أسلحة مصر لإفشال مخطط "التهجير القسرى".. القاهرة استخدمت أدواتها الدبلوماسية لإقرار هدنة فى القطاع.. سلبت إسرائيل مبررات تهجير أهالى غزة.. حشدت تأييد دولى رافض للسيناريو.. ولديها الكثير فى جعبتها لردع تل أبيب

الأربعاء، 06 ديسمبر 2023 04:00 م
أسلحة مصر لإفشال مخطط "التهجير القسرى".. القاهرة استخدمت أدواتها الدبلوماسية لإقرار هدنة فى القطاع.. سلبت إسرائيل مبررات تهجير أهالى غزة.. حشدت تأييد دولى رافض للسيناريو.. ولديها الكثير فى جعبتها لردع تل أبيب مشاهد من الحرب فى القطاع
كتبت: إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تقف مصر بالمرصاد للمحاولات الإسرائيلية المستمرة لتهجير سكان غزة نحو سيناء، ورغم التحذيرات الدولية إلا أن الاحتلال الإسرائيلى يسعى لتمرير السيناريو بوسائل عديدة، بدأت تتكشف سيناريوهاتها بعد أن بدأ عملياته العسكرية فى الجنوب، حيث يشهد جنوب قطاع غزة معارك دامية بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بعد وسعت الأخيرة من حربها فى القطاع، وأجبرت السكان على النزوج نحو رفح الفلسطينية.

 

تنفذه إسرائيل سيناريو الأرض المحروقة شمال وجنوب القطاع، حيث تواصل قصفه اضافة إلى حصار مطبق وقطع كل سبل وأشكال الحياة شمال القطاع، وقصف المنازل وقطع المياه والكهرباء والاتصالات، لضمان عدم عودة سكان القطاع إليه حتى بعد انتهاء هذه الحرب.

 

هذا السيناريو الذى يقابل برفض دولى، تقف مصر فى مواجهته بالمرصاد وتواجهه بكافة أسلحتها السياسية والدبلوماسية، ومنذ الوهلة الأولى للترويج لـ مؤامرة تهجير الفلسطينيين، كشفت القيادة الرشيدة فى مصر هذه "المؤامرة الصهيونية" وتصدت لها شعبا وقيادة سياسية، من خلال التعبير عن الرفض التام للفكرة مع رؤساء ووفد اوروبية ترددت على القاهرة الأسابيع الأخيرة، الأمر الذى أجبر دعاة الفكرة والمنادين بها للصمت والتراجع عن مجرد تناولها أو التفكير بها.

 

أدوات عديدة كانت فى الجعبة المصرية لإجهاض المخطط الإسرائيلى، فى مقدمتها دبلوماسية الوساطة المصرية التاريخية، للتهدأة وعدوة الإستقرار للقطاع وبالتالى سلب من إسرائيل مبررات تهجير السكان، كما وضعت القاهرة الخطوط الحمراء أمام غطرسة وتبجح صريح للاحتلال الإسرائيلى فى التخطيط لتوسيع دائرة الصراع الاقليمية، ودفع مصر نحوها، من بين هذه الأدوات هى الاستحواذ واكتساب تأييد دولى عريض رافض للمخطط.

 

وعبر قمة القاهرة للسلام 2023، والتى استضافتها مصر فى 21 اكتوبر الماضى، بمشاركة دولية واسعة استجابة لدعوة الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسى، وحظى هذا المحفل الدولى بأهمية بالغة فى توقيت شديد الحساسية تمكنت مصر من حشد دولى كبير يرفض المخطط الإسرائيلى، على نحو ما جاء فى مخرجاته من إجماع عربى ودولى يرفض نهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتصفية القضية الفلسطينية، بل وكشفت أهداف أمام حشد دولى كبير رغبة إسرائيلية فى تصفية القضية الفلسطينية.

 

كما نجحت مصر فى أن تشع أمام كيان الاحتلال الإسرائيلى خارضة طريق تعيد القضية للمشار السياسى، بديلا قانونيا عن مخطط التهجير، تستهدف فى احدى مراحلها، البدء العاجل، فى مفاوضاتٍ لإحياء عملية السلام، وصولًا لأعمال حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، التى تعيش جنبًا إلى جنب، مع إسرائيل، على أساس مقررات الشرعية الدولى،. مع العمل بجدية على تدعيم السلطة الوطنية الفلسطينية الشرعية، للاضطلاع بمهامها، بشكل كامل، فى الأراضى الفلسطينية".

 

وجاءت القمة الاسلامية العربية المشتركة فى الرياض لتؤكد الموقف العربى الاسلامى الموحد، الرافض لسياسة تهجير الفلسطينيين من غزة، باعتبار التهجير " خط أحمر"، ونجحت فى ايجاد اصطفاف عربى اسلامى مؤيد للموقف المصرى ومتفهم للحفاظ على الأمن القومى المصرى. وخلا أكثر من مناسةب وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسى، مرارًا على أن مصر لم ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار، مؤكدًا أن مصر أيضا لن تتهاون فى حماية أمنها القومي.

 

وجاءت قرارات قمة الرياض وأكدت فى بندها الرابع عشر، على إدانة تهجير حوالى مليون ونصف فلسطينى من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، باعتبار ذلك جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف الرابعة للعام 1949وملحقها للعام، 1977، فضلا عن الرفض الكامل والمطلق والتصدى الجماعى إلى أية محاولات للنقل الجبرى الفردى أو الجماعى أو التهجير القسرى أو النفى أو الترحيل للشعب الفلسطينى، سواء داخل قطاع غزة أو الضفة الغربية بما فى ذلك أيا كانت، باعتبار ذلك خط القدس، أو خارج أراضيه إلى وجهة أخرى خطا أحمر وجريمة حرب.

 

ليست الدولة وحدها، فقد اصطف الشعب المصرى خلف قيادته، عبر مسيرات تضامنية خرجت لتبعث برسالة استياء ورفض شديد لتهجير الشعب الفلسطينى عن أراضيه وتوسيع دائرة الحرب، ووقفت القاهرة حائط صد أمام مؤامرة التهجير ووتصفية القضية الفلسطينية، خلال العدوان الإسرائيلى الغاشم على غزة أكتوبر 2023.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة