كيف تحول التعليم الأزهرى من "الطاعة" لـ"التمرد"؟.. نتيجة الشهادة الثانوية الأزهرية تكشف عن خلل فى المنظومة ومطالب بإصلاح جذرى.. وعباس شومان يؤكد: "الأزهر على الطريق الصحيح وسيجنى ثمار الإصلاح قريبا"

الثلاثاء، 19 يوليو 2016 07:17 م
كيف تحول التعليم الأزهرى من "الطاعة" لـ"التمرد"؟.. نتيجة الشهادة الثانوية الأزهرية تكشف عن خلل فى المنظومة ومطالب بإصلاح جذرى.. وعباس شومان يؤكد: "الأزهر على الطريق الصحيح وسيجنى ثمار الإصلاح قريبا" جانب من تظاهرات طلاب الأزهر الراسبين
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على احترام وتقدير التعليم الأزهرى نشأ قطاع عريض من المصريين، ومن هنا جاء الإقبال على الدراسة فيه طوال العقود الماضية، إلا أن فى السنوات الأخيرة بدأت النسبة الراغبة فى هجر ذلك النظام التعليمى تزداد عامًا تلو الآخر، إلى أن تصاعدت وتيرة الاحتجاجات من قبل الطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة، لاسيما شهادة الثانوية الازهرية التى أثارت موجة من الجدل بسبب ضعف نسب النجاح إضافة إلى إقرار نظام جديد للرسوب، وبناء على تلك المتغيرات نرصد كيف تحول التعليم الأزهرى من "الطاعة" لـ"التمرد"؟.

فى 16 يوليه الجارى، اعتمد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، نتيجة امتحانات الشهادة الثانوية، وبلغت نسبة النجاح 41.94%، وعدد الناجحين 64745 طالبا، تلك النسبة الضئيلة فجرت حالة من الغضب الشديد بين قطاع من الطلاب وأولياء أمورهم، مما دفع البعض لتدشين حملات عبّر مواقع التواصل الاجتماعى، مُعربين عن أسفهم لمّا وصل إليه حال التعليم الأزهرى، مُعللين سبب زيادة الغضب فى العام الحالى بأنه نتيجة للنظام الجديد للرسوب الذى زاد من الأعباء على الطلاب، ويُشار إلى أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر أصدر قرارا فى 1 ديسمبر حمل رقم "96" لسنة 2015، بشأن عدد المواد التى يرسب فيها الطالب فى المرحلة الثانوية، بحيث يكون للطالب الحق فى إعادة مادتين فقط من المواد الثقافية، كما يسمح لطلاب هذه المرحلة بدخول امتحان الدور الثانى فى حدود مادتين فقط يتعلق بالمواد الشرعية والعربية إضافة إلى القرآن الكريم.

مما سبق نستخلص أن المحصلة النهائية لطلاب الثانوية الأزهرية بعد سنوات التعب هى الرسوب أو النجاح بنسب ضئيلة لا تُرضى طموحهم، ورغبتهم فى الالتحاق بكليات القمة، وبناء على هذا الوضع تم التواصل مع عدد من طلاب الأزهر لتوضيح كيف وصل الوضع إلى حد القيام بوقفات احتجاجية وتدشين استمارات تمرد للاعتراض على قرارات مشيخة الأزهر وآخر "الرسوب"؟.

"محمد. م" طالب فى الثانوية الأزهرية بإحدى مدارس سوهاج يرى أن السبب الرئيسى فى صدمة الطلاب فى نتيجة الشهادة النهائية تكمن فى أن معظمهم اعتاد النجاح بدون بذل مجهود وأحيانًا الغش فى بعض المراحل التعليمية، لذا فإن التشديد فى امتحانات الثانوية إضافة إلى صعوبتها أحيانًا يجعل الوضع كارثيا بالنسبة للبعض، مضيفًا: "أرى أن إصلاح التعليم الأزهرى يحتاج إلى إصلاحات من الجذور وليس مجرد تشديد للإجراءات فى الامتحانات ووضع نظام جديد للرسوب لأن الأساس نفسه به مشاكل متعددة".

ويُضيف الطالب الأزهرى: "صدمة الطلاب زادت بسبب نظام الرسوب الجديد الذى يقضى بإعادة العام بشكل كامل إذا رسب الطالب فى أربع مواد فقط، وهو الأمر الذى زاد من الأعباء بشكل كبير نظرًا لصعوبة الدراسة الأزهرية"، متسائلا: "ماذا يستطيع الطالب أن يفعل فى 16 مادة فى عام واحد؟".

وأشار محمد إلى أن ارتفاع تكاليف الدراسة جعل أولياء الأمور قبل الطلاب يحتجون على ارتفاع نسبة الرسوب خاصة أن ظاهرة الدروس الخصوصية باتت تعرف طريقها جيدًا للتعليم الأزهرى، موضحًا أن الحصة الواحدة للمجموعة تكون من 15 إلى 20 شخصا، ويصل عدد الحضور فيها 60 طالبًا، مضيفًا: "سعر الدرس الخاص فى المنزل من الممكن أن يتراوح ما بين 300 إلى 400 جنيه فى حالة مواد مثل الفيزياء".

"أحمد. م" طالب استطاع اجتياز اختبارات الثانوية الأزهرية بمجموع 70%، يرى أن الحلول التى تلجأ إليها إدارة الأزهر ليست مُجدية، بل إنها تُزيد معاناة الطلاب ومنها قرار النظام الجديد للرسوب، وفى الوقت نفسه لا يوجد إصلاح للعملية التعليمية والمواد العلمية المقدمة للطلاب التى يكون أغلبها حشو لا فائدة منه، مؤكدًا أن الأمر فى وجهة نظره أكبر من مسألة "نجاح ورسوب" بل إنه تعدى إلى مرحلة رغبة أعداد كبيرة فى الابتعاد عن هذا النظام التعليمى واللجوء إلى مدارس التربية والتعليم رغم أنه ليست أفضل حالاً، لكن على أقل أسهل نسبيًا.

يُشار إلى أن تقارير صحفية تتحدث عن أن أعداد تتراوح ما بين 40 إلى 80 ألف طالبًا يُقبلون على التحويل من التعليم الأزهرى إلى التربية والتعليم بشكل سنوى نظرًا للصعوبات التى يواجهونها فى تلك العملية.

تزايد حدة الانتقادات على المسئولين فى الأزهر، دفع الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف، للتحدث إلى الطلاب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، للتعليق على الوضع قائلا: "الأزهر على الطريق الصحيح وسيجنى ثمار الإصلاح قريبا"، مضيفًا: "حين أعلنت نتيجة العام الماضى للثانوية الأزهرية وجاءت منخفضة بنسبة 28% تلقينا عاصفة من النقد كنا نتوقعه من المتربصين بالأزهر والمشوهين لك إنجاز يحققه على الأرض، بينما رأينا إشادة من المنصفين والمراقبين عن كثب وبخاصة الدوائر المسئولة والمدركين لأهمية إصلاح العملية التعليمية وتحمل ما يترتب عليها من آثار قد تكون مؤلمة وصادمة". وتابع حديثه: "أنهم قد أعلنوا فى الأزهر فى ذلك الوقت أنهم ليسوا قلقين من هذا الانخفاض المتوقع، وتوقعنا جنى ثمار هذا الإصلاح فى السنوات المقبلة".

وأضاف: "بعض أبنائنا الذين لم يوفقوا يرون أن النتيجة منخفضة وأنهم لم يأخذوا حقهم، ولست أدرى متى يرضى الناس عن الأزهر، وهل يشفع له انخفاض النتائج أو ارتفاعها وهل هى مرتفعة أو منخفضة، على كل حال نحن نسير فى طريقنا الذى عرفناه ولا أظن أنه بمقدور أحد إيقاف مسيرة انطلاقة الأزهر، ولا ينكر جهود رجاله إلا جاهل أو حاقد".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة