وزير الخارجية الفرنسى: 2016 عام حاسم للاتحاد الأوروبى.. فابيوس يدعو فى خطابه أمام أعضاء السلك الدبلوماسى لدعم لبنان والأردن وتركيا فى ملف اللاجئين.. ويؤكد: نريد انتقالا سياسيا موثوقا فى سوريا

الأربعاء، 03 فبراير 2016 04:18 م
وزير الخارجية الفرنسى: 2016 عام حاسم للاتحاد الأوروبى.. فابيوس يدعو فى خطابه أمام أعضاء السلك الدبلوماسى لدعم لبنان والأردن وتركيا فى ملف اللاجئين.. ويؤكد: نريد انتقالا سياسيا موثوقا فى سوريا لوران فابيوس
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال لوران فابيوس، وزير الخارجية الفرنسى، إن عام 2015 كان "عامًا زاخرًا بالتناقض"، فمن جهة كان العام مأساويًا فيما يخص الأمن والسلام مع موجة عارمة من أعمال العنف ومن الجهة الأخرى، كان عام أمل إذ تم تحقيق إنجازين دبلوماسيين كليهما خدم السلام، فى إشارة لتوقيع اتفاق فيينا بشأن الملف النووى الإيرانى فى 14 يوليو، واتفاق باريس بشأن المناخ، فى 12 ديسمبر.

وأضاف فابيوس فى مقتطفات من خطاب التهانى الذى ألقاه أمام أعضاء السلك الدبلوماسى بمناسبة حلول العام الجديد، فى 29 يناير 2016 الماضى، ووزعتها السفارة الفرنسية فى بيان لها اليوم أن عام 2016 سيكون عامًا حاسمًا للاتحاد الأوروبى معتبرًا أن الجانب الأول الذى يعنى أوروبا برمتها هو تدفق النساء والرجال والأطفال الفارّين من فظائع الحرب، وأنه يجب التضامن معهم ومع البلدان الأوروبية التى بذلت جهدًا ملحوظًا لاستقبالهم.

وأضاف بالقول إنه علينا أن نتصرف بمسئولية عند تنفيذ القرارات المتخذة والقرارات التى علينا اتخاذها، ما يعنى أنه يجب على كل دولة عضو فى الاتحاد تنفيذ القرار الذى اتخذته دول الاتحاد الثمانى والعشرون فيما يخص توزيع استقبال اللاجئين بين مختلف البلدان فعلاً. وهذا يعنى أيضًا أنه يجب تعزيز المراقبة على الحدود الخارجية للاتحاد - ولاسيّما من خلال الوكالة الأوروبية لإدارة التعاون التنفيذى على الحدود الخارجية للدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى (فرونتكس)، بغية القيام بعمليات التحقّق الأمنى الضرورية ومنع دخول الأفراد الذين يمثلون خطرًا محتملاً.

ودعا فابيوس الاتحاد الأوروبى وجميع الدول الأعضاء الاستمرار فى توفير الدعم للبلدان التى تستقبل العدد الأكبر من اللاجئين قاصدًا بوجه خاص لبنان والأردن وتركيا.

مكافحة الإرهاب


وأوضح أن مكافحة الإرهاب وخصوصًا محاربة تنظيم داعش فى صلب أنشطتنا الدبلوماسية والعسكرية، وتُعتبر التعبئة الدولية شرط النجاح فى هذه المعركة الطويلة الأمد والشاقّة، مشيرًا إلى أن مكافحة الإرهاب تمر عبر العمل الحازم فى أفريقيا، وقد تحملت فرنسا، ممثَلة برئيسها، مسئولياتها وستتحملها فى المستقبل أيضًا

وقال فابيوس "الجميع يذكر أننا تدخلنا فى مالى قبل ثلاث سنوات، فى يناير 2013، من أجل منع سقوط البلاد فى قبضة الإرهابيين تحديدًا، وقد كنا قاب قوسين أو أدنى من فوات الأوان. وقد وسّعنا نطاق هذا التدخل على الصعيد السياسى من خلال توفير الدعم للمؤسسات الديمقراطية، ثم عبر إبرام اتفاق سلام وقّعت عليه السلطات المالية والمجموعات المسلحة غير الإرهابية فى شمال مالى وتنفيذ هذا الاتفاق، وعلى الصعيد العسكرى من خلال شن عملية برخان فى جميع أنحاء منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى."

ومضى وزير الخارجية الفرنسى يقول إن فرنسا تدخلت بفعالية فى جمهورية أفريقيا الوسطى فى ديسمبر 2012، من أجل تفادى دخول البلاد فى أتون الحرب الأهلية، وتواكب اليوم عودة البلاد المتوخاة إلى "الوضع العادى". كما ندعم التعاون بين نيجيريا وتشاد والنيجر والكاميرون وبين لمحاربة جماعة بوكو حرام، وندافع عن تعزيز الدعم الدولى للبلدان المتضرّرة من الإرهاب، والقوة الأفريقية الجارى إقامتها. ويتمثل التحدى فى تمكين الأفارقة من حيازة القدرات الذاتية الكفيلة بضمان أمنهم.

العمل من أجل حل الأزمة السورية


وأوضح أن مكافحة الإرهاب -الرامية إلى إرساء السلام والأمن دائمًا- تمر عبر حل الأزمة السورية. فقد قتل مائتان وستون ألف شخص وأصبح ملايين الأشخاص لاجئين أو نزحوا، والحالة الإنسانية مأساوية، وخصوصًا فى المدن المحاصرة، وإننا نعلم جميعا بأن الحل لهذه المأساة هو سياسى، وهذا هو موقف فرنسا الثابت. إننا نرغب فى أن تبدأ المفاوضات السورية، التى تُعتبر بصيص أمل، وأن تُعقد فعلاً، ما يعنى وجوب تحسين الوضع الإنسانى بصورة ملحّة، أى ضمان وصول المساعدات الإنسانية، ووقف الهجمات العشوائية على المدنيين، ورفع الحصار فورًا وفعلاً.

وأكد أن فرنسا ترغب فى أن تتناول هذه المباحثات مسألة هيئة الحكم الانتقالى، وأن يكون الهدف واضحًا وهو أن تكون عملية الانتقال السياسى عملية موثوقة، ونحن نعتبر أن بشّار الأسد لا يمكنه أن يفى بهذا الغرض. كما أننا ندعم الجهود التى يبذلها المبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دى ميستورا فى هذا الشأن.

تفادى تحول ليببا إلى ملاذ لتنظيم داعش


بخصوص ليبيا، قال فابيوس، إن التحدى يعتبر حاسمًا أيضًا للأمن الدولى، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا من أجل تفادى تحول البلاد إلى ملاذ لتنظيم داعش. ويحب أن تسفر العملية السياسية الجارية حاليا عن إقامة حكومة وفاق وطنى بصورة ملحّة، وعلى المجتمع الدولى أن يتجند بفعالية أكبر لدعم جهود الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مارتن كوبلر، وستستمر فرنسا فى القيام بدورها، إذ لابد من التصرف من أجل ليبيا ليس لإرساء الاستقرار فى المنطقة فحسب، بل أيضًا من أجل تحقيق أمن أوروبا، وهذا أمر ملحّ.

إحراز التقدم نحو التسوية النهائية للصراع الإسرائيلى الفلسطينى


هذه الأزمات الملحّة لم تنسنا الصراع الإسرائيلى الفلسطينى المأساوى واللا متناهى. فقد حان الوقت حقًا ليحرز المجتمع الدولى تقدمًا بصورة حاسمة الآن نحو التسوية النهائية للصراع، مع التأكيد دائمًا أن أمن إسرائيل يمثّل ضرورة مطلقة لن تساوم فرنسا فيها، وأنه من حق الشعب الإسرائيلى العيش بأمن وسلام، وعلينا أن نبذل كل ما فى وسعنا من أجل ضمان هذا الحق الأساسى. لكن من المستحيل تحقيق السلام بدون العدل، والوضع الحالى الذى يعيشه الفلسطينيون الذين ليست لديهم دولة هو مجحف بجوهره، لقد قلت أمام الجمعية الوطنية فى نوفمبر 2014، متحدثا باسم الحكومة، إنه لا سبيل لتسوية الصراع الإسرائيلى الفلسطينى نهائيًا وإرساء السلام الدائم فى الشرق الأدنى إلا بتعايش الدولتين السياديتين والمستقلتين، وإنه إذا استمر الطريق المسدود فى هذه المسيرة فستعترف فرنسا بالدولة الفلسطينية. كما أضفت أن هذا الاعتراف ليس منّة ولا امتيازًا، بل إنه حق. وأؤكد لكم أن فرنسا لن تتخلى عن مطلب الأمن لإسرائيل ولا عن الحق للفلسطينيين.

وقد تصرفت فرنسا فى الأشهر الماضية من أجل تحقيق هذه الغاية وكانت وحيدة فى مساعيها فى معظم الأحيان. فلم نتوقف عن ترويج فكرة تغيير المنهجية من أجل الخروج من المواجهة المنفردة بين الإسرائيليين والفلسطينيين التى لم تتح تحقيق السلام.

مبادرات


وقد اتخذنا عدة مبادرات فى عام 2015 سعيًا إلى إحراز التقدم، فقد ذهبت بنفسى إلى الشرق الأدنى لأحاول إقناع الطرفين باستئناف مسيرة المفاوضات، وأحلنا إلى مجلس الأمن مشروع قرار يحدّد مقوّمات تسوية الأزمة والجدول الزمنى للتسوية. كما قمنا فى سبتمبر بتعبئة جهات أخرى أيضًا غير المجموعة الرباعية، أى الجهات الفاعلة العربية الأساسية والشركاء الأوروبيين فى إطار مجموعة الدعم الدولية، التى التأمت إبّان الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وعلى الرغم من العوائق والصعوبة الهائلة، أكد أن فرنسا لن تستسلم، قائلاً: إننا نسجّل للأسف استمرار الاستيطان وقد بلغ الأمر برئيس الوزراء الإسرائيلى حديثا أن أنّب الأمين العام للأمم المتحدة على تشجيع الإرهاب لأنه ذكّر بعدم شرعية الاستيطان وطالب بوقفه.

حل الدولتين


وأكد: علينا أن لا نسمح بانهيار حل الدولتين، فهذه مسئوليتنا بصفتنا عضوًا دائمًا فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبوصفنا قوة سلام. لذا ستستهل فرنسا خطوات فى الأسابيع المقبلة بغية التحضير لمؤتمر دولى يجتمع فيه الشركاء الرئيسيون للطرفين -ولا سيّما الأمريكيون والأوروبيون والعرب- من أجل صون حل الدولتين وتحقيقه فعلاً إذا أمكن.

وقد يقول البعض إننا نحاول منذ مدة طويلة وإن هذا الأمر عسير للغاية حقا، وماذا سيحصل لو باءت هذه المحاولة الأخيرة للتوصل إلى حل عبر التفاوض بالفشل؟ وإجابتى هى أن علينا أن نفى بما قلته فى نهاية عام 2014 باسم الحكومة على منبر الجمعية الوطنية: فى هذه الحالة علينا أن نتحمل مسئولياتنا عبر الاعتراف بالدولة الفلسطينية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة