سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 5 مايو 1925.. أحمد لطفى السيد يدافع ويعتذر عن اشتراكه فى حفل افتتاح الجامعة العبرية بالقدس ممثلا لحكومة زيور باشا

الأحد، 05 مايو 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 5 مايو 1925.. أحمد لطفى السيد يدافع ويعتذر عن اشتراكه فى حفل افتتاح الجامعة العبرية بالقدس ممثلا لحكومة زيور باشا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كانت الجهود الصهيونية مستميتة من أجل أن تحضر شخصية مصرية بارزة حفل افتتاح الجامعة العبرية يوم 1 أبريل 1925، وتمت المحاولات مع شخصيات لها ثقلها مثل الشيخ محمد بخيت مفتى الديار المصرية سابقا، والدكتور أحمد زكى باشا، فأهملاها ولم يردا عليها، وفقا للدكتورة عواطف عبد الرحمن فى كتابها «مصر وفلسطين - رؤية تاريخية ومعاصرة 1917 - 2009».


تذكر عواطف عبدالرحمن: «ذهب فريق من يهود مصر إلى الشيخ بخيت ورجوه باسم العلم أن يحضر تلك الحفلة فاعتذر بكبر السن مشقة السفر، فألحوا عليه وعرضوا عليه تسهيلات كبيرة فى السفر، فلما ضاق بهم ذرعا أوضح لهم بأنه لا يستطيع أن يحضر احتفالا يسئ إلى أهل فلسطين الذين هم فى حالة حداد بسبب هذه الجامعة».

 

شملت الدعوات شخصيات عديدة فى دول مختلفة، ومن دول الشرق الأوسط كان التركيز على مصر، وفقا للكاتب الصحفى محمود عوض فى كتابه «وعليكم السلام - مصر وإسرائيل والعرب.. الجذور والمستقبل»، مؤكدا: «كان الهدف من حضور مصر إشاعة أنها تقف إلى جوار الحركة الصهيونية ضد شعب فلسطين، وهذا هو ما يسعون إليه».


وفيما كان الرفض فى مصر شعبيا، فاجأت حكومة «زيور باشا» الجميع بالاستجابة، واختارت أحمد لطفى السيد مدير الجامعة المصرية ليمثلها، ويذكر محمود عوض: «كان للخبر وقع القنبلة، ووصلت أول برقية احتجاج من الجمعية الخيرية الإسلامية فى نابلس، ثم برقية تمثل مختلف طوائف الشعب الفلسطينى تقول: «إن عرب فلسطين يعتبرون مشاركة مصر فى حفلات الصهيونية مساسا بعاطفة فلسطين الحزينة».
يؤكد «عوض» أن برقيات الاحتجاجات ومقالات الاستنكار توالت، وخرجت الصحف الوطنية فى مصر تهاجم حكومة زيور باشا بشدة، وتهاجم أحمد لطفى السيد فاضطر إلى إصدار بيان نشرته جريدة «كوكب الشرق» الوفدية يوم 5 مايو، مثل هذا اليوم، 1925، وذلك نقلا عن جريدة «الوطنية».


قالت «كوكب الشرق»: «نشرت جريدة «الوطنية» بيانا مهما عن اشتراك الأستاذ أحمد بك لطفى السيد مدير الجامعة الأميرية فى حفلة تأسيس الجامعة العبرية فى القدس، ونذكر القراء بأن إخواننا أهل فلسطين احتجوا على حضوره واشتراكه فى تأسيس الجامعة الصهيونية التى ينظر إليها العرب أبناء البلاد بعين المقت والسخط»، ثم نشرت الصحيفة بيانا من أحمد لطفى السيد نفسه، قدمت له بقولها «إن صدور هذا البيان من الأستاذ لطفى السيد دليل على أن الحكومة المصرية التى أوفدته قد أخطأت فى تقدير الموقف، ولما كان هذا البيان على جانب كبير من الأهمية رأينا نشره ليطلع عليه المصريون والفلسطينيون والسوريون».


كان العنوان العريض للبيان هو: «الأستاذ لطفى السيد يدافع ويعتذر عن اشتراكه فى حفلة الجامعة العبرية»، وتنشر الدكتورة زبيدة عطا هذا البيان نصه كاملا فى كتابها: «يهود مصر - التاريخ السياسي»، ويكشف فيه أنه دُعى من الجامعة العبرية لحضور حفل الافتتاح فاعتذر، ودعت الجامعة المصرية فاعتذرت أيضا، ثم دعيت الحكومة المصرية لإرسال من يمثلها فى الافتتاح فاستجابت، خصوصا وقد لوحظ أن الدعوة صادرة من معهد علمى (الجامعة العبرية)، كان المفهوم أن لا علاقة له بالسياسة العملية كما هو شأن الجامعات العلمية.


يضيف لطفى السيد فى بيانه: «شرفتنى حكومة جلالة الملك «فؤاد» بانتدابى لهذه المهمة فقبلتها مع الارتياح، فلما كنت فى القدس أحسست أن المبالغة فى الاحتفال بافتتاح الجامعة إلى القدر الذى رأيته ووصفه رجال كثيرون من القائمين بأمر تأسيس الجامعة، كل ذلك ينطوى على ترويج الدعوة الصهيونية، خصوصا أنى علمت من بعض القائمين بأمر الجامعة ساعة وصولى إلى القدس بأن لغة الجامعة هى اللغة العبرية، لهذه الاعتبارات التى لم تكن الحكومة المصرية لتعلمها من قبل، أردت أن أبدأ بزيارة المجلس الإسلامى الأعلى فى مساء اليوم الذى وصلت فيه.


وقبل أن أزور جناب المندوب السامى لفلسطين قابلنى هناك فضيلة المفتى «فلسطين» وأصحابه على الرحب والسعة، وعلمت منهم بالصريح مصداقية ما عرفته بالاستنتاج بالجملة لما رأيت لهذا الاحتفال من مرامى سياسية لا تحب الحكومة المصرية أن نشاطر فيها، ولما رأيت ذلك أصررت على ألا أقول كلمة واحدة يؤخذ منها تعضيد مصر لسياسة ترمى إلى تفضيل العنصر الإسرائيلى على العنصر العربى، أو تضير العنصر العربى أى ضرر، ولما أصبحت زرت معاهد العلم العربية التى لم تكن مصرية يومئذ، وتفضل بصحبتى فى هذه الزيارة وكيل إدارة التعليم اسعاف افندى النشاشيبى، الذى زارنى هو وكثير من إخواننا الأدباء فى فلسطين، ولم أشعر مطلقا بذلك الجفاء ولا تلك المقاطعة التى ذكرت فى بعض الصحف، والواقع أننى لم أقل فى حفلة الافتتاح إلا ما يفيد أن الحكومة المصرية التى لم تكن تشاطر فى كل هذه الحركة إلا الجهة العلمية المختصة دون سواها».










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة