الإرهاب الدموى يدفع تركيا للرضوخ للحل السياسى فى سوريا.. البلاد تستقبل العام الجديد بـ3 عمليات إرهابية تكشف اختراقا خطيرا.. وتخلى أوروبا وأمريكا عن أردوغان وقتل سفير روسيا فى أنقرة يلقيه فى حضن موسكو

الإثنين، 02 يناير 2017 09:00 ص
الإرهاب الدموى يدفع تركيا للرضوخ للحل السياسى فى سوريا.. البلاد تستقبل العام الجديد بـ3 عمليات إرهابية تكشف اختراقا خطيرا.. وتخلى أوروبا وأمريكا عن أردوغان وقتل سفير روسيا فى أنقرة يلقيه فى حضن موسكو أردوغان وبوتين والحرب فى سوريا
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى أقل من 24 ساعة ضربت تركيا ثلاث عمليات إرهابية بدأت باستهداف ملهى ليلى بواسطة مسلح، تبعها استهداف مواطنين أمام مسجد فى مدينة إسطنبول، إضافة لاستهداف مديرية أمن فى محافظة ديار بكر التركية، وهو ما يشكل اختراقا أمنيا خطيرا داخل الدولة الجارة لسوريا.

منذ بداية الأزمة السورية دعمت تركيا بالمال والسلاح الفصائل الإسلامية والمعارضة بشكل كبير لمحاربة الجيش السورى وإسقاط الرئيس السورى بشار الأسد، ودعم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان المعارضة سياسيا وإعلاميا ولعل أشهر عباراته "سأزور قبر صلاح الدين وسأصلى فى الجامع الأموى فى دمشق"، وهى الأحلام التى تبددت سريعا بحسم الجيش السورى المعركة فى حلب.

ولجأت تركيا إلى المعسكر الروسى الإيرانى فى الأشهر الأخيرة عقب الأخطار الجسيمة التى تهدد كيان الدولة التركية عبر حدودها المشتركة مع سوريا، فتمركز الأكراد شمال سوريا يشكل تهديدا لتركيا التى أعلنت الحرب على الكيان الكردى داخل أراضيها وملاحقته فى شمال العراق وداخل التراب السورى.

وفى إطار الصفقة التى وقعت عليها أنقرة وموسكو وطهران رفعت تركيا يدها عن الفصائل المسلحة فى الأسابيع الأخيرة، ودفعتها للتوقيع على اتفاق هدنة يقضى بوقف إطلاق نار شامل فى كامل الأراضى السورية، إضافة لدفع العملية السياسية فى البلاد للخروج من عنق الزجاجة للأزمة التى دخلت عامها السادس.

وتسببت التطورات الإقليمية والدولية بدءا من إسقاط أنقرة للطائرة الروسية داخل التراب السورى مرورا بالسقوط المفاجىء للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون وصولا لاغتيال السفير الروسى فى أنقرة على يد رجل شرطى تركى متشدد يعتنق الفكر الجهادى، وهو ما فرض ضغوطات كبيرة على أنقرة استغلتها موسكو بدفع تركيا نحو الحل السياسى وإلزامها بالضغط على الفصائل المسلحة التى تدعمها بالتوقيع على الهدنة والجلوس على طاولة المفاوضات فى الاستانة.

وشنت تركيا هجوما شرسا على دول الاتحاد الأوروبى التى رفضت انضمام أنقرة للاتحاد، إضافة لعدم وفاء تلك الدول بالتزامتها تجاه تركيا بدفع أموالا طائلة لدولة أردوغان التى تستضيف أكثر من مليونى لاجئ سورى، إضافة للتوتر بين أنقرة وواشنطن بسبب استضافة الأخيرة لفتح الله جولن الذى يتهمه أردوغان بالوقوف خلف حركة الجيش الأخيرة والتى وصفتها وسائل إعلام تركيا بـ"الانقلاب"، ورفض إدارة باراك أوباما تسليم الداعية الصوفى إلى السلطات التركية.

وتفرض المعطيات والأحداث التى تجرى فى تركيا بشكل يومى من عمليات إرهابية واستهداف ميادين وتمركزات أمنية على تركيا الرضوخ للعملية السياسية فى سوريا وتخليها عن بعض الآراء المتشددة التى تبنتها عبر إسقاط نظام بشار الأسد والدفع بتيار الإسلام السياسى إلى سدة الحكم، وهو التحرك الذى واجه المعسكرين الروسى والإيرانى ونجحا فى استقطاب أنقرة إلى محور ثلاثى أصبحت بيده مفاتيح الحل السياسى فى سوريا.

ويشكل مؤتمر الأستانة نقطة انطلاق حقيقية لعملية سياسية فى سوريا تشارك فيها الفصائل المسلحة وممثلين عن الحكومة السورية لوضع خارطة طريق سياسية تشكل رؤية للحل فى البلد الذى يشهد صراعا مسلحا منذ سنوات، ما يعد بارقة أمل للدفع نحو انجاح المفاوضات السياسية المقرر لها الأسبوع الأول من فبراير المقبل.

وتشكل المحادثات المقبلة فى جنيف الفرصة الأخيرة للمعارضة السورية التى أثبتت فشلها التام والكامل فى التعاطى مع الأزمة فى البلاد بسبب عجزها عن تقديم رؤية واضحة ومحددة لحل الأزمة السورية سياسيا.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة