عادل السنهورى

كيف تصبح" العلمين" مدينة المهرجانات الدولية في الصيف؟

السبت، 15 يوليو 2023 09:18 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انطلق منذ أيام قليلة مهرجان العلمين الجديدة  وهو كما صرح المنظمون، المهرجان الترفيهي  الأكبر في الشرق الأوسط ومن المتوقع تستقبل مدينة العلمين الجديدة مليون زائر للمشاركة في المهرجان شهر ونصف تقريبا 
 
المهرجان يشمل العديد من العروض الفنية والفعاليات المستمرة، ويضم بطولات رياضة مائية على الشاطئ وكرة القدم، علاوة على العديد من الأنشطة الترفيهية بين الفنون والثقافة والأنشطة الرياضية في مهرجان العلمين الجديدة وحفلات كبار المطربين المصريين العرب.
 
انطلاق المهرجان هو تدشين رسميا للمدينة الساحلية الجديدة في مصر – وعليك عزيزي القارئ أن تركز معي على مصطلح مدينة ساحلية وليس منتجع أو قرية سياحية- والتي صدرت توجيهات رئاسية من الرئيس عبد الفتاح السيسي بإنشائها منذ 5 سنوات تقريبا على ساحل البحر المتوسط كواحدة من  أجمل مدن الجيل الرابع، وجرى تنفيذها على ساحل البحر بمساحة 260 ألف فدان، لاستيعاب نحو 4 ملايين نسمة وهو الرقم المستهدف من السكان عند اكتمال بناء المدينة بكافة خدماتها ومؤسساتها 
 
العلمين ليست منتجع أو " كومباوند" صيفي يسكنه المستفيدون منه فقط خلال 3 شهور في الاجازة الصيفية ويبقى بعد ذلك خاويا ومهجورا من سكانه دون الاستفادة الحقيقية منه. فالعلمين أول مدينة جديدة حقيقية على الساحل الشمالي في المنطقة الممتدة من الإسكندرية وحتى مرسى مطروح يعيش فيها السكان صيفا وشتاءا وخريفا وربيعا مثل باقي مدن مصر وان كانت تتميز عنها بخدمات ومواصفات تتماشى والتكنولوجيا الحديثة لمدن الجيل الرابع في العالم وهي المدن الذكية المتطورة.
 
اختيار العلمين  لإنشاء المدينة الجديدة هو تفكير رائع من القيادة السياسية  ورسالة سلام للعالم بعد أن كانت المدينة ثلاثينيات وأربعينات القرن الماضي مسرحا لحرب عالمية ضروس بين قوى عسكرية كبرى حيث دارت على أرضها معركة العلمين التي تعد أحد أشهر معارك الحرب العالمية الثانية بين دول الحلفاء ودول المحور، والتي منيت فيها قوات الفيلق الإفريقي الألماني بالهزيمة. ولذلك تضم المدينة مدافن ونصب تذكارية ومتحفاً تخليداً لذكرى ضحايا تلك المعركة من مختلف الجنسيات. الى جانب ملايين الألغام التي استطاعت الحومة المصرية بالتعاون مع الجهات الدولية والدول المعنية من ازالتها للتحول العلمين من مدينة الألغام الى مدينة الأحلام
 
المدينة الآن ستتحول الى اكبر مورد للسياحة المصرية خلال فترة الصيف وخاصة من الأسواق الأوروبية القريبة جدا منها في ظل وجود بنية تحتية قوية ومطار دولي يستوعب أعداد السياح القادمين مباشرة اليها ومع اكتمال المرافق وعمليات البناء ستنافس العلمين المدن والمنتجعات الساحلية والسياحية الكبرى الواقعة على الجانب الأوروبي من شاطئ البحر المتوسط وستبقى بقعة جذب سياحية كبرى طوال أيام الصيف وباقي فصول السنة
 
العلمين في طريقها الآن الى أن تصبح " العاصمة الصيفية " لمصر بعد أن أصبحت شرم الشيخ العاصمة الشتوية وفي الطريق العريش -بإذن الله- لتصبح العاصمة الأكبر لسيناء وللسياحة الداخلية والخارجية
 
في رأيي أن الخريطة السياحية لمصر تتغير الآن مع إضافة مناطق جذب سياحية جديدة وهي مدن الجيل الرابع الذكية على شاطئ البحر المتوسط، فهناك مدن جديدة في رفح والعريش ودمياط والمنصورة وبلطيم تقع مباشرة على ساحل المتوسط وهذه المدن ستكون جاهزة لاستقبال السياح والفعاليات والمهرجانات أيضا وعلينا أن نخطط من الآن للفعاليات الدائمة التي يمكن أن تتميز بها هذه المدن الى جانب شرم الشيخ والأقصر وأسوان
 
فالسياحة أحد أذرع القوة الناعمة لمصر للتعريف بثقافتها وحضارتها وفنونها وأدابها وتاريخها الإنساني ومنجزات شعبها في الحاضر والماضي. وسياحة المعارض والمؤتمرات والمهرجانات والفعاليات الثقافية والرياضية وغيرها  هي أدوات رئيسية في ترسيخ هذه القوة لدى دول العالم.
 
وأدعو الى التخطيط المدروس لإقامة حفلات ومهرجات سنوية صيفية في العلمين للسينما والمسرح وللدراما المصرية والعربية العالمية أيضا بما يساهم في النهوض بالفن المصري وعودته من جديد للمساهمة في الدخل القومي لمصر بما يحقق القيمة المضافة لموقع مدينة العلمين والإمكانات المتاحة بها.
على سبيل المثال يمكن دراسة تنظيم بطولة صيفية كبرى لكرة القدم  لفرق عربية وأجنبية  تجذب معها مشجعي كرة القدم من كل مكان، وبطولة للتنس على غرار البطولات الكبرى مثل رولان جاروس وويمبلدون وأستراليا وأميركا المفتوحة ودبي، فمصر من أوائل الدول التي أقيمت فيها مثل هذه البطولات في عشرينيات القرن الماضي...علاوة على بطولات رياضة الفروسية
 
الحلم كبير في أن تتحول العلمين الى كبرى مدن البحر المتوسط استقطابا للسياحة وللمهرجانات والبطولات والفعاليات الفنية والثقافية، وهو ليس بمستحيل على السواعد والعقول المصرية التي أنجزت المدينة وفقا لمتطلبات مدن الجيل الرابع الذكية في العالم وفي وقت قياسي.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة