محمد الدسوقى رشدى

الهرش فى الدماغ والإسعاف وعساكر الإنجليز

الجمعة، 07 مايو 2021 02:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مصر وعلى مر الزمن ما فيش لحظة البلد احتاجت فيها لناسها إلا وكانوا واقفين صف مستعدين يسندوا ويساعدوا بالدم والمال وأى حاجة.. أى حاجة حتى لو كانت دعوة أو لو كان قرش صاغ وفى الحتة دى تحديدا عمنا عبدالرحمن الأبنودى بيقول ايه؟!

بيقول ياسيدى: (لما بتشكى وتقول ولادى نجرى عليها.. مد الايادى ونبوس اديها).. محمد منير غنى الكلام ده فى مسلسل جمهورية زفتى لو تفتكروا.

نرجع لمرجوعنا تانى ..  بين كل وقت للتانى لازم تظهر أصوات تسأل عن التبرعات وتقولك نتبرع لإيه وايه الفايدة .؟ والسؤال حق.. بس فى دفاتر مصر وتاريخها دايما إجابة على كل شيء .

شوف ياعزيزى .. أجمل وأنقى الأشياء فى مصر اتعملت بالتبرعات وأحيانا كانت فكرة التبرع تحديا له دلالة سياسية وشعبية..

يعنى سنة 1901 حصلت حكاية غريبة فى شارع وش البركة اللى هو قريب من الأزبكية، الشارع ده كان فيه بيوت دعارة .. بنات من مختلف الجنسيات وبلطجية وهيصة كبيرة سعادتك وطبعا من وقت للتانى كان لازم تحصل خناقة وطالما فى خناقة يبقى ضحايا وناس سايحة فى دمها، أهل الشارع والشوارع التانية تعبوا من الحكاية دى واشتكوا، طلع شوية يونانيين وطليان واشتروا شوية شاش وقطن ومطهرات وحطوها فى قهوة بلدى عشان تبقى لوازم لإسعاف الجرحى ..

الموضوع تطور، تطور لدرجة أنه غير شكل الشارع ونشاطه وبدل ما كان شارع الباحثين عن المتعة بقى شارع الإسعاف بقى الحتة اللى بيقصدها كل ضحايا الحوادث والخناقات، القهوة اتشقلب حالها زى الشارع ومبقتش تعرف مين طالب حجر معسل ومين طالب شاش تجبيرة ومن هنا بدأت الحكاية واتنقل المقر لدكان فى شارع جامع جركس وبقى أول مقر لجمعية الإسعاف المصرية ..

تخلص الحكاية كده ! .. لأ اتقل على رزقك.. ده العجب كل لسه جاى ..

فجأة ياسيدى انتشرت «الشوطة» وبدأت تنقل المصريين من بيوتهم لمقابرهم و«الشوطة» ياعزيزى هى الوصف العامى المصرى لوباء الكوليرا اللى انتشر فى البلد سنة 1902.. وبدأ بتوع جمعية الإسعاف من المتطوعين يبقى ليهم دور وبدأوا يساعدوا الناس لدرجة أنه بقى اسمهم «بتوع الشوطة» ومن هنا جت العادة بتاعة هرش الراس وقت ظهور بتوع الإسعاف تشاؤما من وجودهم.

مع مرور الوقت بدأت جمعية الإسعاف تكبر ويزيد المتطوعين وتزيد التبرعات.. ويبقى لها فروع فى المحافظات وتعترف بها الحكومة سنة 1908.. وبتبرعات الناس تكبر وتطور لحد ماجت اللحظة الحاسمة فى تاريخ الإسعاف.

واللحظة دى كنت فى ثورة 19 مع كل مظاهرة كان بيقع ضحايا.. مين اللى بينقذ؟! .. بتوع الإسعاف، بتوع الإسعاف كانوا بيبلسوا ايه؟! بيلبسوا خوذة.. ومين كمان بيلبس خوذة؟! .. عساكر الإنجليزى، الناس كان بتتلخبط وبدل ما بتاع الإسعاف يدخل ينقذ مصاب كان بيدخل ينقذ مصاب ويحمى نفسه كمان وبقى فى مواقف كتير مضحكة بسبب الخوذة دى .

 المهم انتهت الثورة وخدت جمعية الإسعاف نوط الجدارة الدهبى  وبقوا سند المصرين وقت الفيضانات والأوبئة والحوادث والمظاهرات وبقى فى كيان كبير اسمه الإسعاف واللى عمل كده هو التبرع والتطوع وده محصلش بس مع الإسعاف لأ حصل مع مشروعات  تانية كتير  زى التبرع لإنشاء أول جامعة مصرية سنة 1908 وحملة اتبرع بقرش لمواجهة الكساد الاقتصادى فى ثلاثينيات القرن الماضى وأسبوع التسليح اللى كان سنة 1955 وانطلق الفنانين وعلى رأسهم الست تحية كاريوكا يلموا تبرعات عشان مساعدة الجيش فى تنويع السلاح ومصادره ووقتها قال جمال عبد الناصر: «إنتى بألف رجل يا تحية».. ومن بعدها حملة دعم الجهود الحربى اللى بدأت بعد النكسة عشان تجمع تبرعات لإعادة تسليح الجيش وشارك فيها كل الناس لدرجة ان ام كلثوم تبرعت بمجوهراتها وأجر حفلاتها عشان تبقى نموذج للجميع وعشان نلاقى نفسنا قدام حدوتة لا تنتهى .. حدوتة بتقول ان مصر بس تشاور وهتلاقى ولادها تحت رجليها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة