وائل عبد الودود حسين يكتب: خدعوك فقالوا ناشط سياسى

الإثنين، 09 مايو 2016 10:00 م
وائل عبد الودود حسين يكتب: خدعوك فقالوا ناشط سياسى مظاهرات - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إن هذا اللقب أطلق فى الآونة الأخيرة بعد الثورات التى تمت فى مصر على عدد كبير من الاشخاص فأصبح كل من يوزع منشورات، يدعو إلى مظاهرات، يحرض على الاحتجاجات أو يهين رموز الدولة يطلق عليه لقب ناشط سياسى فأصبح عدد كبير من الأشخاص يدعون إلى تلك الاشياء فيطلق عليهم ناشط سياسى مع العلم بأنهم لم يدرسوا سياسة أو لهم أى نشاط سياسى سوى تلك الأشياء التى تدعو إلى تعطيل مسيرة الدولة ومصالح المواطنين وذلك لأهداف ومصالح وشهرة غير الأهداف التى دعت إليها فئات الشعب المختلفة فى الثورات التى تمت (عيش، حرية وعدالة اجتماعية) التى رددوها مع الشعب.

إن مصطلح الناشط السياسى أصبح منتشرا بشكل كبير فاختلط الحابل بالنابل فيها بمعنى أوضح أصبحت مصلحة وسبوبة بذكاء وحداقة الشخص ولا تحتاج إلى مؤهل ولا أى اشتراطات من أى نوع وتطلق هذه الأيام على كل من هب ودب فى كافة وسائل الإعلام والمنتديات الحوارية بآرائه وتحليلاته للأمور يصل بها إلى أمور بعيدة يستمد معلوماته من التليفزيون والصحف ويطلق الشائعات وينصب نفسه ممثل للرأى العام ووصياً على الشعب مما أدى إلى انتشار هذه الصفة على عدد كبير من الاشخاص مما يؤدى إلى وقوع المواطن فى حالة من التخبط والتشويش الذهنى والفكرى لتظهر الاشاعات فى مواقع التواصل الاجتماعى والتى لا أساس لها ولا صحة وأصبحت الدولة كلها عبارة عن نشطاء سياسيين. وكأنها مهنة جديدة بمقابل أو بدون أضيفت إلى المهن المرموقة مع العلم بأنها مهنة من لا مهنة له فأصبحوا يخرجون علينا كل يوم بمشكلة جديدة تتعلق بمؤسسات الدولة أو ببعضهم البعض فى بعض الاحيان وهذه المشاكل هى فواتير تدفعها الدولة بتراجع الاقتصاد وانهياره وتدمير المؤسسات مما يؤثر على المصريين باختلاف طبقاتهم.

النشاط السياسى هو عمل يقوم به فرد أو عدة أفراد يمكن أن يوصف بأنه يعمل لإحداث تغيير سياسى واجتماعى واقتصادى وإضفاء قيم العدالة والرفاهية للمجتمع الذى يجرى فيه النشاط من خلال رؤية مفيدة وعقيدة واضحة. وهذا الإجراء قد يلاقى دعم أو معارضة من جانب واحد فى كثير من الأحيان وبطرق لا تتعارض مع مصلحة الدولة أو مصالح المواطنين.

إن الناشط السياسى يجب أن يمتلك خبرة سياسية طويلة، وله دور واضح وصريح فى الواقع السياسى وأن يكون له فكر ورؤية سياسية ومواقف صريحة مبنية على مجموعة من المبادئ التى يلتزم بها تجاه نفسه وتجاه المجتمع وأن تتحدث أعماله ونشاطه عنه ولا ينصب نفسه لهذا ويمتلك الشجاعة للتعبير عن آرائه وليس مجرد ادعاءات وكذب.

يأتى دور الإعلام الذى بقع على عاتقه مسئولية كبيرة فأصبح يستضيفهم فى البرامج والحوارات دون فكر أو وعى ولا يتم تحرى الدقة فيما يعرض على التليفزيون أو يكتب وينشر فى الصحف وبالتالى يتم صناعتهم كنجوم يحللون فى كل موقف سياسى يتلاعبوا بمشاعر الشعب والتحدث عن مقدرة الشعب وتقديم النصائح تارة والتهديد بهم تارة أخرى بخلاف المتاجرة باسم الثورة والحرية والعدالة الاجتماعية بعضهم ممولين أو غير ممولين وهناك وسائل أخرى غير الاعلام تساهم فى ذلك عن طريق مدونة أو تعليق على الانترنت أو وقوف فى مكان عام بيافطة فيه هجوم أو سباب أو سخرية أو نقد أو صورة لمسجون أو شهيد أو.......الخ لأى وضع أو موقف تزداد فرصتهم فى الظهور أكثر كلما كان يكثرون من السباب والشتائم مما يحقق الشهرة لهم يتحولوا بعدها إلى كتاب ومفكرين وإعلاميين.......الخ بمميزات كثيرة أخرى لا حصر لها.

إن حق كل مواطن التحدث فى الأمور السياسية ولكن بمعرفة أو على علم ولكن بصفته مواطن يعبر عن وجهة نظره الشخصية، وليس كناشط سياسى يحلل الامور السياسية ويضع الخطط لمصلحة الشعب والوطن.











مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة