مع دخول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يومه الثالث بعد المئتين، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، قصفها العنيف على مختلف أنحاء قطاع غزة، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأوبئة والمجاعة، ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل المدنيين الفلسطينيين في القطاع المحاصر منذ اليوم السابع من شهر أكتوبر 2023.
وشن طيران الاحتلال الحربي غارات عنيفة في شمال مخيمي النصيرات والمغازي وبلدة الزوايدة وسط القطاع، ونسفت قوات الاحتلال مبان سكنية في بلدة المغراقة، بالتزامن مع قصف مدفعية الاحتلال مناطق شمال مخيم النصيرات وبلدة بيت لاهيا والمناطق الشرقية شمال القطاع، إلى جانب إطلاق آليات الاحتلال الرصاص من الأسلحة الرشاشة على طول الشريط الحدودي شمال القطاع.
واستشهد ثلاثة فلسطينيين بينهم طفل وسيدة، وأصيب آخرون، الجمعة، في غارة شنها طيران الاحتلال الإسرائيلي على منزل في حي الرمال غرب مدينة غزة.
كما شن طيران الاحتلال غارات عنيفة على مسجد الصفا في حي التفاح بمدينة غزة، وعلى حيي الزيتون والشجاعية شرق المدينة، بالتزامن مع قصف من مدفعية الاحتلال.
وفي رفح جنوب القطاع، استشهد صيّاد وأصيب آخر برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، أثناء عملهما قبالة ساحل المدينة. كما تمكنت طواقم الإسعاف والإنقاذ من انتشال جثمان شهيد من تحت أنقاض منزل عائلة جودة في مخيم الشابورة.
وفي سياق متصل، تواصل طواقم الإسعاف والإنقاذ، انتشال جثامين الشهداء من المقابر الجماعية المكتشفة في مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، وجرى انتشال 392 جثمانا على الأقل من ثلاث مقابر جماعية تم اكتشافها في مجمع ناصر الطبي، بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مدينة خان يونس، ومن بين الجثامين 165 مجهولي الهوية ولم يتم التعرف عليهم بسبب تغيير الاحتلال مظاهر العلامات الخاصة للتعرف على الجثث وتشويهها.
من جانب آخر، تتفاقم معاناة المواطنين في مخيمات النزوح جنوب القطاع مع اشتداد موجات الحر، وسط تحذيرات من انتشار الأوبئة والأمراض، خاصة لدى الأطفال والنساء. وبلغت درجة الحرارة في القطاع ساعات نهار الجمعة نحو 37 درجة مئوية.
وأدى العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل، إلى تهجير قسري للمواطنين من شمال القطاع ووسطه إلى جنوبه، خاصة إلى محافظة رفح التي تكتظ الآن بالنازحين والمهجرين داخليا.
وأعلن الجهاز المركزي للإحصاء، أن عدد المواطنين المقيمين في محافظة رفح لغاية 22 أبريل الجاري، يقدّر بحوالي 1.1 مليون فرد، يعيشون في مساحة 63.1 كم2، حيث كانت قد بلغت كثافة السكان في رفح عشية العدوان 4,360 فردا لكل كم2، لتصل الآن الى حوالي 50.017 فردا لكل كم2 وهو ما يشكّل كارثة إنسانية وبيئية، وضغطا هائلا على الخدمات الشحيحة، والقدرة على الحصول على أبسط سبل الحياة في ظل العدوان، ويعاني هؤلاء النازحون من ظروف معيشية وصحية صعبة جراء العدوان، حيث تفتقر مخيمات النزوح لأبسط مقومات الحياة.
في سياق أخر، قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، كارل سكاو، في تصريحات صحفية، إن شمال قطاع غزة ما زال يتجه نحو المجاعة، مطالباً بالسماح بدخول كميات أكبر وأكثر تنوعاً من المساعدات للقطاع، داعياً إسرائيل إلى توفير إمكانية الوصول المباشر من ميناء أسدود عبر معبر إيريز.
بدوره حذر جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، من انتشار الأوبئة والأمراض في مخيمات النزوح بمحافظات الجنوب مع اشتداد موجات الحر، وقال جهاز الدفاع المدني في بيان: "بدت معاناة المواطنين النازحين في مخيمات النزوح بمحافظات جنوب غزة تزداد مع اشتداد موجات الحر".
وأضاف أن ذلك "ينذر باتساع انتشار الأوبئة والأمراض فيهم، خاصة لدى الأطفال والنساء الحوامل".
وتتصاعد التوترات العسكرية الإسرائيلية – اللبنانية، حيث قصف جيش الاحتلال، الجمعة، بنى تحتية لـ"حزب الله" اللبناني في كفرشوبا ومركبا جنوب لبنان، عقب إعلان الحزب استهداف قافلة عسكرية إسرائيلية في المنطقة ذاتها.
وأشار، بيان للجيش الإسرائيلي، إلى أن طائراته نفذت قصفاً للبنى التحتية للحزب بعد رصد إطلاق صاروخين مضادين للدبابات من لبنان صوب شمال إسرائيل.
وأضاف أن: "المدفعية والدبابات ردت على مصادر النيران في منطقة شبعا جنوب لبنان"، وقد أعلن عن سقوط إسرائيلي متأثراً بإصابته جراء هجوم صاروخي من جنوب لبنان على شمال الأراضي المحتلة.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، إلى 34305 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، والإصابات إلى 77293 منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة