عادل السنهورى

الصعيد حاجة تانية في "الجمهورية الجديدة"

الخميس، 23 ديسمبر 2021 12:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الصعيد لم يكن بعيدا أبدا.. لكن سنوات التجاهل والإهمال وغياب التنمية والمشروعات القومية الكبرى منذ السبعينات وحتى قبل 7 سنوات – أي طوال 50 عاما – جعلته سجين الإحساس بالبعاد والغربة عن باقي مناطق الوطن.. حاصرته المشاكل والهموم وهاجمته البطالة والفقر والمرض وضيق ذات اليد وفرص العمل لكسب لقمة العيش ولم يتبق من الصعيد الجميل بأهله الطيبين سوى صورة قديمة غير حقيقية لموطن الثأر والعنف والإرهاب والتطرف وضيق الأفق والجهل.

غابت صورة الصعيد الذي أنجب صفوة مصر في السياسة والاقتصاد والأدب والقانون والفن والعلم. الصعيد الذي أنجب الزعيم عبد الناصر ومكرم عبيد والمشير طنطاوي وفخري عبد النور والنبوي المهندس وطه حسين والعقاد ورفاعة الطهطاوي والشيخ المراغي والدكتور سيد طنطاوي وعبد الباسط عبد الصمد وصديق المنشاوي وسمير غانم وجورج سيدهم وعاطف الطيب ونادية لطفي وعمار الشريعي وبليغ حمدي وعبد الرحمن الأبنودي وجمال الغيطاني وأمل دنقل وعبد الرحيم منصور والضمراني وجمال بخيت وفهمي عمر وغيرهم الكثير، غابت هذه الصورة لتحتل مكانها صورة آخري بائسة مرهقة مليئة بعذابات الصعيد وأهله وشكواه من الإهمال حتى تركه أهله وشبابه الى القاهرة أو الى الخارج. الصعيد الذي يمثل ثلثي مساحة مصر لا يسكنه سوى 30% فقط من سكان مصر . تزايدت الهجرات الداخلية منه الى القاهرة وعواصم المحافظات الكبرى أو الى الخارج، نتيجة اهماله وعدم الاستمرار في تنميته والحفاظ على تركيبته السكانية والاجتماعية

الصعيد منذ 2014 وتصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي في تلك الأيام عاد من جديد في قمة أولويات الدولة الجديدة، دولة 30 يونيو وكلنا يتذكر كلمات الرئيس التي كانت تعكس الإحساس العام والاعتراف بما عانى منه الصعيد طوال أكثر من نصف قرن ولم تمتد له يد البناء والتعمير والتنمية... القيادة السياسية الجديدة ودولة يونيو وضعت الصعيد على خريطة التنمية وقضبان البناء والاعمار وإعادة زمن المشروعات القومية الكبرى في كافة المجالات، في الزراعة والصناعة والتعليم والصحة والإسكان والطرق والجسور والتعليم، ومضى قطار التنمية والنهضة من جديد في الصعيد ليواكب الجمهورية الجديدة لمصر

الرئيس بالأمس ومن محافظة أسيوط يفتتح مشروعات عملاقة في مجالات البترول والإسكان والتعليم والتنمية بشكل عام وتضاء محافظات الصعيد الثمانية بمشروعات كبرى ومشروع قومي ضخم هو الأكبر في تاريخ مصر، مشروع حياة كريمة لتطوير الريف المصري والذي يستأثر منه الصعيد بنصيب الأسد، فحجم التكلفة الاستثمارية لتنمية الصعيد تبلغ حوالي تريليون دولار للارتقاء بالصعيد وتوفير الحياة الكريمة اللائقة بأهله.

فما يشهده الصعيد حياة هو طفرة تنموية غير مسبوقة فيكفي القول بأن مبادرة حياة كريمة تستفيد منها محافظة سوهاج بحوالي 1234 مشروعا بتكلفة 45 مليار جنيه يستفيد منه 4 مليون مواطن ومشروعات المنيا بتكلفة 23 مليار جنيه ومشروعات الفيوم بـ 10 مليارات جنيه  

الصعيد أصبح بالفعل "حاجة تانية" في زمن الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس السيسي، ومازال ينتظره الكثير تعويضا عن سنوات البعاد بالإهمال وحتي يعود للصعيد الوجه المشرق ومصدر للطاقة الإيجابية والقوة الناعمة في السياسة والفن والفكر والابداع وليس موطنا للعنف والتخلق والتطرف والإرهاب.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة