خطفت قلوب الناس بإصرارها.. "أم على" تكافح بابتسامة رضى من أجل أبنائها الخمسة.. تحملت المسؤولية بالعمل فى مهن شاقة لتوفر لأسرتها حياة كريمة.. وفى رمضان تبهج أهالى المنصورة بالقطايف والرقاق والكنافة البلدى.. صور

الأربعاء، 13 أبريل 2022 11:30 ص
خطفت قلوب الناس بإصرارها.. "أم على" تكافح بابتسامة رضى من أجل أبنائها الخمسة.. تحملت المسؤولية بالعمل فى مهن شاقة لتوفر لأسرتها حياة كريمة.. وفى رمضان تبهج أهالى المنصورة بالقطايف والرقاق والكنافة البلدى.. صور ملكة الكنافة البلدى فى محافظة الدقهلية
الدقهلية – مرام محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بمجرد أن تطأ قدمك شارع أشرف مرجان بمدينة المنصورة، ستقع عيناك على سيدة جميلة، يملؤها الحب والأمل، وتسكنها المودة بروح لا تعرف الاستسلام، يفوح أريجها الساحر بعبق الماضى الجميل، ونورا ينير دروبنا وتتجلى منه تباشير الربيع، توقظ بدفئ روحها السعادة من سباتها وتزهر الحياة ببهجتها، إنها ملكة الكنافة البلدى فى محافظة الدقهلية نور الصباح محمد صاحبة الـ53 عاما، التى لا تكاد تتوقف عن الكفاح والعمل بتحد وعزيمة وصبر منذ أكثر من أربعين عاما؛ لتوفر لأبنائها الخمسة حياة كريمة.

"نور الصباح".. أم عظيمة لخمسة أبناء، عانت فى الحياة منذ شبابها فى سبيل تربيتهم وتحمل مسؤوليتهم، لم تستسلم للظروف بعد وفاة زوجها، وعلى قدر شدة ألم الفراق أصرت على البقاء ومواجهة الحياة وحدها بكل قوة وعزم وشجاعة، منتقلة من مهنة لأخرى، تكافح جاهدة فى سبيل الحفاظ على أسرتها التى نذرت حياتها لأجلهم وسعادتهم، وفى ظل ما تعانيه من تعب ومشقة يومية، خطفت الأنظار بنجاحها وتميزها فى صناعة أشهى قطايف وكنافة بلدي، المهنة التى تعلمتها واحترفتها منذ 15 عاما، لتبهج بها الأهالى فى الشهر الكريم.

أشهر صانعة كنافة بلدي في المنصورة

أشهر صانعة كنافة بلدي في المنصورة

وفى هذا الصدد، قالت أم علي، لـ"اليوم السابع"، إنها اعتادت على الوقوف مع أبنائها فى محل صغير بشارع أشرف مرجان بمدينة المنصورة، لصناعة القطايف والكنافة اليدوى على الفرن البلدى الصاج، لتفرح أبناء وأهالى المنصورة فى الشهر الكريم الذين ينتظرون الكنافة البلدى التى تعدها بشغف عاما تلو الآخر.

أم علي تبهج أهالي المنصورة في ليالي الشهر الكريم

أم علي تبهج أهالي المنصورة في ليالي الشهر الكريم

وتابعت أنها كافحت واعتمدت على ذاتها منذ طفولتها بحثا عن الرزق الحلال، فعملت منذ أن كانت فى الـ11 من عمرها فى مخبز لأكثر من عشرين عاما، حتى تعرفت على زوجها الذى واصلت معه مسيرة كفاحها فى فرن عيش صغير، كانت خلالها تذهب للفرن بمفردها يوميا منذ الساعة الثانية بعد منتصف الليل، تجهز وتعد عجينة المخبوزات لساعات طويلة مع العمال بكل عزة وشموخ، ملبية نداء الأمومة بصبر وعزم وأمل، مشيرة إلى أنها لم تعرف الراحة يوما، ففى ظل عملها فى فرن العيش كانت تقوم ببيع الدواجن والخضر؛ لتؤمن لأبنائها مستقبل أفضل.

أم علي وأبناؤها

أم علي وأبناؤها

وأضافت أن بعد مرور خمس سنوات من عملهم فى فرن العيش، توفى زوجها أمام عينها بعد إصابته بجلطة فى القلب، حيث واصلت مسيرة كفاحها لتعلم أبنائها بعد أن أصبحت بالنسبة لهم الأم والأب، مشيرة إلى أنها تعرضت إلى حادث سير منعها من مواصلة العمل فى فرن العيش، فاضطرت لشراء فرن صغير تشوى من خلاله الأسماك فى شارعها، إلى جانب بيع الدواجن والخضار أمام منزلها وإعداد القطايق والكنافة البلدي؛ لتعين أبنائها على أعباء الحياة.

أم علي.. صانعة البهجة في الشهر الكريم

أم علي.. صانعة البهجة في الشهر الكريم

وأوضحت أن انبهارها وإعجابها بأحد صناع الكنافة البلدى وهو يعد الكنافة على الفرن الطوب اللبن، دفعها لأن تتعلم الصنعة وتحترفها، وتعلمها لأبنائها "علي" و"هبة" و"سليم"، ليساعدونها فى إعداد جميع الحلويات الرمضانية طوال أيام العام، مشيرة إلى أنها نجحت فى شهر واحد أن تتميز فى صناعة القطايف والرقاق والكنافة البلدى وتحقق نجاحا باهرا وشهرة واسعة فى المنصورة، وتصنع لنفسها اسمها مميزا وبارزا فى صناعة الكنافة بمحافظة الدقهلية والمحافظات المجاورة.

سليم يبدع في صناعة الكنافة بجانب والدته

سليم يبدع في صناعة الكنافة بجانب والدته

وأشارت إلى أن الكنافة البلدى لها زبائنها الذين ينتظرونها عاما تلو الآخر، حيث تعتبر الكنافة البلدى أصل صناعة الكنافة، يتم تحضيرها بخلط الماء والدقيق فقط، وصناعتها يدويا باستخدام الفرن البلدى الذى يحافظ على قوامها، ويضفى عليها المذاق الشهى والرائحة الذكية، بينما الكنافة الآلى يتم تحضيرها آليا باستخدام الماكينات الحديثة، التى تقضى على قوام ومذاق ورائحة الكنافة، وتفقدها قيمتها وجودتها ومذاقها، مؤكدة على أن الأهالى لا يزالون يفضلون شراء الكنافة البلدى التى تظل طبق الحلويات الأساسى لدى الصائمين على مائدة الإفطار وعند السحور، حيث تذكرهم بأيام الزمن الجميل وتشعرهم ببهجة الشهر الكريم... قائلة: "مفيش أحلى وأجمل من الكنافة البلدى.. كنافة متخدم عليها.. واللى يدوق طعمها ميقدرش يستغنى عنها".

وعبرت "أم علي"، عن سعادتها وفخرها بعملها وكفاحها فى أكثر من مهنة فى سبيل راحة وإسعاد أبنائها، فضلا عن مساهمتها فى إسعاد الأطفال والأهالى فى ليالى الشهر الكريم، مؤكدة على أنها ستظل تكافح وتعمل لآخر نفس فى حياتها، قائلة: "مبحبش الهزيمة، لو حطيت أى حاجة فى دماغى بعملها.. طالما مبعملش حاجة غلط.. مبتكسفش من شغلى وبكافح وربنا بيوقف جمبى وبنجح".

 
 
صانعة الكنافة البلدي وأبناؤها هبة وسليم
صانعة الكنافة البلدي وأبناؤها هبة وسليم

 

صناعة الكنافة البلدي في ليالي رمضان
صناعة الكنافة البلدي في ليالي رمضان

 

صناعة الكنافة البلدي في مدينة المنصورة
صناعة الكنافة البلدي في مدينة المنصورة

 

ملكة الكنافة البلدي في الدقهلية
ملكة الكنافة البلدي في الدقهلية

 

ملكة صناعة الكنافة البلدي في الدقهلية
ملكة صناعة الكنافة البلدي في الدقهلية

 

هبة تبدع في صناعة الكنافة البلدي
هبة تبدع في صناعة الكنافة البلدي

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة