حالة من الشعور بالغضب تجتاح العديد من المصريين الوطنيين الغيورين على بلدهم بعد مطالبة السودان بضم حلايب وشلاتين فى أعقاب اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والمملكة العربية السعودية وكأن الوطن أصبح مستباحا للقاصى والدانى.
والمتأمل فى الوضع يلاحظ أننا من جعلنا السودان تتجرأ على هذا الطلب فى هذا التوقيت لعدة أسباب منها.
اولا: اختيار الحكومة لتوقيت إعلان اتفاقية الحدود مع السعودية أوجد حالة من التشكيك وربط الاتفاقية بالمساعدات السعودية لمصر وهناك من غذى هذا الطرح من أجل أجندات سياسية
ثانيا: حالة السيولة الإعلامية فى تناول الموضوع أوجدت حالة من الانقسام فالكل أصبح محللا وخبيرا جغرافيا وأصبح الكل لديه خرائط ووثائق تؤكد وجهة نظره وهذا أوجد حالة من البلبلة وجد فيها الجانب السودانى فرصة لطرح الموضوع عله يجد من يؤيد موقفه.
ثالثا: خروج المظاهرات يوم الجمعة الماضية ضد الاتفاقية مع السعودية أوهم الجانب السودانى بضعف النظام فى مصر مما جعله يعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لطرح هذا الموضوع وبقوة غير مسبوقة.
إننا من أعطينا الفرصة لغيرنا ليتطاول علينا بسب هذه الممارسات من بعض النخب والإعلاميين الذين لا يفكرون فى عواقب الأمور.
إن تناول قضية تيران وصنافير بهذا الشكل هو السبب الرئيسى لطرح قضية حلايب وشلاتين.
إن بيان الخارجية المصرية بالأمس القريب قد قطع الطريق أمام أى سبيل للحديث فى موضوع حلايب وشلاتين.
حلايب وشلاتين مصريتين وليسكت الجميع وليقفل هذا الموضوع
على النخب السياسية والإعلاميين عدم الخوض والمناقشة فى هذا الموضوع حتى لا يأتى بنتائج عكسية. فالخارجية قد حسمت الموضوع ولا داعى لخلق جدال لا طائل من وراءه.
سامح شكرى وزير الخارجية
