفائهم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة