كريم عبد السلام

خطة كيسنجر لحماية داعش أصبحت برنامج عمل

الثلاثاء، 03 أكتوبر 2017 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مازال هنرى كيسنجر مستشار الأمن القومى ووزير الخارجية الأمريكى الأسبق قادرا على التأثير ليس فقط فى السياسة الخارجية الأمريكية، بل وفى السياسة الأوربية بعامة، والمتمعن فى مقاله الذى أشرنا إليه أمس حول ضرورة السماح لتنظيم داعش بالحياة منعا لتكوين إمبراطورية إيرانية من الخليج إلى بيروت، سيرى آثاره وأصداءه فى السياسة الغربية بعامة رغم الحرب الصورية التى تقودها واشنطن ضد التنظيم الإرهابى الأخطر فى العالم.
 
المقال التحليلى الأخير لكيسنجر والمنشور بموقع «capx» بعنوان «إمبراطورية إيرانية متطرفة تخلف تنظيم داعش»، أصبح بمثابة الوثيقة السياسية ومنهج العمل لدى دوائر صنع القرار الأمريكية والأوروبية رغم تعارضه الفج مع كل القواعد والقيم الأخلاقية التى تدعو لمواجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية ورغم الثوابت السياسية والتوجهات المعلنة فى العالم كله بضرورة شن حرب حقيقية ضد التنظيمات المتطرفة التى تعمل ضد الحضارة والإنسانية .
 
ليس غريبا إذن أن يخرج علينا بيتر نويمان مبعوث منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا لمواجهة التطرف، محذرا من خطورة القضاء على تنظيم داعش وطرده من منطقة الشرق الأوسط، لأن ذلك من وجهة نظره يعنى وصول آلاف المقاتلين المتطرفين إلى البلدان الأوروبية، وبالتالى فمن مصلحة أوروبا الإبقاء على هذا الوحش حيا نابضا فى منطقة الشرق الأوسط والدول العربية بدلا من أن نكتوى بناره فى أوربا 
 
نويمان يطالب بعدم وقوع أوروبا فى خطأ واشنطن التى أعلنت عام 2011 عن تحقيق الانتصار على تنظيم القاعدة بعد مقتل زعيمها أسامة بن لادن التى اكتوت بعد ذلك بنيران القاعدة والتنظيمات المنبثقة عنها، ويرى أن أكثر من خمسة آلاف مقاتل فى تنظيم داعش يقاتلون فى سوريا والعراق حاليا، ومن الخطأ القضاء على البنى الأساسية للتنظيم بما يدفعهم إلى الهروب باتجاه أوربا واللحاق بثلاثة آلاف مقاتل دخلوا إلى الدول الأوربية بالفعل، ويظهرون من وقت إلى آخر فى عمليات إرهابية محدودة.
 
ندرك إذن أن خطة هنرى كيسنجر التى طرحها فى مقاله التحليلى على موقع «capx»، تحولت إلى منهج عمل لدى كثير من الساسة الغربيين، ومن ثم سنشهد فى الفترة المقبلة حلولا مائعة للإبقاء على وحش داعش طليقا فى المنطقة العربية، ومنها مثلا ما يتردد عن إنشاء دولة سنية فى وسط العراق لمواجهة المد الشيعى، لتكون غطاء للاعتراف بتنظيم داعش، أو تقسيم سوريا ليحصل الأكراد على الحسكة والقامشلى والسنة المتطرفون على الرقة والعلويون على دمشق وحمص وحماه وإنشاء دولة سورية للمعارضة الأمريكية فى إدلب ودير الزور، مما يعنى الاحتفاظ للتنظيم بحق البقاء فى الرقة.
وللحديث بقية









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد عادل

محمد عادل

فلنتحدث بلغة يفهمها الآخرين- هذه الخطة من كيسنجر ليست بجديدة وكانت حبيسة الأدراج حتي خرجت منذ شهور وهذا يفسر لنا سبب وقوف الكونجرس في وجه أوباما حينما أراد التدخل عسكريا لإسقاط الأسد في أثناء الربيع العربي كما يبين السهولة المريبة التي بدأ بها تنظيم داعش وانسحاب قادة عراقيين وترك مركباتهم ومعداتهم للتنظيم أغلب الظن أن ذلك تم بتنسيق أمريكي عراقي ! ما يفسر سرعة تمدد داعش في أجزاء كبيرة وبسرعة غير عادية في العراق وسورية بعد ذلك مثلت أمريكا أنها تحارب التنظيم وتباطأت في ضرباتها ضده وفي بداية تزعمها للتحالف قال أوباما أن القضاء علي التنظيم قد يستغرق عشر سنوات أما سبب الهزائم الأخيرة للتنظيم فكانت جدية الضربات الروسية ضد التنظيم ما إضطر أمريكا لإضفاء مسحة جدية في ضرباتها ضد التنظيم .. بدا السيسي يتحدث بلغة غريبة عندما تحدث عن الإرهاب بجدية وعبر عن ضيقه واستغرابه من دول تحارب الإرهاب وتتغاضي عن الدول التي تموله بعد أن وجد أنه يحارب طواحين الهواء منفردا لذلك كان إعتراضي علي الإندماج في الجدية المفرطة في محاربة الإرهاب واستفزازه بالضربات الإستباقية ما أوقعنا في خسائر بشرية كبيرة .. لذا لا أميل لاستراتيجية الضربات الإستباقية بل يجب التعامل معه بإسلوب الفعل ورد الفعل لتخفيض خسائرنا ... كما يتعامل العالم مع الإرهاب يجب أن نتعامل بأسلوب أقل جدية .. يجب أن نتحدث بلغة يفهمها الآخرين

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة