يوسف أيوب يكتب: هل استعدت مصر لمفاجأة "مارين لوبان".. المرشحة اليمينية تسير على خطى ترامب وتحاول الاقتراب من رئاسة فرنسا.. نظرتها للهجرة والخروج من الاتحاد الأوروبى لمواجهة الإرهاب تزيد من فرصها

الخميس، 20 أبريل 2017 03:58 م
يوسف أيوب يكتب: هل استعدت مصر لمفاجأة "مارين لوبان".. المرشحة اليمينية تسير على خطى ترامب وتحاول الاقتراب من رئاسة فرنسا.. نظرتها للهجرة والخروج من الاتحاد الأوروبى لمواجهة الإرهاب تزيد من فرصها مارين لوبان وفرانسوا هولاند

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوسف أيوب
 

لا أحد يستطيع الجزم من سيكون الساكن الجديد لقصر الأليزية لخلافة فرانسوا هولاند، ففرص المرشحين شبه متساوية، لكن تبقى اليمنية مارين لوبان هى اللغز الذى يحير الجميع، فوجودها فى قائمة المرشحين يربك جميع الحسابات، حدث ذلك فى الانتخابات السابقة عام 2012، حيث حلت ثالثة فيها بحصولها على 17.90% من أصوات الناخبين، ويحدث بقوة هذه المرة، خاصة أن رياح "الشعبوية" بدأت تهل على أوربا، ما منح لوبان قوة ومكانة وسط المرشحين الذين سيخوضون المعركة الانتخابية الكبرى الاثنين المقبل.

 

للعلم، يخوض انتخابات الرئاسة الفرنسية الأحد المقبل 11 مرشحاً، وهم بونوا هامون عن الحزب الاشتراكى، مارين لوبان عن الجبهة الوطنية والتى ترفع شعار " باسم الشعب"، ورئيس الوزراء السابق فرانسوا فيون، عن الجمهوريين، و نيكولا دوبون إنيان عن حزب "انهضى فرنسا!"، وإيمانويل ماكرون عن حزب "إلى الأمام!"، وجان لوك ميلنشون عن حزب "فرنسا العاصية"، وسبق أن ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2012، وحل فى المركز الرابع، وفيليب بوتو عن "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية"، و فرانسوا أسلينو عن حزب "الاتحاد الشعبى الجمهورى"، ونتالى أرتو المرشحة عن حزب "النضال العمالى"، وجان لاسال عن حزب "لنقاوم"، وجاك شوميناد عن حزب "التضامن والتقدم".

 

من بين المرشحين الـ11، تبقى المنافسة قوية بين مارين لوبان، والمرشح الموالى لأوروبا ايمانويل ماكرون، والمحافظ فرنسوا فيون الذى لا يزال يواجه مشاكل قضائية، ومرشح اليسار الراديكالى جان لوك ميلانشون، لكن وجود لوبان أعطى للانتخابات هذا العام زخماً سياسياً وإعلامياً، خاصة بعد زياراتها الخارجية وتحديداً لروسيا ولقائها مع فيلاديمير بوتين، ولا يخفى على أحد أن فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة، ومن قبله تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الأوروبى أنعش آمال لوبان، فهى تسير على ذات الخط.

 

الجميع قلق من مارين لوبان، ففرصها فى تصاعد، وهو ما جعلها تستحوذ على اهتمام الجميع، يترقبون تحركاتها وتصريحاتها.. لا يوجد تأكيد بأنها ستفوز، لكن كما قلت مجرد فإن وجودها ضمن المرشحين هو حدث مهم يحتاج لتقييم وتحليل عميق، لأنه لو افترضنا جدلاً فوزها، فأن ذلك يعنى دخول أوربا مرحلة جديدة يسيطر عليها فكر يأخذ فى حسبانه الأمن الخاص لكل دولة، دون النظر إلى الأمن الجماعى للقارة العجوز، ومرسخاً لقاعدة "الشعبوية" فى أوروبا بعدما وجدت لنفسها موطئ قدم فى الولايات المتحدة على يد ترامب.

 

لوبان تسير على نفس الطريق الذى سار عليه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ولم يكن مستغرباً أن تصف فوزه بالرئاسة الأمريكية بأنه "دعامة أخرى فى بناء عالم جديد"، كما أن المرشحة اليمنية التى يفضل البعض وصفها بـ"المتطرفة" تراهن فى خطابها على التحديات الأمنية التى تواجه بلادها، ودعم كل ما من شأنه وقف الهجرة إلى فرنسا، فهى معروفة بمناهضتها للهجرة ولليورو أيضاً، فهى نظرت لخيار بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبى بأنه أهم حدث منذ سقوط جدار برلين، ومن بعدها رفعت نفس الشعار، وهو إخراج فرنسا من الاتحاد الأوروبى، وحولت الشعار إلى وعد بأنها لو فازت بالانتخابات الرئاسية ستجرى استفتاء على عضوية فرنسا فى الاتحاد الاوروبى فى غضون 6 أشهر من توليها الرئاسة.

 

الخروج من الاتحاد الأوروبى ليس هدف مارين لوبان الوحيد، فهى ترفع أيضاً شعار "فرنسا أولاً"، على غرار شعار "أمريكا أولاً" لترامب، وحددت هدفها، بأن الجنسية الفرنسية "إما وراثية أو مستحقة"، أما فيما يخص المهاجرين غير الشرعيين، فمن وجهة نظرها "ما من سبب يدعو لبقائهم فى فرنسا، فهؤلاء انتهكوا القانون ساعة وطأت أقدامهم التراب الفرنسى"، وظهرت تشددها فى ديسمبر الماضى عندما قالت إنها تنوى منع أطفال المهاجرين غير الشرعيين من الحصول على تعليم مجانى فى فرنسا، "إذا جئتم إلى بلادنا، لا تتوقعوا أن نعتنى بكم وأن يحصل أطفالكم على تعليم مجانى.. لقد انتهى زمن اللعب".

 

هذه الشعارات تستغلها مارين لوبان جيداً، لأنها تدرك أهميتها فى حصد أصوات الناخبين القلقين من تمدد الأفكار المتطرفة فى المدن الفرنسية، تماماً كما فعل الأمريكيين حينما اختاروا ترامب، لأنه يمثل بالنسبة لهم الملاذ فى مواجهة الإرهاب.

 

مارين لوبان تتحرك فى هذا الملف بشكل عنيف، بعدما ربطت بين الهجرة إلى فرنسا والتطرف الإسلامى، حيث طالبت "بطرد الأجانب الذين ينادون بالكراهية من أرضنا"، وإلى سحب الجنسية الفرنسية من المسلمين الذين يحملون جنسيات مزدوجة ويروجون لأفكار متطرفة، وللعلم فإن هذا الموقف تبناه لفترة مؤقتة رئيس الحكومة السابق مانويل فال والرئيس فرنسوا هولاند، بعد الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها فرنسا فى نوفمبر الماضى، قبل أن يعدلا من موقفهما.

 

الخلاصة أننا أمام مرشحة لرئاسة فرنسا تبدو فرصها متساوية مع بقية المرشحين، وقد نفاجأ بأنها فى قصر الأليزية، لذلك علينا أن نقرأ استراتيجياتها جيداً، حتى نكون مستعدين للتعامل معها، وربما التعاون أيضاً، فكثيرون لم يكونوا مستعدين لترامب إلا مصر التى كانت جاهزة لساكن البيت الأبيض الجديد، وأعتقد أننا لا نحبذ وجود مارين لوبان، لكن ينبغى أن نكون جاهزين للتعامل معها، تحديداً وأن العلاقات المصرية الفرنسية شهدت العامين الماضيين تطوراً إيجابياً، لا يجب أن يتأثر بالساكن الجديد.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة