عادل السنهورى

هل تريد أمريكا السلام فى المنطقة والعالم؟

الأربعاء، 27 ديسمبر 2023 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

على الرغم من الإقرار بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية للعالم اقتصاديا وعسكريا، وبزوغها كقوة عظمى عقب الحرب العالمية الثانية وتشكيل عالم جديد تقوده واشنطن، كان من المفترض أن تكبل "القيادة الأمريكية" للعالم بقيود أخلاقية وإنسانية وبنشر قيم السلام فى العالم.

لكن واقع الأمر أن واشنطن فشلت فى التزامات ومقتضيات الدولة القائدة فى إرساء الأمن والسلام والاستقرار فى مناطق العالم بما فيها منطقة الشرق الأوسط، وأينما كانت هناك حرب فى العالم، دائما ما تكون واشنطن حاضرة بقوة حتى ولو لم تشارك بصورة مباشرة فى الحرب، فأسلحتها ودعمها وانحيازها موجود وبقوة وفقا لمصالحها ومصالح الدول المنحازة عليها.

من فيتنام إلى صربيا إلى العراق إلى دول أمريكا اللاتينية إلى الصومال وأفغانستان وأوكرانيا وحتى فلسطين، فشلت واشنطن فى القيادة ونجحت فى إشعال الحروب والدمار تحت تأثير "المجمع الصناعى العسكرى الأمريكى"، الذى قاد القرار السياسى لتشغيل مصانع السلاح وجنى مزيد من الأموال الضخمة، وهذا المجمع هو المحرك الحقيقى والأساسى للقرار السياسى الأمريكي.

ولا ينخدع أحد فى مدنية الدولة الأمريكية التى "تعطيك من طرف اللسان حلاوة وتروغ منك كما يروغ الثعلب"، كما قال الشاعر العباسى صالح بن عبد القدوس، فالأساس هو تحريك وتشغيل المجمع الصناعى، وبالتالى لا بد من إيجاد التوترات والاضطرابات والحروب حول العالم.

والنتيجة خراب وتدمير وتفتيت الدول واستنزاف مواردها والمهم هو الإبقاء على الصناعة العسكرية الأمريكية مزدهرة ومنتعشة فى تجارتها، فحسب الأرقام المعلنة فالولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية أصبحت أكبر دولة مصدرة للسلاح فى العالم، وتمثل صادراتها من الأسلحة أكثر من ثلث إجمالى صادرات الأسلحة فى العالم.

ووفقا لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام، فى الفترة من 2017 إلى 2021، انخفض حجم تجارة الأسلحة العالمية بنسبة 4.6% مقارنة بالسنوات الخمس السابقة، لكن المبيعات العسكرية الخارجية للولايات المتحدة ارتفعت بنسبة 14% خلال نفس الفترة، وارتفعت حصتها العالمية من 32% إلى 39%.

وحسب مجلة "بريكينج ديفينس" فتكشف بأن مبيعات الأسلحة الأمريكية للخارج بلغت فى العام المالى الماضى 2022 نحو 53 مليار دولار، بزيادة نسبتها تقترب من 40%، مقارنة بالعام المالى 2021 حيث سجلت 34.8 مليار دولار.

فى أزمة العدوان الإسرائيلى الهمجى على غزة تسببت واشنطن فى هز ثقة العالم فى منظماته الدولية، سواء مجلس الأمن أو الأمم المتحدة بمنظماتها المتعددة، وانحازت واشنطن بكل قوة إلى الهمجية الصهيونية والجريمة الإنسانية التى ترتكبها فى غزة باستخدام الفيتو حوالى 3 مرات ضد وقف العدوان العسكرى على الشعب الفلسطيني، فى الوقت الذى تصرح فيه الإدارة الأمريكية بحرصها على السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، ومناشدة إسرائيل بالحرص على حياة الأبرياء وهى تدك قطاع غزة وتدمر كل شىء فيه!

ففى الوقت الذى ما زالت فيه الإدارة الأمريكية ممثلة فى الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس تصرح بضرورة الحفاظ على حياة المدنيين فى غزة واعترافها ببشاعة الصور والتدمير وحجم الضحايا، تكشف التقارير الصحفية فى واشنطن وفى إسرائيل عن أنه منذ بداية الحرب، وصلت 230 طائرة و20 سفينة شحن أمريكية، تحمل مساعدات عسكرية إلى إسرائيل وفتحت الولايات المتحدة جسرا جويا لنقل الأسلحة إلى إسرائيل، منذ بدء عملياتها العسكرية على قطاع غزة.

وبينت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن الجسر الجوى الأمريكى سلم إسرائيل أكثر من 10 آلاف طن من الأسلحة والمعدات العسكرية، وتقول وزارة الدفاع الاسرائيلية، إنها قامت بمشتريات إضافية بقيمة 40 مليار شيكل (حوالى 2.8 مليار دولار) من الولايات المتحدة.

وشملت المعدات العسكرية التى حصلت إسرائيل عليها منذ 7 أكتوبر مركبات مدرعة وأسلحة ومعدات حماية شخصية وذخيرة وإمدادات طبية وغيرها.

هذه هى الولايات المتحدة الأمريكية قائدة العالم الحر وراعية السلام والتى ما زلنا نثق فيها ونراهن عليها فى إرساء السلام.. المسألة واضحة لكن بعضا منا لا يريد تصديق الحقيقة رغم وضوحها وضوح شمس يوليو.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة