عبد الفتاح عبد المنعم

وثائق خطيرة تكشف أسرار الزواج «الكاثوليكى» بين أمريكا والعدو الإسرائيلى

الإثنين، 04 ديسمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية وتأثير علاقتها الحميمية مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وإذا كنا نتحدث عن علاقة أمريكا بمنطقه الشرق الأوسط فإننا لا يمكن أن نتجاهل الزواج الكاثوليكى بين إسرائيل وأمريكا، وهى العلاقة التى أدت إلى إعلان أمريكا انحيازها لكل خطايا إسرائيل تجاه العرب وفلسطين، وهناك الآلاف من الوثائق والكتب التى خرجت لترصد هذه العلاقة الغريبة، ففى عام 2007 خرج علينا كل من «جون ج. ميرشايمر» و«ستيفن م. والت»، بوثيقة خطيرة وضعاها فى كتاب اعتبر من أخطر ما نشر عن الأسباب الحقيقية لاحتضان أمريكا لإسرائيل وأسرار اللوبى الصهيونى والسياسة الخارجية.. الوثيقة القنبلة التى سنبدأ القراءة فيها ونشر أهم ما جاء فيها لمعرفة أسباب الزواج الكاثوليكى بين تل أبيب وواشنطن، وذلك من خلال ما كتبه وترجمه الكاتب سعيد الشطبى الذى قدم الوثيقة القنبلة من خلال عرضه الرائع والشيق لكتاب كل من «جون ج. ميرشايمر» و«ستيفن م. والت»، الذى حمل عنوان «اللوبى الإسرائيلى والسياسة الخارجية الأمريكية» على تحليل العلاقة التاريخية والتقليدية التى تجمع بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من خلال اللوبى الإسرائيلى الناشط فى أمريكا، وربما كانت حقبة الرئيس بوش الابن هى الأكثر تجسيدا للطبيعة الخاصة لهذه العلاقة، اعتبارا لأن بصمات اللوبى الإسرائيلى كانت واضحة فى مختلف الجبهات الخلافية التى فتحتها أمريكا تحت ذرائع مختلفة.
 
فى تفصيلهما للعلاقة الخاصة بين اللوبى الإسرائيلى وأمريكا، يتناول المؤلفان مختلف الأساسات التى ظلت دائما تسند رابطة التفضيل التى تتمتع بها إسرائيل فى عيون الأمريكيين. يشير المؤلفان إلى أن هذه الدولة العبرية اكتست هذا البعد الاستراتيجى بشكل خاص بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك ارتباطا بميزان القوة والضعف فى منطقة الشرق الأوسط وما تختزنه أراضيها من ثروات طاقية هائلة.
 
ويستدل المؤلفان على حجم المساعدة الاقتصادية التى تحظى بها إسرائيل دون غيرها فى المنطقة والعالم أجمع بأرقام مدققة من قبيل أنه «بين 1948 و2005، ارتفع الدعم المباشر الاقتصادى والعسكرى إلى 154 مليار دولار على شكل إعانات دعم مباشر لا على شكل قروض»، إلا أن الدعم لا يتوقف عند هذا الحد، بل يتعداه إلى مبالغ أخرى مرتفعة تُمنح لإسرائيل بشكل غير مباشر، فقيمة الدعم الحالى أكبر بكثير، لأن المساعدة الأمريكية تمنح فى ظروف استثنائية ملائمة، ولأن الولايات المتحدة تمنح إسرائيل أشكالا أخرى من الدعم المادى لا تظهر فى ميزانية الدعم المخصصة للبلدان الأجنبية.
 
أما حكاية بداية الدعم العسكرى الأمريكى لإسرائيل، فتأكدت بشكل واضح فى عهد إدارة الرئيس «كنيدى»، الذى صرح، فى عام 1962 للوزيرة الأولى الإسرائيلية جولدا مايير، بأن الولايات المتحدة لها «علاقة متميزة مع إسرائيل فى الشرق الأوسط شبيهة بتلك التى كانت بينها وبين بريطانيا فى الكثير من القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية» قبل أن يضيف: «إنه لمن الواضح جدا أنه فى حال الاحتلال «يقصد احتلال إسرائيل من قبل دولة عربية» ستهب الولايات المتحدة لنجدة إسرائيل، ولدينا الوسائل للقيام بذلك...»، وبعد ذلك التاريخ بقليل، أى فى سنة 1963، سمح «كنيدى» بأول صفقة بيع سلاح لإسرائيل، كانت عبارة عن صواريخ «هاوك» المضادة للطائرات، وكانت من وراء هذا الإعلان الصريح لدعم إسرائيل، كما يؤكد المؤلفان، رغبة الولايات المتحدة فى إيجاد موطئ قدم لها فى الشرق الأوسط لموازنة الحضور السوفيتى، الذى كانت علاقته بعدة بلدان فى المنطقة، خاصة مصر، متميزة، يضاف إلى ذلك، طبعا، حرص كنيدى على ضمان دعم الناخبين اليهود له فى أمريكا.
 
كان طبيعيا أن تتبلور سياسة التقارب الإسرائيلى الأمريكى أكثر فأكثر مع تفاعل الأحداث التى شهدتها المنطقة وما ترتب عنها من أوضاع لاحقة إلى أن صارت الدولة العبرية تتلقى مساعدات مالية مباشرة بمعدل 3 مليارات دولار فى السنة، وهو ما يمثل حوالى 1/6 الميزانية العامة المرصودة للمساعدة الخارجية و%2 من الناتج الداخلى الخام الإسرائيلى، وخلال السنوات القليلة الأخيرة شكلت المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل حوالى %75 والبقية تتوزع بين مساعدات اقتصادية مختلفة، وهو ما يعادل 500 دولار للفرد الإسرائيلى الواحد فى السنة بينما لا تتجاوز نسبة الفرد الواحد من المساعدات الأمريكية لمصر، مثلا، 20 دولارا و5 دولارات للفرد فى هايتى و27 دولارا للفرد فى باكستان.
 
ولمعرفة حجم التفضيل الأمريكى لإسرائيل، أورد الكاتبان مجموعة من الأرقام والمعطيات الدالة على أن المساعدة الأمريكية لإسرائيل تقدر بحوالى 4,3 مليار دولار، والقيمة الزائدة عن المليارات الثلاثة الأولى، أى 1.3 مليار، هى عبارة عن امتيازات إضافية تستفيد منها إسرائيل من حيث كونها تتلقى هذه المساعدات فى ظروف تفضيلية بكثير، مقارنة بغيرها من الدول المستفيدة، التى تتلقى الأموال عن طريق تحويلات بنكية دورية.
 
دافع الضرائب الأمريكى يتحمل تكلفة دعم إسرائيل.. وفى سنة 1982، نص بند جديد فى الميثاق السنوى للمساعدات الخارجية على أن إسرائيل يجب أن تتلقى مجموع قيمة المساعدات خلال الثلاثين يوما الأولى من السنة المالية. إلا أن تحويل هذه المساعدة دفعة واحدة يفرض على الحكومة اقتراض المبلغ الكافى لتغطية العجز الذى يحدثه ذلك التحويل. «يتبع»









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة