الشقيانة.. "أم رحيل" سيدة إسناوية تجمع الخردة على تروسيكل وتعول 5 أفراد

الأحد، 20 يونيو 2021 11:05 ص
الشقيانة.. "أم رحيل" سيدة إسناوية تجمع الخردة على تروسيكل وتعول 5 أفراد أم رحيل سيدة بـ100 راجل
الأقصر – أحمد مرعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بطولات سيدات الصعيد لا تزال حاضرة، ومثال اليوم هى السيدة الإسناوية "زينب مهدى محمد" 34 سنة وشهرتها "أم رحيل"، والتى تعمل يومياً منذ الخامسة فجراً فى قيادة تروسيكل تجمع به الخردة والكانز والبلاستيك من القمامة لبيعها للتجار ومساء فى بيع الأدوات المنزلية التى تصنعها بيديها، لتوفر الرزق وإيجار المنزل لوالديها وطفلتيها.

فى البداية، تقول زينب مهدى، لـ"اليوم السابع، إنها كان لديها 3 بنات وهن كل من "رحيل وسهر وسما"، وجاءت من الإسكندرية بعد طلاقها من زوجها فى 2017، واستقرت فى بيت العائلة،  وكانت تجلب لطفلتها رحيل كل 3 أيام علبة لبن رضاعة بـ125 جنيها، ولكنها لم تتحمل الحياة وفارقتها، وبعد فترة من تواجدها بمنزل أسرتها قررت تربية ابنتيها "سهر وسما" والخروج للعمل.

وأضافت أم رحيل، أنها بعد طلاقها لم تحصل على أى شىء من زوجها حتى مصاريف أولادها لا يرسلها لها، وقررت أن تبدأ من الصفر فى العمل لتربية بناتها والإنفاق على والدها ووالدتها اللذين لا يقدران على العمل، وبدأت فى بيع المكانس والأطباق والصوانى وغيرها فى قرى السباعية والمساوية والقرايا والنمسا، وأهل الخير كانوا يدعمونها ويذهبون حتى منزلها للشراء، ولدى عودتها بعربة كارو كانت تقودها من قبل كانت تجمع من القمامة العلب الكانز الصفيح وغيرها من المواد الصالحة للبيع، وتنتظر حتى مرور الباعة الجائلين لكى يشترونها، كما كانت تعمل فى تنظيف الشقق والمنازل بمدينة إسنا لتحصل على أموال أو بعض المواد الغائية من أصحاب الشقة لكى توفر لأطفالها الأكل والشرب، وخلال تلك الفترة كان يساعدها أهل الخير فى كل الأعياد والمناسبات وغيرها.

وأكدت الأم البطلة، أنها تنفق حالياً على 4 أشخاص وهى تعتبر نفسها أم لأربعة أفراد هما والدها ووالدتها وابنتيها الأطفال، وتخرج من منزلها وهى ترى نفسها رجل فى التعامل مع الجميع حتى تستطيع العودة لهم بالرزق الحلال يومياً، موضحةً أن والدتها داخل المنزل منذ 6 سنوات ومصابة بالزهايمر، ووالدها لديه عربة كارو يؤجرها وتر دخلا أسبوعياً 150 جنيها فقط للحصول على الرزق، فهى تعمل فى قيادة التروسيكل لجمع الخردة من القمامة، وتخرج كل يوم فى الخامسة فجراً لمقلب القمامة فى الجبل وتجمع ما تريد منه لكى تحصل على الرزق الحلال، وتعود بعد ذلك لإطعام طفلتيها ووالدتها ووالدها، ثم تخرج من جديد وتعود للعمل من جديد فى نبش القمامة فى الثانية ظهراً وعلى رأسها تحمل المكانس والأطباق والصوانى لبيعها للسيدات فى القرى المجاورة، وينتهى يومها فى العمل قبل المغرب.

وأوضحت أم رحيل، أنها تعلمت القيادة للتروسيكل من ابن شقيقتها حتى تستطيع كسب الرزق الحلال منه بعد دعمها من إحدى أهل الخير بالتروسيكل، وتخرج به يومياً فى الخامسة فجراً وتجمع كل ما تستطيع من الخردة وتبدء رحلة بيعه للحصول على بعض الجنيهات لتوفير متطلبات المنزل والأفراد الأربعة الذين تأويهم، كما تعود للمنزل ظهراً وتبدء فى تجهيز ما تبيعه بعد الظهيرة من مكانس ومطرح للخبيز البلدى وأطباق وكوبايات وغيرها من الأدوات المنزلية لتكسب فى القطعة من جنيه لجنيهين لتوفر رزق إضافى لأسرتها، حيث إنها تعيش داخل المنزل بإيجار 300 جنيه بعقد لمدة 5 سنوات وتقوم بالعمل المضاعف لتوفير إيجار المنزل وأكل وشرب الأسرة.

وفى نهاية حديثها لـ"اليوم السابع"، قالت أم رحيل إنها تحلم بأن يكون لها بيت بسيط يجمعها وأسرتها الصغيرة بعيداً عن المنزل بالإيجار والذى أغلبه لا يوجد فيه سقف، كما أنهم معرضون للحشرات والدبيب السام، فهى لا تريد العمل فى نبش القمامة طوال عمرها وتحلم بسوبر ماركت صغير يوفر لها الرزق الحلال ولأسرتها، حيث أنها لديها طفلتين وفى الغد القريب ستصحبان فتيات كبار ويتقدم لهما العرسان وهو ترى أن تلك المهنة قد تعيب بناتها وتبعد عنهما الأزواج، وتتمنى أن توفر لهم حياة كريمة فى طفولتهم وتربيهم على التعليم والتربية الأفضل بدلاً من الذهاب معها يومياً لنبش القمامة وجمع الخردة منها.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة