محيى الدين جاويش يكتب: فى مصر كنز اسمه .. الطاقة البديلة

الثلاثاء، 07 أغسطس 2018 08:00 ص
محيى الدين جاويش يكتب: فى مصر كنز اسمه .. الطاقة البديلة لوائح الطاقة الشمسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبقى الطاقة النظيفة أفضل ما يمكن أن نقدمه للعالم ولأنفسنا أيضًا لتأثيرها الإيجابى على البيئة ولفعاليتها وانخفاض أسعارها المطرد ولعلها تحمل ضمن طياتها مستقبلًا نظيفًا للأجيال القادمة.

 ما زالت مصر تعتمد على مصادرٍ غير متجددةٍ للطاقة بنسبة تفوق 90% لسد احتياجاتها بينما يتزايد استهلاك الطاقة بنسبة 5-7% سنويًا ما يشكل عبئًا كبيرًا على البيئة وميزانية الدولة والتوسع فى إنشاء مشاريع الطاقة الشمسية فى مصر سيوفر على الدولة تكاليف استهلاك الوقود وهو ما يمكنها من توفير دعم الكهرباء والمحروقات الذى كان يكلّف ١٠٠ مليار جنيه سنويًا تكلفة دعم قطاع الكهرباء.

فى زيارته إلى المجر العام الماضى اتفق الرئيس السيسى خلال مع الجانب المجرى على إنشاء ٣ محطات فائقة الجودة للكهرباء وإنشاء مصنع لإنتاج ريش توربينات محطات الرياح بقيمة تتجاوز ١٠ مليارات يورو واعتبر هذا إيذانًا بدخول مصر عصر الطاقة النظيفة التى تمتلك مصر فيها قدرات هائلة بحسب الدراسات والخبراء والتى إذا أمكَن استغلالها ستوفر مصر مليارات الدولارات.

وبحسب إحصائيات وزارة الكهرباء للعام ٢٠١٦ فإن منطقة خليج السويس تتمتع بسرعات رياح عالية جدًا وتعدّ المناطق الواقعة غرب الخليج واعدة لإقامة مشروعات مزارع رياح كبرى؛ حيث تتوافر فيها مواقع ذات متوسط سرعات رياح عالية، تتراوح بين ٨ و١٠ متر/ثانية بالإضافة إلى توافر المناطق الصحراوية غير المأهولة فضلًا عن مناطق شرق وغرب وادى النيل بمحاذاة بنى سويف والمنيا وتتراوح سرعة الرياح فيها بين ٧ و٨ متر/ثانية.
فضلًا عن أن مصر إحدى دول الحزام الشمسى الأكثر مناسبة لتطبيقات الطاقة الشمسية حيث تُظهر نتائج أطلس شمس مصر أن متوسط الإشعاع الشمسى العمودى ما بين ٢٠٠٠ و٣٢٠٠ كيلو وات ساعة/م٢/السنة ويتراوح معدل سطوع الشمس بين ٩ و١١ ساعة/يوم مما يتيح توافر فرص الاستثمار.

تقع مصر تقع جغرافياً بين خطى عرض 22 و31,5 شمالاً وبهذا فإن مصر تعتبر فى قلب الحزام الشمسى العالمى وتعد من اغنى دول العالم بالطاقة الشمسية وأجرت وزارة الكهرباء والطاقة العديد من الدراسات لتحديد خصائص الإشعاع فى مصر بتحديث البيانات المتوافرة من محطة الأرصاد الجوية وإضافة بعض المحطات الجديدة ومعدات القياس المتطورة ونتج عن ذلك إعداد أطلس للطاقة الشمسية فى مصر وتصل القدرات الكهربائية التى يمكن إنتاجها نحو 55 جيجاوات من الطاقة الشمسية وأن مساحات السخانات الشمسية تبلغ 750 ألف متر مربع ويقدر عدد الشركات المصرية العاملة فى مجال تصنيع واستيراد وتوزيع وتركيب سخانات المياه الشمسية بنحو 20 شركة كما أنشئت أول محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية بالارتباط مع الطاقة الحرارية بالكريمات بقدرة 140 ميجا وات، منها 20 ميجا بمكون شمسي، وبلغت نسبة التصنيع المحلى فى المكون الشمسى نحو 50%. والانتهاء من إنارة 211 قرية وتجمعا محرومة من الكهرباء تتضمن تركيب 6943 نظاما شمسيا مستقلا بالإضافة إلى 8 محطات مركزية لإنتاج الكهرباء باستخدام نظم الخلايا "الفوتوفلطية" وغير مرتبطة بالشبكة القومية الكهربائية بقدرة 30 ميجاوات وضمان تحسين كفاءة استخدام الطاقة وخفض الانبعاثات .

ويتزايد الإشعاع الكلى من الشمال للجنوب حيث تبلغ قوته 5 كيلووات ساعة فى المتر المربع فى اليوم بالقرب من الساحل الشمالى وتزيد على 7كيلووات.ساعة للمتر المربع فى أقصى جنوب مصر.

ويظهر الأطلس الشمسى لمصر أن متوسط الإشعاع الشمسى المباشر العمودى ما بين 2000-3200 كيلووات ساعة للمتر المربع فى السنة بينما معدل سطوع الشمس ما بين 9-11 ساعة فى اليوم وهو ما يعنى توافر فرص الاستثمار فى تطبيقات الطاقة الشمسية  وإمكانية استخداما فى تحلية المياه والزراعة بما يوفر 40 % من مياه الرى بتقنيات الرى الحديثة فى مشروع المليون ونصف المليون فدان.

 ولا ريب أن موقع مصر يمنحها امتيازاتٍ تحسدها عليها دولٌ شتى وخصوصًا الأوروبية، وإن التسخير المناسب لهذه الخصائص كفيلٌ برفع القدرة الإنتاجية من الطاقة المتجددة رفعًا هائلًا بدءًا من توليد الطاقة من السد العالى مرورًا بالتقاطها من الرياح وانتهاءً بامتصاصها من أشعة الشمس.

 ويمكن القول إن مصر تنبهت لضرورة زيادة هذه النسبة المتواضعة التى تنتجها تلك الثروات فوفقًا "لهيئة مصر للطاقة الجديدة والمتجددة" تطمح مصر إلى تغطية 20% من احتياجاتها عبر إنتاج "الطاقة النظيفة" بحلول عام 2020، 12% منها طاقة رياح و6% طاقة مائية و2% طاقة شمسية.

مصر ما زالت فى بداية الطريق لاستغلال الطاقة الشمسية فخلال الأعوام الماضية لم يكن هناك مشروعات حقيقية تعمل على الاستفادة من الطاقة الشمسية ولعل هذا كان سببًا فى العديد من المشكلات التى ظهرت فى قطاع الطاقة خلال الفترة الماضية عقب ثورة ٢٥ يناير وهو ما يعنى أن هناك توقعات بأن تظهر بوادر الاعتماد على مصادر الطاقة المُتجددة خلال الـ٥ أعوام المقبلة وذلك فى ظل توسعات الدولة فى استغلال الطاقة الشمسية.

إن مصر تمتلك مصادر متجددة "الشمس- الرياح" ومن الطبيعى أن تستغلها لتوليد الطاقة النظيفة مثلما تفعل دول الخليج العربى وخاصة السعودية التى تعدّ من الدول الأكبر عربيًا فى توليد الطاقة النظيفة  










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة