علم الرجال.. "الترمذى" الأعمى الذى وهب بصره من أجل جمع أحاديث النبى

الإثنين، 04 أبريل 2022 09:30 م
علم الرجال.. "الترمذى" الأعمى الذى وهب بصره من أجل جمع أحاديث النبى الترمذى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعتبر الترمذي من أعلام الحديث النبوي الشريف وصاحب أحد كتب الحديث الستة المشهورة، بكتابه المعروف بـ"سنن الترمذي"، كما له عدة مصنفات مثل “الشمائل” و"أسماء الصحابة". 
 
وقد عاش الترمذي في عصر إزدهار علم الحديث، وهو وأول من تحدث في علم “الفقه المقارن”. تلقى الترمذي العلم عن بعض شيوخ البخاري ومسلم، ومن شيوخ لم يلتقوا بهم أيضا، وكان البخاري أحد ابرز شيوخه، فروي أنه بكى كثيرًا لما توفى الإمام البخاري. ارتحل كثيرا لطلب العلم وسماع الحديث، فيقول عنه الحافظ المزي: طاف البلاد، وسمع خلقا كثيرا من الخراسانيين والعراقيين والحجازيين وغيرهم، وعلى الرغم من أن الترمذي لم يذهب إلى مصر والشام، إلا أنه روى عن علماءهم بالوساطة، وقيل أيضا أنه لم يدخل بغداد ويرجع ذلك إلى اضطراب الأحوال وانتشار الفتن. 
 
وتقول بعض المصادر أن الترمذي ولد ضريرا، وتقول أخرى أنه أصيب بالعمى وهو طفل، فيما يقول طرف ثالث أن الترمذي أصيب بفقدان البصر في آخر عمره حسبما أورد البغدادي وابن كثير الذي قال: والذي يظهر من حال الترمذي أنه إنما طرأ عليه العمى بعد أن رحل وسمع وكتب وذاكر وصنف. ومن دلالات ذلك ما ورد في القصة التي تدل على سعة حفظه، حيث كان ينظر إلى ورقة بيضاء.
 
تفقه الترمذي على شيخ الحديث الإمام البخاري، الذي عاصره، وبذل في جمع الأحاديث عن المحدثين، وعمل على تصنيف كتابه "سنن الترمذي".
 
وقد بلغ مبلغاً يذكره التاريخ في الإتقان في عمله، كذلك ضرب به المثل في الحفظ، ويعلم أن علم الأحاديث كان يتطلب هذه المهارة التي نجدها عند جل علماء الحديث وهم يتنقلون بين البلدان في مهام لم تكن بالسهلة في زمن كانت الحياة فيه ليست كاليوم.
 
وقيل إنه لما مات البخاري صار هو العالم في خراسان الذي يشار إليه، ويروى أنه بكى كثيراً على موت البخاري، وقد توفى البخاري في 870م قبل وفاة الترمذي بـ22 سنة،  ويروى الترمذي نفسه أن الإمام البخاري قال له وقد تفقه عنه: "ما انتفعتُ بك أكثر مما انتفعت".
 
ويبلغ عدد أحاديث كتاب "الترمذى" 3956 حديثاً، وتضمن الحديث مصنفاً على الأبواب، والفقه، وعلل الحديث، ويشتمل على بيان الصحيح من السقيم وما بينهما من المراتب.
 
كذلك اشتمل على الأسماء والكنى، وعلى التعديل والتجريح، ومن أدرك النبي ومن لم يدركه ممن أسند عنه في كتابه، وذكر من روى ذلك.
 
وقد رحل الترمذي عن العالم ضريراً، حيث أصيب بالعمى في مرحلة متقدمة من عمره، جراء حب العلم والقراءة والكتابة المتواصلة، وقد رحل في 13 رجب 279هـ، في البلدة نفسها التي ولد بها ترمذ.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة