أطلقت أوروبا خططا جديدة فى محاولة لتوفير الغاز الطبيعى حتى الشتاء المقبل وذلك من خلال تكثيف الشركات الاوروبية لتقديم طلبات شراء الغاز والحصول على وقود كاف مع تجنب تكرار الطاقة القياسية فى العام الماضى.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية فى تقرير لها عن استمرار ازمة الغاز فى اوروبا بسبب الحرب فى اوكرانيا والعقوبات المفروضة على روسيا، إلى أنه كان أمام الشركات المهتمة مهلة حتى مايو لتسجيل كمية الغاز التي ترغب في شرائها من خلال مخطط الاتحاد الأوروبي، الذي يستثني الغاز الروسي، وستقوم الشركات بعد ذلك بجمع العروض من البائعين العالميين لتلبية طلب الأعمال.
سيغطي المخطط حوالي 13.5 مليار متر مكعب من إجمالي الطلب على الغاز في الاتحاد الأوروبي والذي يبلغ حوالي 360 مليار متر مكعب. كما أُعلن ، يجب أن تساعد البلدان على البدء في ملء مخازن الغاز قبل ذروة الشتاء.
وأشار التقرير إلى أن دول الاتحاد الأوروبي تهدف إلى ملء مخزون الغاز بنسبة 90٪ بحلول نوفمبر، وهو الآن أكثر من نصفه ممتلئًا، وهو مستوى مرتفع بشكل غير عادي في هذا الوقت من العام ، بعد أن ساعد الارتفاع الصاروخي في الأسعار البلدان على تقليل استخدام الطاقة في فصل الشتاء.
في الجولة الأولى لجمع الطلب على المخطط، تم تسجيل 65 شركة أوروبية لشراء الغاز بشكل مشترك ، كما أوضح نائب رئيس المفوضية الأوروبية ، ماروس سيفكوفيتش.
إجمالاً ، سجلت 101 شركة الآن اهتمامًا بالمنصة ، إما كمشترين أو بائعين ، وهو رد أولي قال سيفكوفيتش إنه "تجاوز توقعاتنا"، مشيرا إلى أن "الأسعار كما رأيناها العام الماضي ، وحتى الان لا يمكننا قبولها كطبيعية جديدة".
وتريد بروكسل ، عاصمة الاتحاد الأوروبى ، توقيع الصفقات الأولى في يونيو أو يوليو وتخطط لتكرار عملية تقديم العطاءات كل شهرين، حتى الآن ، تغطي طلبات الطلب عمليات التسليم من يونيو إلى مايو 2024.
وفى السياق نفسه، توقع عدد من الخبراء انخفاض استهلاك الغاز فى اوروبا فى عام 2023 بنسبة 5% وذلك بسبب الاتجاه الى مصادر الطاقة المتجددة، و سينخفض استهلاك الغاز في أوروبا ، الذي انخفض بالفعل بنسبة 16٪ خلال موسم التدفئة الأخير ، بنسبة 5٪ في عام 2023 ككل ، وذلك بفضل التوسع في مصادر الطاقة المتجددة لإنتاج الكهرباء.
وترسم وكالة الطاقة الدولية (IEA) سيناريو "تفاؤل حذر" ، يختلف تمامًا عن السيناريو الذي كان موجودًا قبل عام بعد بدء حرب روسيا واوكرانيا، والذي كان يخشى مشاكل العرض، حيث من الناحية العالمية ، تقدر أن استهلاك الغاز سيظل راكدًا هذا العام ، بعد انخفاض بنسبة 1.5 ٪ في عام 2022 ، على غرار ما حدث في عام 2020 بسبب عمليات إغلاق فيروس كورونا ، وفي هذه الحالة كان بسبب انخفاض الواردات إلى أوروبا وآسيا. .
حدث هذا في سياق تصاعد أسعار الغاز بسبب اندلاع الحرب في أوكرانيا والذي كان مرتبطًا بشكل مباشر بالتخفيض الوحشي (80 ٪ في العام بأكمله) في الشحنات من روسيا عبر خط أنابيب الغاز في اتجاه أوروبا. .
أثر كل هذا على الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة ، والتي أدت في بعض الحالات إلى خفض الإنتاج ، ولكنها أدت أيضًا إلى زيادة استخدام الفحم كبديل ، وتطبيق تدابير كفاءة الطاقة وزيادة نشر مصادر الطاقة المتجددة.
في أوروبا ، يرجع الانخفاض الحاد في استهلاك الغاز في موسم التدفئة الذي انتهى (حوالي 25 مليار متر مكعب أقل) جزئيًا إلى درجات الحرارة المعتدلة بشكل خاص في أكتوبر والنصف الأول من نوفمبر.
