حاكم الشارقة من منتدى الاتصال الحكومى: احموا أبناءكم من الأفكار الهدامة

الأربعاء، 28 مارس 2018 01:10 م
حاكم الشارقة من منتدى الاتصال الحكومى: احموا أبناءكم من الأفكار الهدامة الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة
الشارقة محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أكد الدكتور سلطان بن محمد القاسمى، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على ضرورة تحصين مجتمعاتنا من الأفكار الدخيلة والهدامة التى تؤثر سلبًا على التنشئة الاجتماعية لأبنائنا وبناتنا، وتقودهم إلى العبث الذى تجلبه التكنولوجيا الحديثة كجوانب سلبية لها، مع أهمية العمل للمستقبل والاستفادة من تجارب الشعوب التى عانت من الهزائم، لكنها أصبحت اليوم فى مصاف الدول العالمية المتطورة عبر التغلب على شعور الإحباط بالهزيمة، والاشتغال بالعلم والمعرفة والوعى المجتمعى.

 

وأشار القاسمى، إلى أن إرادة الشعوب هى العامل الحاسم فى تطور المجتمعات وتقدمها بعيدًا عن الركون للهزائم، مستدلًا بتجارب عدد من الدول الكبرى التى عانت من ويلات الهزيمة مثل ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية، وقد أصبحت اليوم من الدول الصناعية الكبرى ومثال لتطلعات الشعوب ونظرتهم الإيجابية للمستقبل.

 

جاء ذلك خلال الكلمة التى ألقاها عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور سلطان بن محمد بن سلطان القاسمى ولى العهد نائب حاكم الشارقة، فى حفل افتتاح المنتدى الدولى للاتصال الحكومى فى نسخته السابعة، الذى ينظمه المركز الدولى للاتصال الحكومى التابع للمكتب الإعلامى لحكومة الشارقة، على مدى يومين فى مركز إكسبو الشارقة، تحت شعار "الألفية الرقمية... إلى أين؟".

 

واستهل حاكم الشارقة كلمته بالترحيب بضيوف المنتدى، مبتدًا حديثه عن الأجيال السابقة وتطلعاتها وما يجب عليه أن يكون المستقبل، قائلًا: "نحن من الجيل القديم، وسأعبر بكم أكثر من 45 عامًا لكن إلى الوراء، لنرى ما كان، وما يجب أن نكون عليه، فنحن فى الشرق هُزمنا هزيمة كبيرة فى سنة 1976 وما زال شعور الهزيمة يسيطر علينا".

 

وتابع القاسمى: "أنا من جيل الهزيمة، بل كنتُ فى وسطها، وكنت يومها أردد ما قاله الأديب الفرنسى إنطوان ارنولد فى نصه "الورقة الجافة" المعّبر عن حالة اليأس، واتخيل نفسى تلك الورقة الجافة فى مهب الريح".

 

ولفت حاكم الشارقة، إلى أن الشعور الطاغى على الشعوب العربية فى تلك الفترة كان سلبيًا، مبينًا أنه لم يكن وحده فى ذلك الشعور العام، الذى مثّل نهاية النموذج القومى للإنسان العربى، تاركًا تفكير الإنسان العربى مشلولًا، وشعوره بأن صفحة قد طُويت، وفى نفس الوقت مثّلت استنزافًا لكل المنظومات والنظريات التى سادت فى تلك الفترة وبعدها، وتركتنا فى مجتمع خاضع للصدمات المختلفة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية.

 

وتحدث القاسمى عن تأثير تلك الفترة على تفكير الإنسان العربى، قائلًا: "بدأ الإنسان العربى أنه فى عمق أزمة، يرى البعض أنها أزمة هوية، ويرى البعض الآخر أنها أزمة مشروعية، وبقينا كذلك إلى يومنا هذا، نتيّه فى التيّه، وتأتينا الآن هذه التقنية الحديثة، فعلى أى أساس أرتكز على السماح لتلك المعطيات للولوج إلى مجتمع لا يعرف هويته ولا مشروعيته".

 

واستطرد حاكم الشارقة: "يجب أن نرتقى ونحوّل بقايا تلك الهزيمة إلى فعلِ جاد ونأخذ العبرة والحكمة من هزيمة اليابان، وألمانيا، وكوريا الجنوبية، لنعرف ما هى الخطوات التى اتبعوها للتطور والتقدم، وبذلك نكون قد وضعنا يدنا على المجتمع الذى سنسلمه سلاحًا خطيرًا وهو التقنية الحديثة، وهو السلاح الذى دخل علينا قبل بضع سنوات، وأصبح أخطر شيء فى يد العبث، والظلاميين الذين يأخذون أبنائنا من كل مكان ويحركونهم مثل الدمى ليدمروا أنفسهم وغيرهم".

 

وتابع القاسمى: "أنا أنظر إلى هذا السلاح الخطير كإنسان مُصلح لمجتمعه، وأنتم تنظرون إليه من باب التطور ولا بد قبل أن نبدأ فى طريق الثورة التقنية أن نبدأ بمجتمعنا، وأن نحصنه ضد كل هذه المعطيات، وليس معنى ذلك أن نراقبه فقط أو نغلق عليه الأبواب والوسائل، وإنما نحصّنه على درجة من المعرفة والوعى وإيمان إنسانى يمنعه من العبث واستعمال هذه التكنولوجيا فى تدمير الشعوب ".

 

ووجه حاكم الشارقة رسالة إلى الآباء والأمهات، قائلًا :"مسؤوليتنا أن نراقب أبنائنا وبناتنا الذين أدمنوا على هذه الأجهزة الحديثة والتقنية وانفصلوا عن مجتمعهم، وأخذتهم الأجهزة بعيدًا عن واقعهم ".

 

كما دعا القاسمى، الباحثين من رواد المعرفة والثقافة والتقنية الحديثة من ضيوف المنتدى إلى البحث فى كيفية منع العبث من الوصول إلى أبنائنا وبناتنا حتى ينتقلوا إلى العقلانية من الفوضى، وإمكانية توجيه الأطفال إلى استعمال هذه الأجهزة للنفع والفائدة فقط، قائلًا :"اجيبونى وابحثوا ونحن بعد ذلك نشرع الأبواب، فلتأتى هذه التكنولوجيا الجديدة، ولا نخافها لأننا محصنون ".

 

فيما، ألقى الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، كلمة أكد فيها ضرورة إدراك الحكومات لتسارع التطورات التقنية التى تهدد تلاشى وسائل التواصل التقليدية وتتطلب إعداد التجهيزات للاستعداد للمراحل المستقبلية التى يصعب التنبؤ بتطوراتها ومدى قفزاتها، مشيرًا إلى أن وسائل الثورة الرقمية تتطور بشكل هائل وسريع ربما يفوق حتى سرعة الصوت ومنها ما يتلاشى فى الوقت الذى تبقى به وسائل أخرى، مستعرضًا المراحل المقبلة وفقًا لما تشهده التقنية من مفاجآت وتطورات، مؤكدًا ضرورة إعداد الخطط والآليات والبرامج التى تساهم فى تسهيل سبل الحوار مع أجيال المستقبل ومخاطبتهم وفق لغتهم الرقمية للحفاظ على التواصل المستمر بين الحكومة وجمهورها.

 

وتناول رئيس مجلس الشارقة للإعلام حكاية مستقبلية جسّدها فى الطفل "عمر" وهو من الأجيال التى نشأت وترعرعت فى ظل العصر الرقمى، والذى باتت ألعابه لا تشبه ألعاب طفولة الحاضر والماضى فكلها رقمية وكذلك طريقة تواصله، متطرقًا إلى توقعات المراحل المستقبلية القادمة التى ربما يتلاشى فيها الهاتف النقال وتتغير وسائل التواصل الاجتماعى لتكون من تاريخ الأجداد ويحل محلها أدوات تواصل أخرى.

 

وأشار الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى إلى أبرز أبحاث تقنية المستقبل التى تتناول التواصل بالتخاطر بإرسال محتوى من دماغ إلى آخر دون تدخل الآلة وربما بأدوات جديدة لم يتصورها العقل البشرى حاليا، لافتًا إلى تقنية الواقع المعزز للحصول على المعلومات التى يحتاجها الشخص دون الحاجة إلى الاتصال بجهاز الحاسوب أو الهاتف الذكى، وإلى توقعات تمكّن العقول بعد التواصل بسحابة مرتبطة بآلاف أجهزة الكمبيوتر من تضخيم الذكاء الأصلى ليصبح تفكيرًا اصطناعيا، كما أطلقت عليه أبحاث المرحلة الماضية بالتفكير الهجين.

 

وأضاف القاسمى قائلًا :"تبدو هذه الأفكار الخارجة عن نطاق إدراكنا الحالى غريبة نوعا ما وغير قابلة للتطبيق، ولكن يجب أن نتذكر أنه منذ 15 سنة فقط لم يكن لنا أن نتصور أن نحمل مكتبنا ومنزلنا وحسابنا المصرفى وكتبنا وصورنا كلها فى جيّبنا وفى آلة واحدة اسمها الهاتف الذكى، مؤكدًا أهمية التفكير فى مستقبل الاتصال الإنسانى، وطبيعة تواصل الحكومات مع شعوبها فى المستقبل فى سياق هذا التطور الجذرى الهائل فى طريقة تواصلنا مع بعضنا وتواصلنا مع الآلة".

