كشفت صحيفة الاندبندنت البريطانية تفاصيل جديدة عن دوائر تنظيم داعش الإرهابي داخل لندن، ودور الدواعش البريطانيين فى تجنيد ونشر الفكر المتطرف والتخطيط لعمليات إرهابية عبر منصات التواصل وتطبيقات الرسائل ومن بينها تطبيق تليجرام، وفي تقرير لها، سلطت الصحيفة الضوء علي قصة صفية الشيخ، ربة المنزل البريطانية ، التي خططت عبر تطبيق تليجرام لتفجيرات تستهدف مناطق حيوية داخل المملكة المتحدة.
وعبر قناة تليجرام باسم "GreenB1rds" نشرت صفية الشيخ داعية الجهاديين دعوات لشن هجمات إرهابية على غير المسلمين حول العالم، وكانت القناة قد نشرت سابقا تهديدات بتفجيرات في بريطانيا تستهدف ساعة بيج بن وجسر لندن.
وعاشت صفية فى منزل غرب لندن وكانت تدير القناة من منزلها وقال أحد القضاة إن العملية تمت على درجة عالية من السرية والتطبيق الفني.
تم القبض على صفية أمير الشيخ التي كانت تعرف سابقا باسم ميشيل رامسدين قبل تبنيها لافكار داعش الارهابي بعد أسابيع من تهديدات 11 سبتمبر، واعترفت بنشر رسائل إرهابية والتخطيط لهجومها الخاص حيث كانت تأمل في قصف كاتدرائية سانت بول وفندق في لندن قبل تفجير نفسها.
كانت صفية غير نادمة في المحكمة حيث قامت بتصحيح محامي دفاع بعد أن قال إنها أصيبت بالرهبة ولم تكن لتنفذ الهجوم، وفي جلسة النطق بالحكم أمرت محاميها بإخبار القاضي أن هذه كانت "كذبة كبيرة" لذلك يمكن أن تسجن على أساس أن نواياها لارتكاب الفعل الإرهابي كانت حاضرة.
وتم القبض على صفية الشيخ في منزلها في 10 أكتوبر بعد أن أعطت رجال الشرطة أكياسًا سرية اعتقدت أنها ستكون مليئة بالمتفجرات، وذكر جزء من لائحة الاتهام أنها قدمت خدمة للآخرين مكنتهم من الحصول على مطبوعات إرهابية أو قراءتها أو الاستماع إليها أو النظر إليها عبر تطبيق تليجرام بقصد تشجيعهم على ارتكاب الهجمات.
وفي وقت اعتقالها ، أخبرت ضابطة شرطة سرية أن لديها 20 إداريًا آخرين يعملون في قناة GreenB1rds وكانت تدير ثماني قنوات أخرى.
وسجنت الشيخ مدى الحياة يوم الجمعة حيث قال القاضي سويني إنها أصبحت "مشغلًا رائدًا" للمجموعات والقنوات عبر الإنترنت لدعم تنظيم داعش الإرهابي، وأضاف: "لقد صنعت بعض المواد بنفسك ، وقمت بتوجيه الآخرين بالمهارات اللازمة لخلق جوانب أخرى منها".
واوضح سويني انه تم تشغيل القنوات بدرجة عالية من السرية والتطبيق الفني بما في ذلك تخزين المحتوى في نسخ احتياطية وإعادة إنشاء القنوات تحت أسماء مختلفة كلما أغلق التطبيق احدها والحفاظ على" قائمة محظورة "لأولئك الذين يشتبه في أنهم جواسيس وإنشاء حساب مزيف باستخدام رسائل البريد الإلكتروني بالإضافة للوعي التام بأن الشرطة قد تتدخل بحذف الرسائل عبر الإنترنت بانتظام.
وأضاف: "هناك أدلة على أن نطاق نفوذ GreenB1rds لم يقتصر على هذا البلد .. ولكن حتى عندما اكتسبت القناة سمعة سيئة على الإنترنت ، ظلت هوية الشيخ سرية".
وقامت صفية الشيخ بنشر رسائلها على تليجرام تحت اسم مستعار وظهرت في نقاط على أنها رجل للوصول إلى القنوات الرئيسية ذات الصلة بقيادات داعش.
وقال بحث نُشر في مجلة Perspectives on Terrorism في فبراير إنه عندما ظهرت أنباء عن اعتقالها وتحدثت عن زميلتها في هولندا كان جنسهن بمثابة الوحي لكثير من المؤيدين.
وناشد أحد مستخدمي تليجرام الرجال ألا "يسمحوا للنساء بإدارة مثل هذه المجموعات الدقيقة" ، والتي عادة ما تكون محفوظة لمؤيدي داعش الذكور.
وتم حذف قناة GreenB1rds منذ ذلك الحين ، لكن الباحث ميلي كرييزيس حذر من أن "دعايتها استمرت ولا تزال يتم مشاركتها على نطاق واسع من قبل المؤيدين والقنوات الموالية لداعش".
وجندت صفية اخريات، حيث انضمت إليها يسرا لمويست وهي امرأة هولندية تبلغ من العمر 31 عامًا إلى داعش في سوريا وتزوجت مقاتلاً، واشترت صفية تذكرة طائرة إلى هولندا في أغسطس الماضي ولكن تم إيقافها بموجب الجدول 7 من قانون الإرهاب قبل أن تتمكن من اللحاق برحلة من مطار لوتون.
وبدأ التحقيق الذي يكشف عن مؤامرة إرهابية خاصة بها بعد أن صادرت الشرطة أجهزتها الإلكترونية وفحصتها.
وقال القائد ريتشارد سميث ، رئيس قيادة مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة: "حددنا خلال تلك العملية أنها لم تكن تقوم فقط بإنشاء ومشاركة مواد إرهابية ولكنها كانت تخطط أيضًا لهجوم على الأراضي البريطانية"، وأضاف انه "من المحادثات مع الضباط السريين والمواد التي تم استردادها من أجهزتها ، كان من الواضح أنها متورطة بشدة في خلق ونشر دعاية إرهابية سامة."
قال الضابط إن تحليل هواتفها وجهاز الكمبيوتر المحمول أظهر مدى عملها الدعائي.
وأضاف سميث انها اعترفت بأنها المشغل الرئيسي لقناة GreenB1rds ، التي تحمل اسمًا كبيرًا لتعكس فكرة أن أرواح الشهداء - علي حد وصفها - تحمل في قلوب الطيور الخضراء، وأخبرت ضابطًا سريًا أن الهدف الرئيسي للقناة هو إلهام الآخرين للقتال وأنها كانت الترتيبات اللازمة لإدارتها بعد أن نفذت خطتها الهجومية الخاصة.
وقال سميث: "كانت تنشر توجيهات حقيرة للقتل الجماعي في جميع أنحاء العالم".
أما بالنسبة لخططها الخاصة فقد صاغت تعهد الولاء لداعش الارهابي على ورقة وكانت تخطط لتصوير مقطع فيديو يتم توزيعه بعد تفجير نفسها.
وقال سميث إن المحققين لم يكتشفوا بالضبط متى أو كيف أصبحت صفية الشيخ التي تتعاطي المخدرات ولديها مشاكل في الصحة العقلية راديكالية.
ووفقا للصحيفة تحولت في الأصل إلى الإسلام في عام 2007 بعد أن أعجبت بلطف عائلة مسلمة محلية.
واستمعت المحكمة إلى أن الشيخ التى قالت أنها بدأت الاستماع إلى الدعاة المتطرفين في عام 2016 وتوقف عن حضور المساجد لتجنب الإبلاغ عن آرائها المتطرفة، وأخبرت الضباط السريين أنها في ذلك الوقت أرادت الانضمام إلى داعش ولكن تم منعها.
وتمت إحالة الشيخ إلى برنامج مكافحة التطرف ثلاث مرات بين أغسطس 2016 وسبتمبر 2017، وقالت شرطة مكافحة الإرهاب إن الضباط قاموا بمحاولات عديدة للتواصل معها وإنها لم تكشف عن أنشطتها على الإنترنت.
وأضاف سميث: "بحلول الوقت الذي بدأنا فيه بالتحقيق معها ، كانت شديدة التعقيد بفكر يعني أنها كانت تدعم الأعمال الإرهابية وحريصة على تشجيعها في جميع أنحاء العالم."
