كريم عبد السلام

راموس ليس كلباً يا أهالى تويتر

الإثنين، 28 مايو 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عفوا يا أهالى وسكّان كوكب تويتر، يا من أطلقتم هاشتاج «راموس الكلب» بعد تعمده إصابة نجمنا المصرى محمد صلاح وإخراجه من النهائى الأوروبى قبل منتصف الشوط الأول، فكيف تشبهون هذا الكائن الإنسانى البشع بالكلب؟ ولماذا تفترضون دائما أن البنى آدمين أرقى من الحيوانات وأن تشبيهكم بنى آدم بحيوان شتيمة للبنى آدم وتحقيرا من شأنه ووضعه فى المرتبة التى يستحقها؟.
 
أعترض أولا على الربط بين هذا الراموس القذر بالكلب، لأن الكلب تحديدا ومن دون مخلوقات ربنا، له مكانته فى الإخلاص والوفاء والوضوح والشجاعة، لا يلف ولا يدور ولا يدبر لك المؤامرات ولا يخطط لإيذائك، وإنما هو يعبر لك مباشرة وفى وجهك عن محبته لشخصك أو كراهيته لسحنتك، ولو كنت صاحبه يمكن أن يدافع عنك ويفديك بروحه.
 
ثانيا، لماذا لم تصفوا هذا الراموس بالخنزير مثلا؟ على أساس أن الخنزير من الحيوانات القذرة التى تعيش وتنمو وتتكاثر وتزدهر فى بيئتها الوسخة وإذا خرجت منها تهزل وتتراجع صحتها وقد تموت! ولماذا لم تشبهوه بالمحتلين الغاصبين الذين يحتلون الأراضى العربية ويشردون أهلها ويقتلون النساء والأطفال والشيوخ، أليس تخطيطه لضرب صلاح وإخراجه من المباراة نوع من الممارسات التى تمارسها قوات الاحتلال على الفلسطينيين فى القدس وغزة؟!
 
ثالثا، لماذا لم تربطوا بين ما فعله هذا الراموس القذر والممارسات الإرهابية التى تجتاح العالم وتشكل جزءا من معاملاته وأفكاره وثقافته، حتى دخل الإرهاب فى شتى الممارسات السياسية والدبلوماسية والرياضية أيضا؟ ألا تسوِّغ تنظيمات داعش وجبهة النصرة والإخوان والقاعدة لنفسها ممارسة الإرهاب لتمرير مصالحها؟ ألا تمارس دول كبرى غربية البلطجة والإرهاب للتحكم فى مقاليد الأمور ومسارات الثروات الطبيعية وممرات التجارة الدولية فى العالم؟ فلماذا لا يمارس ريال مدريد البلطجة والإرهاب مع سبق الإصرار والترصد للفوز بنهائى أوروبا عن طريق إصابة نجم الفريق المنافس.
 
إذن، ما فعله هذا الراموس القذر هو فعل إنسانى كامل الإنسانية يتسق مع أخلاقيات العالم فى هذه المرحلة وسياسات العالم فى هذه المرحلة وقيم العالم فى هذه المرحلة، إياكم أن تتصوروا أن نهائى أوروبا كان مباراة فى كرة القدم تحت رعاية "اليويفا"و"الفيفا" ، حيث الشعار الرسمى للاتحادين الأوربى والدولى هو اللعب النظيف، لا ، اسمحوا لى ، نهائى أوروبا الذى أصيب فيه صلاح كان صراعا دمويا بين شركات إعلانية وشركات مراهنات وشركات تسويق وشركات ملابس رياضية وشركات رعاية، يعنى من الآخر كانت معركة اقتصادية وسياسية طاحنة ، بكل ما يمكن أن تتضمنه من ألعاب قذرة واتفاقات سرية والتلاعب بأسعار اللاعبين.
 
عرفتوا ليه يا سكان كوكب تويترو إن الكلاب ما تعملش اللى عمله راموس الإنسانى جدا الترامباوى جدا النتنياهوى جدا، راموس مكانش بيدافع عن فريقه فى إطار اللعب النظيف، ده كان بيدبح اللعب النظيف تحت سمع وبصر حكام المباراة اللى معلقين بادج الفيفا، راموس مكانش بيمارس لعبة رياضية لها قوانينها وأصولها، ده كان بيغتال الممارسة الرياضية وبيحتل أرض لا يملكها وبيغتصب جائزة كان ممكن متروحش ليه ولفريقه، ويبدو أن تلك الممارسات الراموسية أصبحت بالفعل جزءا من الرياضة وكرة القدم بحكم أنها جزء من ممارسات كبار العالم الذين يرفعون الشعارات البراقة عن حقوق الإنسان والمساواة والعدالة!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة