محمد الدسوقى رشدى

الحاج جاد الله.. صياد الدبان الإنجليزى وأبو الجدعان

السبت، 01 مايو 2021 09:40 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في دفتر السيرة المصرية حكاية مصرية أصيلة، حضراتكم عارفين طبعا، إن المصريين على مر السنين والعصور، قدموا قصص وروايات فى حب البلد دى والدفاع عنها تنفع تبقى ألف ألف كتاب وألف ألف فيلم، أساطير حقيقة عن مصريين قدموا أرواحهم ودمهم فداء البلد دى دون إنتظار أي مقابل غير 
الشعب ده بطولاته هادية، صامتة، مافيهاش شو، ولا استعراض.. زى مثلا جنودنا وضباطنا اللى فى سينا الواحد فيهم بيقدم دمه وروحه فدا البلد دى  ومش منتظر شكرانية ولا جميلة بالعكس بيشوف ده واجب مقدس  بس مشكلة التاريخ بقى انه بيحب الدوشة، بيحب الصوت العالى والشو والإستعراض عشان يعتمد البطولة، وبينسى اللى ضحوا وقاتلوا فى صمت ..
 
ورقة السيرة المصرية النهاردة فيها قصة عن تضحية مخلصة ، جدعنة ابن بلد غلبان عمل كل حاجة عشان بلده من غير مايستنى تسقيفة ولا نيشان .. 
القصة كلها بدأت فى مصلحة السكة الحديد وقت الإحتلال الإنجليزى لمصر، كان شغال واحد معروف وسط أصحابه بإنه الأسطى أحمد جاد الله، اللى فيما بعد ربنا أكرمه بأداء فريضة الحج فبقى يزعل لو أى حد من الناس قاله يا أسطى .. وبقى اسمه الحاج جاد الله ..  
 
شوف ياعزيزى .. إنت هتشوف العجب فى حكاية الحاج جاد الله ، الراجل كان دمه حر، أسطى سكة حديد بصحيح بيحب البلد ومش طايق الإنجليز ، بس غيظه وغضبه مكتومين فى صدره، مش عارف يعمل ايه .. 
 
المهم حصلت ثورة 19  وطلع الحاج جاد الله فى أول الصفوف  عمل كل حاجة كان ممكن حد يعملها وخلصت موجة الثورة، بس موجة الغضب والحماس جوه روح  الحاج جاد لله مخلصتش، قرر يتمرن على ضرب النار و قال للى حواليه أنا لازم أصيد الدبانة وهى طايرة .. فضل يتمرن ويتمرن لحد مابقى ناشنجى بريمو زى مابيقولوا ،  حريف نشان من وضع السكون وعفريت نشان من وضع الحركة، رصاصته متخيبش وبدأ يشتغل مع حركات المقاومة السرية ضد الإنجليز .. 
 
وبدأ الحج جاد الله يركز اكتر مع الضباط الإنجليز المفتريين  الظلمة .. ده بقى تخصصه .. يسمع فى أى حتة عن ضابط إنجليزى مفترى بيبهدل الناس يروح ينشه رصاصة على طول ويرحم الناس من ظلمه وفى يوم سمع عن ضابط إنجليزى مفترى فى ضاحية الزيتون، بيعذب الأهالى ويسرقهم ويهين كرامة الستات ..
 
وبس ياسيدى ... الحاج جاد الله حطه فى دماغه وقال لازم أريح الناس من شره ، بس المرة دى الرصاص مطلعتش بسهولة .. المرة دى حصلت مشكلة كبيرة .. بس المشكلة اتحولت إلى أسطورة عظيمة من أساطير جدعنة المصريين .
 
الحاج جاد الله بدأ يرسم خطته عشان ينفذ العملية، بس للأسف حصلت حاجة غريبة كانت هتبوظ كل شئ ، ايه اللى حصل؟!، تعالى نبدأ من صباح يوم العملية .. 
 
الحاج جاد الله توكل على الله خد مسدسه فى حضنه وراح على محطة مصر عشان يروح يصطاد الضابط الإنجليزى، فجأة وهو مستنى القطر شاف ضابط انجليزى فى المحطة راكب حصانه وعمال يضرب المتظاهريين المصريين ويهين كرامتهم الدم فار فى عروق الحاج جاد الله وقال أنه لازم يصطاد عمنا الضابط ده قبل مايروح يصطاد الضابط التانى ، طلع مسدسه خد مكانه الصح وبقى فى وضع الإستعداد وناقص ضغطة واحدة على الزناد ، بس فجأة كل شئ اتلخبط ..الحاج جاد الله شاف عسكرى مصرى جه وقف جنب الضابط الإنجليزى وده معناه أن العسكري الغلبان احتمال يتصاب  أو المصريين يضربوا نار على بعض .. وقال فى عقل باله ان العسكرى الغلبان اللى دفعه الجوع يبقى فى المكان ده ويسمع كلام الضابط الإنجليزى مالوش ذنب، فجأة لمعت عنين الحاج جاد الله وكأنه وقف يقول وجدتها وجدتها .
 
 وساب المحطة وراح على بيته، مراته كانت حامل فى شهورها الأخيرة ، استغربت انه مراحش يقتل الضابط الإنجليزى ، حكى لها على اللى حصل فى المحطة ، فهمت على طول ولبست هدومها ونزلت معاه  وكان خطة الحاج جاد الله معتمدة على شئ واحد بس إيمانه بأن كل مصرى جوه روح جدعة وحريصة على مساعدة الضعفاء ..
 
شوف ياعزيزى .. الحاج جاد الله عمل الخطة إنه مراته الحامل هتبق  الطعم اللى هيستخدمه عشان يحمى العسكرى المصرى الغلبان ويصطاد الضابط الإنجليزى  وهو ده اللى حصل بالضبط أول لما الست الحامل دخلت المحطة وعدت من قدام العسكرى الغلبان عملت انها بتقع ودايخة جدعنة العسكرى خليته يتحرك ويروح يسندها ويجيب لها كوباية ميه .. هوب اتحرك العسكرى وفى نفس اللحظة كانت رصاصة مسدس الحاج جاد الله فى طريقها لرأس الضابط الإنجليزى عشان تخلص على حياته فى هدوء ويتحرك الحاج جاد الله عادى جدا يركب القطر علشان يروح يقتل الضابط الإنجليزى بتاع ضاحية الزيتون ومراته الحامل لسه واقفه بتشرب كوباية الميه من ايد العسكرى الجدع اللى هو بيظن انه بيساعدها ، بينما فى الواقع هى ساعدته وأنقذت حياته ..









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة