المصادر البديلة للطاقة بين الكفاءة وإنخفاض التكلفة

الخميس، 01 مارس 2018 06:43 م
المصادر البديلة للطاقة بين الكفاءة وإنخفاض التكلفة المصادر البديلة للطاقة
هانى الحوتى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عند اللجوء إلى المصادر البديلة لتوليد الطاقة، يتحول عامل التكلفة إلى الرقم الأقل أهمية فى المعادلة لصالح معايير أخرى كالاعتمادية، الاستمرارية وعدم الإضرار بالبيئة، ففى الأغلب يأتى القرار من قبل المسئولين بتبني مصادر بديلة للطاقة بهدف التغلب على مشكلة شح المصادر التقليدية أو في إطار وضع سياسات مستقبلية تراعي إحتياجات الأجيال المقبلة وهما أمران يمثلان حاجة ملحة لأي مجتمع يسعى لتحقيق التنمية المستدامة ويضعا تطور التقنيات المستخدمة في إستغلال هذه المصادر البديلة في المرتبة الأولى لتفادي أخطاء الماضي ولتعظيم الإستفادة بقدر المستطاع ولأطول مدة ممكنة.
 
ومن أجل الحفاظ على النجاح الذي شهده قطاع الطاقة المصري خلال السنوات الثلاث الأخيرة وظهور أصبح من المهم إستغلال كافة المصادر سواء المتجددة أو غير المتجددة بالشكل الأمثل من أجل تأمين الطاقة اللازمة لمواكبة النهضة التنموية الشاملة التي تشهد مصر أولى مراحلها حاليا ، ولعل الفحم من بين هذه المصادر التي لطالما عانت من الإهمال أما بسبب توافر الموارد الأخرى كالبترول والغاز أو خوفا من آثاره على البيئة وما صاحب إستخدامه في الماضي من آثار سلبية لازالت عالقة في أذهان الكثيرين.
 
والحقيقة أن قيام الحكومة المصرية برفع الحظر عن إستيراد الفحم في مجالات الصناعة وتوليد الطاقة جاء ليتواكب مع مع تقدم التقنيات الخاصة بتوليد الطافة من المصادر التقليدية كالبترول والغاز، كما ظهرت أيضا تقنيات جديدة خاصة بتوليد الطاقة من الفحم وحازت على إعجاب الكثير من الدول المتقدمة كتقنية (USC) والتي تحقق أعلى كفاءة ممكنة في توليد الطاقة من كميات الفحم المتاحة بجانب مراعاة البعد البيئي.
 
ومن بين أهم التجارب التي شهدت نجاحا ملحوظا فى استخدام هذه التقنية هي ماليزيا التي لم تتعدى نسبة الإنقطاع في مشروعها الخاص بتوليد الطاقة من الفحم نسبة 2،4 % في مقابل النسبة المسموح بها دوليا وهي 4 % ، ولعل من أبرز الدول التي تستعد لإستخدام هذه التقنية مستقبلا في مشروعاتها الخاصة بتوليد الطاقة من الفحم ، دولة الإمارات العربية المتحدة والتي أعلنت عن مشروع "الحسيان " لتوليد الطاقة من الفحم والمنتظر أن يولد 2400 ميجاوات ، بالإضافة إلى ألمانيا والمغرب وغيرها .
 
ومع قيام مصر حاليا بالاستعداد لإقامة مشروع حمراوين الضخم لتوليد نحو 6000 ميجاوات من الطاقة الكهربائية باستخدام الفحم والذي ينتظر أن تتم إدارته بواسطة الشركة القابضة للكهرباء ويتوقع أن توقع العقود الخاصة به بحلول منتصف العام الحالي لتبدأ عملية التشغيل خلال 5 إلى 6 سنوات على أن تستمر عملية توليد الطاقة منه لمدة 40 عاما في حال تم إختيار التكنولوجيا المناسبة لتشغيل المشروع .
 
ولأن نجاح مشروع مثل حمراوين هو أمر يسعى الجميع إلى تحقيقه ولابديل عنه من جانب الجميع، فهو أما سيسطر شهادة ميلاد هذه التجربة ويعلن عودة الفحم كمصدر للطاقة أو سيوأد هذه التجربة في مهدها ويؤدي بنا إلى خسارة مصدر رخيص ومهم للطاقة ، فمن الواجب على متخذي القرار إعلاء معيار الكفاءة والإعتمادية في الاختيار وعدم اللجوء لتقنيات لم تدخل حيز التشغيل خارج الدول المبتكرة لها ولم تثبت كفاءة معتمدة .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة