"التحيات لكم يا من حججتم للصعيد.. وتطلعتم إلى الأمجاد فى الوادى السعيد".. هنا عروض الصوت والضوء فى معابد الكرنك.. سحر يصاحب السياح ويغوص بهم فى الحياة المصرية القديمة.. مدير الصوت والضوء: العروض تبدأ 7 مساء

السبت، 19 مارس 2022 07:00 ص

عروض الصوت والضوء فى معابد الكرنك

الأقصر: أحمد مرعى تصوير - حسين طلال

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رحلة خيالية ساحرة تبدأ يومياً فى السابعة مساءاً داخل معابد الكرنك، وهى الرحلة التي تقدم للضيوف الأجانب والمصريين من حول العالم وحول مصر بالمعبد، لتأخذهم فى عالم آخر من السحر والجمال فى عروض "الصوت والضوء"، وما أن تحجز تذكرة عروض الصوت والضوء فى معابد الكرنك، وتدخل للكوبرى الصغير أمام واجهة المعبد الداخلية بعد ساحة الكرنك، تبدء الرحلة الخيالية الساحرة فى اصطحاب الأفواج السياحية إلي عالم آخر مبهج ليدخل الضيف إلي مدينة طيبة العاصمة القديمة، فيتجول السياح بين طرقات عاصمة الحضارة المصرية القديمة العتيقة، وتبدء الأصوات لتسرد التاريخ العظيم لملوك القدماء المصريين والمعابد والتاريخ القديم وسط أجواء مبهجة للجميع، ويتم سرد التاريخ القديم وأسباب تسمية مدينة طيبة بهذا الاسم وقصة الآثار العظيمة داخلها.

وما أن تدخل لقلب المعبد حتى تبدأ العروض بتلك الكلمات: (التحيات لكم يا من حججتم للصعيد.. وتطلعتم إلى الأمجاد في الوادي السعيد.. هاهنا يبتدئ التاريخ والكون وليد.. ها هنا تجلت القدرة المقدسة التي فرقت بين الماء واليابسة.. وأبدعت الكون في بضعة أيام.. فاستشعروا الرهبة في الواجهة فذاك مثوى سيد الآلهة).

وفى هذا الصدد يقول الدكتور حاتم الصغير مدير عام منطقة الصوت والضوء بالكرنك، أن مشروع الصوت والضوء بدأ فى عام 1961م علي يد ثروت عكاشة وزير الثقافة في عهد جمال عبد الناصر وذلك فى منطقة الهرم، وعقب ذلك تم تعميم المشروع المميز فى باقي الأماكن الأثرية حول مصر وتم افتتاحه فى معابد الكرنك يوم 19 ديسمبر 1972 على يد الدكتور محمد عبد القادر حاتم وزير الثقافة فى عهد الرئيس أنور السادات.

ويضيف الدكتور حاتم الصغير لـ "اليوم السابع"، أن الصوت والضوء كان في بداية الأمر عبارة عن كبائن فى الكرنك وفى عام 1976 بدأ العمل فى تطوير المشروع بنظام الشريط الذي يوجد عليه كونترول الصوت والضوء وكانت الشركة المنفذة دائما تقوم بتطوير المشروع بما يتواكب مع تقنيات العصر الحديث، ففي عام 1994 قامت الشركة بتطوير المشروع بالكرنك مرة اخرى واستغرق العمل وقتها 8 شهور مع مراعاة أن العروض لم تتعطل يوماً واحداً وتم العمل بالتكنولوجيا الرقمية الحديثة.

وأكد مدير عام منطقة الصوت والضوء بالكرنك، أن ظلت العروض بالهرم والكرنك وغيرهما من الأماكن محطة رئيسية لشخصيات عامة مصرية وعربية ودولية، حيث أنها جذب عدد من الأفلام السنيمائية وأبرزها فيمل اللعب مع الكبار فى عام 1991، حيث كان فى هذا العمل مشهدا شهيرا للزعيم يجسده جزء من عرض الصوت والضوء ويقول فيه: «أنا الحارس الأمين بين يدي مولاه ساهرا عليه.. قريبا منه.. فانيًا فى ذاته.. حتى لقد أضفى على وجهي سماته وقسماته.. أنا صاحب فرعون.. بل إني أنا فرعون.. عبدني الناس منذ فجر الدهور واختلفت أسمائي لاختلاف العصور».

وعن مواعيد العمل فى عروض الصوت والضوء بالكرنك، يقول الدكتور حاتم الصغير مدير المنطقة، أنه فى يوم السبت يتم فى تمام السابعة مساءاً تقديم عروض بكل اللغات وفى الثامنة مساءاً عروض باللغة العربية، أما يوم الأحد فتقدم عروض السابعة مساءاً بكل اللغات وفى الثامنة مساءاً عروض بكل اللغات، وفى أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس والجمعة تقدم عروض بكل اللغات فى السابعة مساءاً، وفى الثامنة مساءاً عروض أخرى بكل اللغات.

وفى نفس السياق يقول الطيب غريب مدير بمعابد الكرنك، أن عروض الصوت والضوء لها سحر خاص فى قلوب الضيوف من حول مصر وحول العالم، حيث جذبت العروض على مر السنوات الماضية رئيس الصين الشعبية الحالي، ورؤساء فرنسا وعلى رأسهم نيكولا ساركوزى وزوجته أكثر من مرة، والرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان فى السبعينات، وكذلك رئيس وزراء بريطانيا الأسبق تونى بلير، ومن أبرز نجوم الفن حول العالم بطل أفلام جيمس بوند النجم العالمي روجر مور وعدد كبير من نجوم الفن حول العالم، وعلى جانب الفن فى مصر فقد جذب عروض الصوت والضوء بالكرنك جميع نجوم الفن خلال زياراتهم الدورية لتصوير المشاهد أو الزيارات السياحية بالأقصر.

ويضيف الطيب غريب لـ "اليوم السابع"، أنه تم افتتاح الصوت والضوء عام 1961 فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتعود فكرة هذه العروض إلى الدكتور ثروت عكاشة، أول وزير ثقافة فى مصر، وفى كتاب خاص بالمشروع بعنوان «أضيئت المعابد فتكلم ملوك الفراعنة»، وبقلم عبدالتواب يوسف، والذى صدر بمناسبة مرور 50 عامًا على خروج أول عرض للنور.

وفى كتاب «أضيئت المعابد فتكلم ملوك الفراعنة»، يكشف الكاتب كيف فكر ثروت عكاشة فى إنشاء تلك العروض قائلاً: «أراد أن يرد الجميل إلى الأجداد ورأى أن يترجم كلمة شكرًا إلى عمل وبأن يسلط على هذه الآثار ملايين الشموع الصادرة من مصابيح كشافات ذات أضواء ملونة.. ومعبرة عن تاريخ وأحداث.. بل إنه جعلها تتكلم إلى كل شعوب الأرض وتحكى عما جرى فى زمانها القديم»، مضيفًا: «وجاء زعماء ورؤساء العالم برفقة جمال عبد الناصر يستمعون إلى أبو الهول يحدثهم بكل اللغات الأجنبية ويستمعون إلى ملوك مصر القدماء خوفو وخفرع ومنقرع».

وظلت العروض بالهرم والكرنك وغيرهما من الأماكن محطة رئيسية لشخصيات عامة مصرية وعربية ودولية حتى أن الأعمال الفنية استعانت بها فى كثير من الأحيان سواء على الصعيد المحلى أو العالمي، وأحد أبرز تلك الأعمال فيلم اللعب مع الكبار تم عرضه فى يونيو 1991 بطولة عادل إمام وحسين فهمي ومحمود الجندي، وكان فى هذا العمل مشهدا شهيرا للزعيم يجسده جزء من عرض الصوت والضوء ويقول فيه: «أنا الحارس الأمين بين يدي مولاه ساهرا عليه.. قريبا منه.. فانيًا فى ذاته.. حتى لقد أضفى على وجهي سماته وقسماته.. أنا صاحب فرعون.. بل إني أنا فرعون.. عبدني الناس منذ فجر الدهور واختلفت أسمائي لاختلاف العصور»، ثم بعد ذلك يقول جملته الشهيرة أنا اتسرقت يا على، وذلك إسقاط على بعض الأمور السياسية فى البلد آنذاك.

استمتاع-السياح-بعروض-الصوت-والضوء