محمود حسن يكتب: عمرو موسى تاريخ من التخطيط سرا والإنكار علنا.. وصف صفقة تصدير الغاز لإسرائيل بالمشبوهة.. والمستندات أثبتت موافقته.. التقى الشاطر دون علم جبهة الإنقاذ واضطررناه للاعتراف بعد تسريب أيمن نور

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 02:53 م
محمود حسن يكتب: عمرو موسى تاريخ من التخطيط سرا والإنكار علنا.. وصف صفقة تصدير الغاز لإسرائيل بالمشبوهة.. والمستندات أثبتت موافقته.. التقى الشاطر دون علم جبهة الإنقاذ واضطررناه للاعتراف بعد تسريب أيمن نور عمرو موسى الامين العام الاسبق لجامعة الدول العربية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زعم طلب أبو الفتوح زيارته وإعلانه عدم تفكيره فى الترشح للرئاسة.. والأخير يرد: زرتنى أولا ولم نناقش مسألة الرئاسة

قاد جهود تدخل الناتو فى ليبيا وتبرأ منها بعد سنوات: لم يكن قرارى وكان خطأ جسيما

 

حين نشرنا فى "اليوم السابع" وثيقة "جبهة التضامن للتغيير" وهى الجبهة التى يسعى ممدوح حمزة وآخرون بينهم وزير الخارجية الأسبق عمرو موسى لتشكيلها لدعم أحد المرشحين فى انتخابات الرئاسة 2018، جلسنا بعدها ننتظر النفى الذى سيقدمه عمرو موسى عن مشاركته فى هذه الجبهة أو كونه أحد أطرافها، ليس شكا منا مثلا فى أن معلوماتنا غير صحيحة، أو أن الجبهة غير حقيقية والوثيقة التى نشرناها غير صحيحة، بل لأن هذا هو "الأسلوب السياسى" الذى ينتهجه السيد عمرو موسى طيلة حياته السياسية، يشارك فى أمور كثيرة فى السر، يخطط ويلتقى، يصيغ ويوافق، وحين تظهر الأمور للعلن، فعلى الفور ينفى السيد عمرو موسى هذه الوقائع أو يأخذها فى سياق غير الذى أتت فيه، بل إنه فى كثير من الأحيان يقود جهودا فى اتجاهات معينة قبل أن يعود ليهاجم هذه الجهود ويعتبرها تصرفات خاطئة.

 

وبالفعل لم يخيب أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق توقعاتنا، بعد دقائق من نشرنا على موقع "اليوم السابع" التفاصيل الدقيقة والحصرية لجبهة التضامن للتغيير، خرج السيد عمرو موسى لينفى جملة وتفصيلا علمه بهذه الاجتماعات أو الوثيقة، ويؤكد أنه لا صلة له بها.

 

نحن نحترم السيد عمرو موسى ونقدره كغالبية الشعب المصرى، ونقدر دوره الرائع سواء على المستويين الدبلوماسى والسياسى، لكننا لا نحب أبدا أن يظل هذا هو الأسلوب الذى يتبعه الرجل منذ أن خلع البذلات الرسمية، وارتدى "عفريتة" السياسة فى ساحتنا المصرية الملتهبة فى كثير من الأحيان، ألا وهو أسلوب "التخطيط سرا والإنكار علنا"، فطوال التاريخ – القصير جدا – للسيد عمرو موسى فى هذه الساحة ومنذ استقالته من منصبه كأمين عام لجامعة الدول العربية فى ربيع عام 2011، مرت الجماهير المصرية بثلاث وقائع كان بطلها هو، وبمجرد نشرها، يخرج مكتبه الإعلامى لينفى هذه الوقائع "جملة وتفصيلا" ثم تمر الأيام لتثبت أن هذه الوقائع حدثت بالفعل.

 

عمرو موسى (1)

 

 موسى قاد الجهود لدعم تدخل "الناتو" فى ليبيا.. وعاد بعدها: :قرار خاطئ ومش أنا السبب فيه

أول هذه الوقائع لم تنتظر حتى خلع السيد عمرو موسى بذلته الرسمية، كان يستعد حينها لمغادرة منصبه كأمين عام لجامعة الدول العربية، ويستعد لانتخابات الرئاسة، كان الربيع العربى لم يزل ملتهبا وفى أوله، ولم يفق الكثيرون من صدمتهم، فسقط "بن على" فى تونس ومبارك فى مصر، واشتعلت الأجواء فى سوريا والبحرين واليمن وليبيا، وفى ليبيا تحديدا اجتهد عمرو موسى لإصدار قرار بتدخل الناتو فى أراضيها، ووقتها نشرت بعض الصحف تفاصيل لقاء سرى بين سعد الكتاتنى وعصام العريان ومحمد البلتاجى فى مارس 2011، داخل أروقة جامعة الدول العربية بعد دخولهم إليها من باب خلفى لدعم هذا القرار، لا نعرف حقيقة هذا اللقاء لكن ما نعرفه جيدا أن عمرو موسى خرج ليطالب "الناتو" بفرض حظر جوى على ليبيا معتبرا أنه سيؤدى لحقن الدماء، وما نعرفه أن تلك كانت وجهة نظره أيضا فى مؤتمر وزراء الخارجية بشأن الأزمة الليبية الذى عقد فى فرنسا، بل إن واشنطن حينها أصدرت بيانا ثمنت فيه جهوده فى هذا الصدد.

 

ولكن بعد سنوات حين يتبين أن قرار دخول الناتو إلى ليبيا كان خطأ، عاد السيد عمرو موسى ليؤكد أنه برىء من هذا القرار، ويؤكد أنه لم يكن سوى منسق لـ "رغبات الدول العربية"، بل والأكثر أنه اعتبر أن هذا القرار خاطئا رغم أنه كان من أوائل من دعموه.

 

عمرو موسى (2)
 

عمرو موسى لشباب الثورة: رفضت تصدير الغاز لإسرائيل.. و"اليوم السابع" تنشر خطاب مباركته للاتفاقية وموافقته عليها

خلع السيد عمرو موسى عباءة الدبلوماسية ودخل ساحة السياسة، كانت ثورة يناير ملتهبة، وكان الجميع غاضبا، السيد عمرو موسى اول من أعلن ترشحه للرئاسة كان عليه أن يدغدغ مشاعر هؤلاء الغاضبين الذين هتفوا : "مش لاقيين الأنابيب وصدر غازنا لـ "تل أبيب"، فى لقاء جمع بين عددا من "ائتلاف شباب الثورة" بمحافظة اسوان داعب عمرو موسى هذا الغضب واصفا اتفاقية تصدير الغاز لإسرائيل بالصفقة الاقتصادية فاشلة، ومؤكدا أنه رفضها أثناء توليه وزارة الخارجية، لكن ما ذكره عمرو موسى لم يكن صحيحا على الإطلاق، "اليوم السابع" تحرت الأمر وقتها بمهنية تامة، واستطاعت ساعتها الانفراد بنشر خطاب موجه من السيد عمرو موسى بصفته وزير خارجية، بتاريخ 12 نوفمبر 1993 إلى وزير البترول الأسبق حمدى البنبى يؤكد فيه موافقة وزارته على تصدير الغاز لإسرائيل، ودعم موسى شخصيا لها، وهو ما كان نصه: "وصلنى بمزيد من الشكر خطابكم حول استراتيجيات الغاز الطبيعية وأننى أتفق معكم فى الرأى فى أهمية البدء فى الدراسات الأولية للتصدير لمنطقة غزة وإسرائيل، وقد قمت برفع الأمر للعرض على السيد الرئيس، والسيد رئيس مجلس الوزراء، موضحاً اتفاقى ورأيكم فى هذا الشأن".

 

ساعتها خرج عمرو موسى ببيان يعترف فيه بما جاء فى الوثيقة من موافقته على تصدير الغاز، لكنه برر ذلك وقته بأنه كان لدعم عملية السلام، بل والأنكى أنه وصف نشر هذه الوثيقة بـ "الأمر المشبوه"!.

 

عمرو موسى (3)

 

عضو جبهة الإنقاذ يضطر للاعتراف بلقائه السرى بخيرت الشاطر بعد نشر "اليوم السابع".. والإخوان يكشفون التفاصيل: ألمحت إليه بطلب منصب سياسى

الواقعة الثالثة كانت عندما نشر "اليوم السابع" تفاصيل لقاء نظمه رئيس حزب الغد أيمن نور فى منزله فى الزمالك، جمع بين المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان وعمرو موسى القيادى وقتها فى جبهة الإنقاذ، فى 6 يونيو 2013، أى قبل ثورة 30 يونيو بثلاثة أسابيع فقط لا غير، اللقاء تم سرا من وراء ظهر قيادات جبهة الإنقاذ التى أظهرت غضبا شديدا لهذا اللقاء، ساعتها أيضا أسقط فى يد عمرو موسى، وترك الأمر لـ "أيمن نور" لينفى الاجتماع جملة وتفصيلا، فما كان من اليوم السابع أن نشرت تفاصيل اللقاء لحظة بلحظة، بل إنها حتى نشرت أرقام سيارة الشاطر التى حضر بها إلى منزل أيمن نور.

 

كعادته خرج عمرو موسى ببيان يصور ما جرى على أنه كان "جلسة تأديب" من موسى للشاطر يبلغه فيها أصراره على الانتخابات الرئاسية المبكرة ويبلغه إصرار الجماهير على النزول للشارع فى 30 يونيو.

 

المثير للأسى حينها هو ما نشره بعدها "أحمد منصور" الإعلامى الإخوانى حول هذا اللقاء، والذى أكد أن عمرو موسى ألح بشدة فى طلب هذا اللقاء لأشهر طويلة، بل إنه فى اللقاء أبدى حزنه لعدم اطلاعه على تاريخ جماعة الإخوان المسلمين، بل الأكثر فإن منصور قال إن عمرو موسى ألمح خلال اللقاء للإخوان باختياره فى إدارتهم مستشارا للشئون الخارجية بدلا من عصام الحداد والذى انتقد موسى أداءه.

 

عمرو موسى (4)

 

عمرو موسى: أبو الفتوح طلب زيارتى وقال لى إنه لن يترشح للرئاسة.. ومصر القوية يرد: زرته أولا ولم نناقش مسألة "الرئاسة"

وقائع النفى والتأكيد بعدها لا تنتهى، فعمرو موسى مثلا حينما التقى عبد المنعم أبو الفتوح فى عام 2014 وتسربت أنباء اللقاء إلى الصحف، خرج ليغلف الأمر بأنه كان بمثابة "جلسة تقريع وتأديب" لـ "أبو الفتوح" وتوجيه اتهامات لجماعة الإخوان، وأن اللقاء تم بناء على طلب "أبو الفتوح" الذى أعلن فى نهاية اللقاء عدم عزمه على الترشح لرئاسة الجمهورية.

 

حزب أبو الفتوح الذى هاله ما قدمه بيان عمرو موسى خرج ببيان نفى، مؤكدا أن "أبو الفتوح" لم يطلب هذا اللقاء، بل إنه جاء فى إطار "رد الزيارة" ليكشف عن لقاء سابق زار فيه عمرو موسى أبو الفتوح، وأن اللقاءات لم تتناول من قريب أو بعيد مسألة ترشح ابو الفتوح للرئاسة!.

 

نعرف أن "السياسة" ملعب كبير من عدم الوضوح، ونعرف أنها مجال واسع للمناورات، وبيانات لفت الانتباه على طريقة "بص العصفورة"، لكن يجب أن يتم هذا فى إطار أكثر احتراما للجماهير والمتابعين.

 

نفى السيد عمرو موسى ليس بالأمر المستغرب، بل هو ما توقعناه من اللحظة الأولى، فهذه هى الطريقة التى يمارس بها السيد "عمرو موسى" السياسة، وهى طريقة حقيقة لا تليق بجماهير الشعب المصرى، لا خطأ البتة فى تشكيل جبهة سياسية تجمع الأطياف السياسية المختلفة، هذا حق سياسى مكتسب وأصيل لا يملك أى شخص أن ينزعه من آخر، ولا خطأ البتة فى معارضة نظام الحكم الحالى، ولا خطأ أيضا فى دعم مرشح لانتخابات رئاسة 2018، لكن الخطأ الحقيقى هو "التخطيط فى السر والنفى فى العلن".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة