سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 5 أكتوبر 1973.. الفريق أحمد إسماعيل وكبار القادة يقسمون على القرآن.. والفريق الشاذلى يأمر بنداء: «الله أكبر» قبل ساعات من بدء الحرب

الخميس، 05 أكتوبر 2023 02:28 م
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 5 أكتوبر 1973.. الفريق أحمد إسماعيل وكبار القادة يقسمون على القرآن.. والفريق الشاذلى يأمر بنداء: «الله أكبر» قبل ساعات من بدء الحرب   الفريق أحمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بينما كان الرئيس أنور السادات يدخل إلى فراش النوم فى الساعة الرابعة صباح مثل هذا اليوم «5 أكتوبر 1973»، كان يتم إيقاظ وزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان من نومه للاجتماع بالجنرال «اليعازر» رئيس الأركان، وفقا لتقرير «أجرانات» الذى أعدته إسرائيل حول حرب أكتوبر 1973، ويعتمد الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل عليه فى كتابه «الطريق إلى رمضان» لمعرفة ما جرى من القيادة الإسرائيلية قبل وأثناء حرب أكتوبر، مضيفا: «قرر ديان واليعازر أن يتوجها إلى منزل جولدا مائير رئيسة الوزراء، وطلبا من الجنرال «زئيرا» نائب رئيس المخابرات أن يصحبهما»، وجاء هذا التحرك بعد أن تلقوا سيلا متزايدا عن تحركات القوات المصرية.

قدم ديان واليعازر وزئيرا صورة عن الموقف إلى «مائير»، وقال «اليعازر» إنه قد يضطر إلى وضع القوات المسلحة فى حالة تأهب قصوى، وقال إنه سيحشد المدرعات على الجبهتين «المصرية والسورية»، ودعت «مائير» أعضاء وزارتها الكبار إلى اجتماع يعقد عند الظهر، وحضره بارليف وديان وحزانى وبيريز وجاليلى ورئيس الأركان ونائب مدير المخابرات الذى كان تقديره «أننا لا نواجه حربا شاملة»، وأيده فى ذلك اليعازر، واتفقوا على عدم إصدار أمر بالتعبئة العامة.

وفيما كان الوضع فى إسرائيل لا يتجه يوم 5 أكتوبر إلى الأخذ بأن مصر وسوريا ستبدآن حربهما بعد ساعات، ساد نفس المنطق لدى الإدارة الأمريكية وحكومات لندن وباريس، ووفقا لهيكل «فى «الطريق إلى رمضان»، كان الدكتور محمد حسن الزيات وزير الخارجية فى نيويورك على موعد مع وزراء الخارجية، الأمريكى كيسنجر، والبريطانى دوجلاس هوم، والفرنسى جوبير، وفى اللقاءات اختلطت لغة الاستعلاء بالإهمال من الوزراء الثلاثة للمطالب العربية المشروعة فى مقابل انحياز واضح لإسرائيل.

قال كيسنجر، إنه لم يبدأ بعد فى قراءة «دوسيه» الشرق الأوسط، ويأمل فى إلقاء نظرة عليه قبل نهاية السنة، وتأسف «جوبير» لأن مصر مستمرة فى إثارة المشكلة نفسها فى الأمم المتحدة عاما بعد عام، وأنه لا أمل فى التغيير ما لم يفعل المصريون أنفسهم شيئا، ولم ير «هيوم» أى عامل جديد فى الموقف، ونصح بالتفاوض مع الإسرائيليين بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية.

يؤكد هيكل، أن «الزيات» شعر بالانقباض فى أعقاب هذه المحادثات، ونسى أنه مدعو فى ذلك المساء «5 أكتوبر» إلى حضور حفلة فى بيت الدكتور عصمت عبدالمجيد مندوب مصر الدائم فى الأمم المتحدة أقامها تكريما له، وذهب إلى الحفل بعد اتصال تليفونى يذكره به، وفيها قال لعصمت عبدالمجيد: «لا أستطيع أن أعرف ما تحتفل به الليلة، إلا أن يكون عيد الغفران» .

وفيما كان الموقف الدولى على هذا التراخى، كان الوضع فى مصر يكتمل عسكريا وفى انتظار الحرب، وحسب هيكل: «فى المركز رقم 10 حدث بعد ظهر يوم الجمعة مشهد مؤثر بدأه الفريق أول أحمد إسماعيل وزير الحربية بحضور الرئيس السادات، فقد طلب من جميع الحاضرين أن يقسموا على القرآن الكريم، وكانت صيغة القسم: «نقسم بالله العظيم على هذا القرآن أن يبذل كل منا ما فى وسعه حتى النفس الأخير لننجز المهمة الملقاة على عاتقنا».

وفى الصباح «5 أكتوبر» تحرك الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب الجيش، بنفسه لكى يتأكد من أن كل شىء يسير على ما يرام، ويكشف فى مذكراته «حرب أكتوبر»: «دخلت على اللواء عبدالمنعم واصل قائد الجيش الثالث فى مركز قيادته فوجدته يراجع الكلمة التى سيلقيها على جنوده عند بدء القتال، فعرضها علىّ وطلب رأيى فيها، قلت له: «إنها ممتازة ولكنى لا أتصور أن أحدا سيسمعها، إن هدير المدافع والرشاشات وتساقط القتلى والجرحى لن يسمح لأحد بأن يستمع أو ينصت لأحد فما بال بهذه الخطبة الطويلة».

يضيف الشاذلى: «لمعت فى ذهنى فكرة بعثها الله تعالى لتوها ولحظتها إن أفضل شىء يمكن أن يبعث الهمم فى النفوس هو نداء الله أكبر، لماذا لا نقوم بتوزيع مكبرات للصوت على طول الجبهة وننادى فيها «الله أكبر، الله أكبر» سوف يردد الجنود بطريقة آلية هذا النداء وسوف تشتعل الجبهة كلها به؟، إن هذه هى أقصر خطبة وأقواها».

يؤكد الشاذلى، أن الفريق «واصل» وافق على اقتراحه، لكنه أخبره بأنه ليس لديه العدد الكافى من مكبرات الصوت لتغطية مواجهة الجيش الثالث، فأمر الشاذلى بتوفير 50 مكبرا للجيشين الثانى والثالث.

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة