الدكتور عماد خلاف، أستاذ الجراحة ورئيس قسم جراحات أورام الثدى بطب قصر العينى، زميل الكلية الجراحين الملكية البريطانية، تاريخ كبير فى التعامل مع حالات سرطان الثدى فى مصر بداية من التشخيص للعلاج ومرحلة ما بعد الشفاء، لذلك كان لنا حوار معه ضمن فعاليات حملة "اليوم السابع" للتوعية بسرطان الثدى فى شهره العالمى من كل عام، وسؤاله عن عدد من الأمور المهمة لكل سيدة تخاف من بوادر المرض وتسعى للكشف المبكر، ولكل مريضة تريد أن تعرف طريقها العلاجى ونسب الشفاء المتوقعة لها والجراحات التى قد تعوضها عن استئصال الثدى.
دكتور عماد خلاف
فى البداية.. ما الدور الذى يقدمه قصر العينى للتعامل مع أورام الثدى؟
نحن نخصص عيادة يوم السبت من كل أسبوع لأورام الثدى فقط، بالإضافة للحالات التى تتردد على عيادات الجراحة العامة، ويوجد تعاون مع قسم الأشعة حول الموجات الصوتية والرنين المغناطيسى للكشف المبكر والتشخيص الدقيق للحالات، وكذلك تعاون أيضا مع قسم التجميل للسيدات اللاتى يستأصلن ثديهن، واللاتى يجرين عمليات تحفظية باستئصال جزء فقط من الثدى.
ما هى نسب تردد مريضات سرطان الثدى على قصر العينى؟
نسب المريضات التى تتردد على قصر العينى كثيرة وفى تزايد، يأتى لنا 600 حالة سرطان ثدى فى السنة بما يعادل 50 حالة شهريا فى قصر العينى، وذلك فقط فى حالة الإصابة بالسرطان، ولكن مجموع من يشتكى من أورام حميدة والتهابات وآلام غير مبررة بالثدى فى السنة هن 3000 حالة سنويا.
فى أى مرحلة من السرطان تلجأ السيدة للكشف فى مصر؟
تأتى أغلب الحالات متأخرة للأسف، تكون فى مراحل متقدمة من المرض ونتمنى أن يأتين للعيادة مبكرا عندما يكون الورم من سنتيمتر إلى 2 سنتيمتر ولكن لسوء الحظ يأتون متأخرين كثيرا.
محررة اليوم السابع مع دكتور عماد خلاف
وما هى أبرز العلامات التى يستوجب عندها استشارة الطبيب؟
عندما تشعر بورم صغير فى ثديها، فعليها ألا تتجاهل أى شىء من ذلك مع ملاحظة أى إفرازات من الحلمة أو تغيير فى شكل الثدى.
كيف تقى السيدة نفسها من أزمة الإصابة بسرطان الثدى؟
الكشف المبكر هو الحل.. والهدف منه أن دكتور الأشعة يبحث الثدى ويحدد المنطقة التى تشك فيها المريضة إن كانت فيها ورم مع أخذ عينة، وكلما كان الكشف مبكرا تكون الكتلة صغيرة من سنتيمتر إلى 2 سنتيمتر لتحافظ على فرصتها فى الشفاء ودون استئصال الثدى.
ويشمل الكشف المبكر على الكشف الذاتى الشهرى والكشف السنوى بعد سن العشرين بالـ"السونار"، وأخيرا كشف الماموجرام بعد سن الأربعين.
ما هى أمراض الثدى التى يمكن أن تصيب السيدات غير السرطان؟
الأورام الحميدة هى الغالبة ولكنها تأتى للسيدات الشابات بشكل خاص فى سن من 15 إلى 25 سنة من أورام ليفية وأكياس، وعند الثلاثين يجب الانتباه، أما مع الأربعين فنضع السرطان أمام أعيننا لأنه يستهدف السيدات فى هذا السن بشكل خاص.
وما هى المشكلات التى تواجه السيدة مع بداية اكتشافها للإصابة؟
فى الحقيقة، إنها تواجه عددا لا بأس به من المشكلات والتى تبدأ بالتشخيص، ويمكن أن نرصد كل ذلك فى:
1- التشخيص الدقيق والجيد، حيث تحتاج لدكتور متخصص فى جراحة الثدى لتحديد إذا كانت عملية استئصال جزئى أو كلى.
2- تكلفة العلاج بداية من التشخيص فهى تحتاج إلى أشعة رقمية ورنين مغناطيسى.
3- تحتاج جراح متخصص ليتعامل مع الجزء المريض كاملا دون ترك جزء منه.
4- العلاج الإشعاعى والكيماوى يعد مأزق جديد لأنه مكلف جدا أيضا، والمستشفيات الحكومية لديها قائمة انتظار.
5- الدعم النفسى للمريضة التى تمر بهذه التجربة لأنها تكون مشكلة جديدة على نفسيتها فيجب تشجيعها والتأكيد على تماثلها على الشفاء، وذلك يؤثر فى علاجها.
خلال فعاليات الحوار مع الدكتورعماد خلاف
كيف تكون رحلة مريضة السرطان العلاجية؟
دائما ما تكون الطرق المتبعة مع المريضة المصابة بالسرطان كالآتى:
الخطوة الأولى: إذا كان فى مرحلة متأخرة فيتم استخدام العلاج الكيماوى أولا، ثم يتم إجراء الجراحة لاستئصال جزئى للثدى ثم تشكيل الثدى مرة أخرى، أو فى مرحلة مبكرة وعندها يتم التدخل الجراحى أولا قبل الكيماوى.
الخطوة الثانية: اللجوء لطبيب التحاليل الباثولوجية بعد استئصال الورم لتحديد دقة إزالة الورم.
الخطوة الثالثة: متابعة المريضة جيدا بالأشعة الحديثة للتأكد من عدم عودة المرض مرة أخرى.
وما هو دور الجراح فى التعامل مع حالات سرطان الثدى؟
دور الجراح أنه يميز بين الحالات التى تكون استئصالا جزئيا أو كاملا والقيام باستئصال مع إعادة بناء الثدى، وأن يكون الجرح خفيفا للثدى، حيث يتم تعديله تجميليا، ويحافظ ذلك للسيدة على جسمها فتتحسن الحالة النفسية ويساعدها ذلك على التغلب على الورم.
كيف تكون عمليات بناء الثدى بعد الاستئصال الكامل للثدى؟
هناك بعض الحلول المؤقتة فى هذه الحالة، وتتمثل فى وضع بالون أثناء استكمال الجراحة ثم تلقى الإشعاع ثم حقن السيلكون، أو إجراء ذلك بعد العملية، أما الحال الدائم فيتمثل فى إزالة الثدى بالكامل ثم إعادة بناءه من عضلات الثدى بعد عام من الاستئصال.
ولكن فى كلا الحالتين يحب مساعدة المريضة بعد الجراحة ماديا ومعنويا لإجراء عمليات تعويضية تجميلية لثدييها سواء كانت أجريت استئصال جزئى أو كلى للثدى.
من وجهة نظرك كجراح، ما هى أصعب الحالات التى قد تواجهك مع سرطان الثدى؟
أصعب الحالات هى المتأخرة لأن الجراح يأخذ قرار استئصال الثدى ويكون صعبا على الجراح مواجهة المريضة وتقبلها لما يقول.
وما هى نسب الشفاء من سرطان الثدى؟
هذا الأمر يتحدد حسب المرحلة.
- إذا كان فى أول مرحلة أى أنه سنتيىمتر واحد ولم ينتشر فى أى مكان فتصل نسبة التعافى سريعا إلى 95%.
- إذا كانت فى المرحلة التى تتقدم عن هذا وزاد حجم الورم من 2 سنتيمتر إلى 3 سنتيمتر فى الثدى فتصل النسبة 85%.
- إذا وصل إلى الإبط فتقل نسبة الشفاء إلى 60%.
وتتضاءل النسب لما بعد ذلك فى المراحل المتقدمة لذلك تكون صعبة الشفاء فتصل إلى 30% طالما انتشر لباقى الجسم، والمقصود من الشفاء أن المرض لا يعود للمريضة خلال 5 سنوات مقبلة وفى الحالات المبكرة يستمر أكثر من 10 سنوات.
فى النهاية.. ما هى النصائح الطبية التى تريد توجيهها لكل سيدة؟
أريد أن أطالب كل سيدة عندما تلاحظ أى شىء فى ثدييها تذهب للجراح سريعا أو طبيب النساء، وتهتم بالفحص الدورى بعد الأربعين سنة، وذلك مرة كل عام ليتم التعامل سريعا مع أى شىء مبكر وتتلقى العلاج التحفظى.
دكتور عماد خلاف فى أحد المؤتمرات العلمية الدولية