 

واختتم حاكم الشارقة كلمته متحدثًا عن وسيلة التواصل المستقبلية القادرة على أن تتفوق على الهاتف الذكى الذى تمكن من جمع العالم بكل أبعاده وصلاته فى شريحة صغيرة، مشيرًا إلى حكاية الطفل "عمر" الذى طرحه كشخصية تمثل أجيال السنوات القادمة مقدمًا تساؤله للحكومات: "ماذا أعددنا كحكومات لمرحلة (عمر) وما بعده ؟".

 

وألقت الدكتورة أمينة غريب، ضيف شرف المنتدى، كلمة عبّرت فيها عن شكرها إلى صاحب الدكتور سلطان بن محمد القاسمى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على استضافتها فى هذا المنتدى المهم الذى يهدف إلى تمكين حكومات المنطقة من التواصل بفعالية مع شعوبها، ويشكل فى الوقت ذاته مدعاة فخر لقادة دولة الإمارات العربية المتحدة.

 

وأكدت غريب، على أن مسئوليات الحكومات فيما يتعلق بالتواصل مع شعوبها تتضمن ثلاث مراحل، إذ يجب أن تكون أولًا سباقة فى تقديم معلومات تتميز بالشمولية والمصداقية، وأن توفر بنية تحتية أو أدوات اتصال قادرة على إصدار رسائل دقيقة فى الوقت المناسب عند التعرض لأية أزمات أو كوارث، وثالثًا أن توفر الحماية لشعبها فى وجه أى قوى معادية قد تحاول الوصول إلى البيانات وتستغل قنوات الاتصال لأغراض غير مشروعة.

 

وقالت ضيف شرف المنتدى: "إذا لم نشكل مصدرًا موثوقًا للمعلومات بالنسبة لشعبنا، فإن فجوة المصداقية سيملأها آخرون من داخل بلداننا وخارجها بشكل فورى ووفق أجندة معينة أحيانًا، ولذا، فإننا لا نملك خيارًا سوى الإسراع إلى توفير بنية تحتية وطنية قوية وشاملة للاتصالات لضمان تقديم رسائل اتصالية تلبى احتياجات الجمهور، وفى نفس الوقت تتضمن وسائل الحماية اللازمة لضمان عدم اختراق المعلومات أو البيانات ".

 

وختمت الدكتورة أمينة غريب كلمتها مطالبة بضرورة أن تكون الرسائل واللغة المستخدمة فى الاتصال الحكومى، شفافة ومدروسة وقوية وموثوقة ومفهومة ومدارة من قبل أشخاص مختصين، وأن ترسل فى وقتها الصحيح والمناسب، مضيفة أنها قد لا تكون فعالة إلا إذا بنيت على رسائل متكررة وموثوقة، داعية الحكومات الحريصة على حماية شعوبها وتعزيز رفاهيتهم، إلى التفكير فى الكيفية التى ستستخدم بها قنوات الاتصال بالمستقبل.

 

وتجول عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمى، وطارق سعيد علاى مدير المكتب الإعلامى لحكومة الشارقة، وجواهر النقبى مدير المركز الدولى للاتصال الحكومى، بعد حفل الافتتاح فى أروقة المنتدى، مطلعًا على الفعاليات المصاحبة، حيث تابع جانبًا من بعض الورش التدريبية والجلسات التفاعلية، وتفقد أجنحة عدد من الجهات المشاركة، واستمع إلى شرح مفصل عن منصات وأجنحة الجهات المشاركة.

 

حضر حفل الافتتاح إلى جانب حاكم الشارقة كل من الشيخ خالد بن عصام القاسمى رئيس دائرة الطيران المدنى، والشيخ محمد بن عبدالله آل ثانى رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخة لبنى بنت خالد القاسمى رئيسة جامعة زايد، والشيخ خالد بن أحمد القاسمى مدير عام دائرة الحكومة الإلكترونية، والشيخ محمد بن حميد القاسمى مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ ماجد بن سلطان القاسمى مدير دائرة شؤون الضواحى والقرى.

 

كما حضر الافتتاح كل من: عبد الرحمن بن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، ومعالى الدكتور عبدالله بلحيف النعيمى وزير تطوير البنية التحتية، ونورة محمد الكعبى وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، والفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، ومحمد بن صقر النعيمى الوكيل المساعد لشؤون الخدمات المساندة فى وزارة الموارد البشرية والتوطين، وراشد أحمد بن الشيخ رئيس الديوان الأميرى، واللواء سيف الزرى الشامسى قائد عام شرطة الشارقة، وهنا سيف السويدى رئيسة هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، والدكتور سعيد مصبح الكعبى رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وعبدالله على المحيان رئيس هيئة الشارقة الصحية، والمهندس خالد بطى المهيرى رئيس دائرة التخطيط والمساحة، ومحمد عبيد الزعابى رئيس دائرة التشريفات والضيافة، والدكتور خالد عمر المدفع رئيس مدينة الشارقة للإعلام وعدد من كبار المسئولين من داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة