كشف تقرير حديث لموقع ذا فيرج الأمريكى، أن الأطفال الذين ولدو هذا العام في الولايات المتحدة، معرضون لزيادة قدرها ما يصل إلى 500 ألف دولار في مصروفاتهم على مدار حياتهم في المتوسط بسبب تغير المناخ، وذلك وفقًا لدراسة جديدة بتكليف من Consumer Reports وأجرتها شركة ICF الاستشارية.
وتحسب الدراسة الفواتير المرتفعة للكوارث المرتبطة بالمناخ والتي تؤدي إلى ارتفاع تكاليف السكن والغذاء والرعاية الصحية، علاوة على ذلك، هناك احتمال ارتفاع الضرائب وخسارة الدخل على مر السنين في عالم يزداد حرارة.
على الرغم من وجود الكثير من عدم اليقين في هذه الدراسة، إلا أنها محاولة لتحليل جميع الطرق الكبيرة والصغيرة التي يمكن أن يؤثر بها تغير المناخ على الحياة اليومية، كل موجة حارة خانقة، أو طريق غمرته المياه، أو انقطاع خطوط الكهرباء، تكلف المستهلكين شيئًا ما، كل ذلك يضيف على مدى الحياة.
ولتقدير تكاليف المستهلك المتعلقة بتغير المناخ، قام ICF بصياغة سيناريوهات مستقبلية مع ارتفاع حرارة انبعاثات الغازات الدفيئة للكوكب، وقد حسبت متوسطات مجموعة من العوامل المختلفة التي قد تتأثر، بما في ذلك التقلبات في درجات الحرارة وهطول الأمطار، ثم قارنت تلك النتائج بالفترة ما بين عامي 1986 و2005 كخط أساس.
توقعات الدراسة هي بالدولار في عام 2024، وبالتالي فإن الزيادات الفعلية في تكاليف المعيشة يمكن أن تكون أكبر بكثير مع التضخم، وقد دعمت منظمة بيل جيتس للاستثمار المناخي والعمل الخيري، Breakthrough Energy، هذا العمل.
ووفقا للدراسة، فإن أكبر التكاليف المتعلقة بالمناخ تتعلق بالسكن، على سبيل المثال يؤدي تغير المناخ إلى تكثيف العواصف والفيضانات وحرائق الغابات. في هذا الواقع، يصبح إصلاح وصيانة المنزل أكثر تكلفة ثم هناك تكاليف باهظة لتأمين المنزل .
وإجمالاً، يرى ICF أن تكاليف السكن الإضافية يمكن أن تصل إلى 125 ألف دولار على مدى حياة الشخص المولود في الولايات المتحدة هذا العام.
وتقول الدراسة إن نفس الفرد قد يرى أن تكاليف الطاقة الإضافية تصل إلى 88 ألف دولار. كما تؤدي الكوارث الجوية إلى تدمير شبكة الكهرباء ، ويمكن للمرافق العامة تمرير فاتورة الإصلاح إلى عملائها.
وقد شهدت الولايات المتحدة بالفعل زيادة في مدة انقطاع التيار الكهربائي على المستوى الوطني على مدى العقد الماضي، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى " الأحداث الكبرى "، بما في ذلك الطقس المتطرف، وينتهي الأمر بالناس أيضًا إلى دفع المزيد لتشغيل أجهزة تكييف الهواء أثناء موجات الحر، التي تزداد سخونة وتكرارًا مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وقد رأى الأمريكيون بالفعل كيف أدت اضطرابات سلسلة التوريد خلال جائحة فيروس كورونا إلى ارتفاع الأسعار في متاجر البقالة، ومن المتوقع أيضًا أن يؤدي تغير المناخ إلى تعطيل النظم الغذائية ، سواء كان ذلك من خلال الجفاف أو تغير المناظر الطبيعية مما يؤثر على أنواع المحاصيل القابلة للحياة في منطقة معينة، وكل هذه المشاكل من الممكن أن تجعل أسعار المواد الغذائية أعلى بنحو 33 ألف دولار على مدى عمر المولود الجديد في الولايات المتحدة.
وهناك تكاليف أقل تتعلق بالمناخ مرتبطة بالنقل والرعاية الصحية، ونظراً لكل هذا الطقس البري فإن تأمين وصيانة السيارة يصبح أكثر تكلفة بنحو 4000 دولار.
وتضيف تكاليف الرعاية الصحية الناجمة عن مخاطر المناخ 5000 دولار أخرى ، على سبيل المثال أصبح دخان حرائق الغابات يمثل مشكلة أكبر في الجهاز التنفسي للناس، كما أن الأيام الحارة تزيد من سوء الضباب الدخاني.
يمكن لأي شخص مولود اليوم أن يدفع في النهاية مئات الآلاف من الدولارات الإضافية كضرائب وخسارة في الدخل، وتفترض الدراسة أن الحكومات ستنفق المزيد من الأموال لإصلاح البنية التحتية وتطويرها ، وهي التكاليف التي سيتحملها دافعو الضرائب.
ويتأثر دخل التقاعد لأن تغير المناخ يشكل مخاطر مالية متزايدة على المستثمرين. الأشخاص الذين يعملون في الهواء الطلق أو في الزراعة سيكونون أيضًا أكثر عرضة لفقدان العمل في بيئة غير مضيافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة