حالة من القلق تنتاب العديد من وسائل الإعلام الأمريكية من احتمالات اندلاع حرب نووية بين واشنطن وبيونج يانج ، فى وقت يحذر فيه مراقبون من أن أداء الرئيس دونالد ترامب الانفعالى يرجح كفة تلك المواجهة المحتملة.
وفى تقرير لها اليوم، قالت مجلة نيوزويك الأمريكية أن أحداً لا يستطيع وقف ترامب عن شن حرب نووية ضد كوريا الشمالية حتى جنرالات وقادة الجيش، كما استطلعت المجلة آراء 27 خبيراً فى الطب النفسى، أجمعوا فى تقديراتهم على أن الرئيس "غير ناضح" وعنيف لدرجة قد تدفعه إلى مثل هذه المواجهة.
وأشارت الصحيفة، إلى سيناريو اسمته بـ"الكابوس"، ورسمت تصوراً خيالياً للحرب المرتقبة قائلة : "سيخرج ترامب يوماً ما من غرفة نومه بالبيت الأبيض فى منتصف الليل ممسكا بهاتفه غاضبا من أحداث تهديدات كيم جوج أون، رئيس كوريا الشمالية، ويتجه إلى المساعد العسكرى الممسك بالحقيبة التى تحتوى على جهاز اللاب توب الذى يتم من خلاله إدخال الرموز التى يبدأ بها إطلاق الصواريخ، والتى تعرف باسم كرة القدم ليبدأ بذلك الحرب المدمرة".
وألمحت نيوزويك، إلى أن هذا السيناريو الذى كان يبدو من قبل مزحة بين صناع القرار والخبراء العسكريين فى واشنطن عندما ترشح ترامب للرئاسة قد أصبح فجأة أقرب إلى سلسلة من الاحتمالات، بحسب ما قاله عدد من مسئولى البنتاجون والخبراء الذين استطلعت المجلة آرائهم.
وعلقت فى تقريرها قائلة : "لا أحد يعرف إلى أين ستتجه المواجهة بعد أسابيع من الإهانات الشخصية المتبادلة والاستفزازات العسكرية المتبادلة من كلا الطرفين".
ونقلت نيوزويك عن محللين، قولهم إنهم يخشون أن حادثة كتصادم طائرات أو سفن يمكن أن تؤدى إلى تفاقم سريع للموقف، لاسيما مع تبادل ترامب ومسئولى كوريا الشمالية للإهانات، فقد وصف ترامب كيم جونج أون برجل الصاروخ، بينما رد عليه الأخير بوصفه بأنه مختل عقليا.
وقال روبرت ماننج، الخبير البارز السابق فى الاستخبارات الأمريكية حول كوريا والأسلحة الإستراتيجية فى إدارتى جورج بوش وأباما، إنه يعتقد أن سياسة "واحدة بواحدة" التى يتبعها ترامب ليست فقط خطيرة وغير ضرورية ولكنها تلقي تصعيدا يزيد احتمالات الحسابات الخاطئة.
وعن احتمالات إقدام ترامب على استخدام السلاح النووى، قال أحد المسئولين السابقين بوزارة الدفاع الأمريكية إن شخص ما فى تسلسل القيادة سيرفض ذلك، وأوضح أنه سيكون من الصعب للغاية على ترامب أن يكون متقلبا بشأن الهجوم.
وتحت عنوان "أخطر رجل فى العالم"، نشرت نيوزويك، آراء عدد من خبراء الطب النفسى فى الرئيس الأمريكى، وقالت إنهم يرون أنه غير ناضج وغير جدير بالثقة وعنيف، وجاءت تلك الآراء ضمن تقييم أعده 27 طبيبا نفسيا عن الرئيس الأمريكيى تحت عنوان " الحالة الخطيرة لدونالد ترامب".
وقال الخبير لانس ويدز، إن طبيعة ترامب كشخصية عامة منذ سنوات طويلة تتيح إمكانية تحليل تلك الشخصية، وفى ضوء ذلك يرى أنه يتسم بعدم التعاطف مع الآخرين وعدم الندم والكذب والغش، وهو ما تبين فى سخريته من مراسل لديه إعاقة وعدم اهتمامه بسلامة المحتجين، واعتداءاته الجنسية على النساء وتهديده بالأذى البدنى لمنافسته فى الانتخابات، كما أنه يحط من شأن من ينتقدونه ويطلق عليهم أسماء مهينة.
وأشار الخبير النفسى ويدز، إلى أنه يمكن القول إنه كان هناك رؤساء أمريكيين يمكن وصفهم بالنرجسية، لكن أيا منهم لم يبدى صفات اضطراب الشخصية بنفس الدرجة التى ظهرت فى ترامب، ولم يكن أحد منهم يمثل خطورة.
