الإعلام الإسرائيلى: "الغموض" يسيطر على مباحثات التهدئة فى القاهرة.. تل أبيب ترفض التفاوض فى ظل إطلاق الصواريخ.. والوفد الفلسطينى يهدد بالانسحاب.. ومصر ترفض إقحام معبر "رفح" ضمن الاتفاق

سلطت وسائل الإعلام والصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم الأحد، الضوء على مباحثات التهدئة التى تجرى حاليا فى القاهرة لتثبيت الهدنة بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلى والتوصل لاتفاق شامل وطويل الأمد لوقف إطلاق النار بين الجانبين، حيث أكدت أن الغموض يسيطر على تلك المباحثات.

وقالت الإذاعة العامة الإسرائيلية، خلال تقرير لها اليوم أن الغموض يسيطر على فرص المضى قدماً فى محادثات القاهرة نحو تثبيت تهدئة جديدة فى قطاع غزة، حيث أكدت مصادر سياسية لها بتل أبيب رفض إسرائيل التفاوض ما لم يتوقف إطلاق النار من القطاع.

فيما نقلت صحيفة "هاآرتس" عن مصادر سياسية قولها إن طاقم المفاوضات المصرى اعد اقتراح تسوية بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى فى محاولة لتمديد وقف إطلاق النار، مضيفة أن الفجوات بين الجانبين كانت عميقة، حتى مساء أمس السبت.

وأوضحت المصادر أن الخلاف يتركز حول الموقف المصرى فى مسألة معبر رفح، حيث تقول مصر أن مسألة المعبر هى شأن فلسطينى – مصرى ولا يتعلق بالاتفاق مع إسرائيل على وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن القاهرة لا تزال تحاول التوصل إلى اتفاق مع الفصائل الفلسطينية على وقف إطلاق النار كى يتسنى استئناف المفاوضات حول بقية المسائل.

فيما قال مسئول إسرائيلى رفيع المستوى إن الاتصالات بين جهاز المخابرات المصرية والوفد الفلسطينى تركزت أمس حول استئناف وقف اطلاق النار، مضيفا أن إسرائيل أوضحت لمصر بأنها لن تستأنف المفاوضات طالما لم يستأنف وقف إطلاق النار.

وأشار المصدر الإسرائيلى إلى أن الوفد الإسرائيلى عرض سلسلة من التسهيلات فى قطاع غزة، مضيفا أن إسرائيل مستعدة لتوسيع نطاق الصيد امام شواطئ غزة لمسافة 12 ميلا بحريا، وتسهيل دخول البضائع عبر معبر "كرم أبو سالم"، وتوسيع الصادرات من قطاع غزة إلى الخارج والضفة، وزيادة عدد تأشيرات العبور بين غزة والضفة عبر معبر "إيريز".

وفى المقابل رجح نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، أن المفاوضات ستستأنف اليوم، بمشاركة الوفد الإسرائيلى.

وهدد أبو مرزوق أبرز عضو بحركة حماس موجود فى القاهرة بالانسحاب من المحادثات إذا لم يعُد الوفد الإسرائيلى إلى العاصمة المصرية، متهماً إسرائيل بالمماطلة وعدم الجدية، منوها بأن الـ 24 ساعة المقبلة ستعتبر حتمية فى المباحثات الحالية، فيما القيادى بحماس إسماعيل رضوان، إن إسرائيل لم تردّ بعد على مطالب حركته.

فيما كشف مسئول فى الوفد الفلسطينى أن الوفد لا ينوى مغادرة القاهرة قبل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، لافتا إلى أن المطالب التى طرحها الوفد شرعية، مضيفا أن إسرائيل اقترحت الإفراج عن 15 أسيرا اعتقلتهم خلال العملية العسكرية، وتسليم جثث 8 مسلحين، مقابل إعادة أشلاء جثتى الجنديين الإسرائيليين اورون شاؤول وهدار جولدين.

ولفتت هاآرتس إلى أن تقارير متناقضة نشرت أمس حول موافقة الفلسطينيين على تأجيل مطلب إقامة ميناء بحرى فى قطاع غزة، مقابل فتح معبر رفح، حيث قالت مصادر فلسطينية انه تم الاتفاق على ذلك، لكن قال الناطق بلسان حماس، فوزى برهوم، ان الوفد الفلسطينى يتمسك بكل مطالبه ولا يتراجع عنها، واتهم أعضاء الوفد الفلسطينى إسرائيل بالمماطلة وطرح أفكار غير جدية ولا تتلاءم مع تضحية الشعب الفلسطينى فى غزة.

فيما شدد رئيس الوفد الفلسطينى القيادى بحركة "فتح" عزام الأحمد، على
أن الوفد سيحدد خطواته القادمة تبعاً لنتائج لقاءاته اليوم الأحد، مع المسئولين المصريين رافضاً أى شروط إسرائيلية مسبقة للعودة إلى المحادثات.

وكان مصدر فلسطينى مطلع على المباحثات الجارية حاليا فى القاهرة حول التهدئة فى قطاع غزة قد كشف أنه خلال الساعات القريبة المقبلة ستنهار المفاوضات تماما مع الجانب الإسرائيلى لتعنت تل أبيب فيما يتعلق بالمطالب الفلسطينية.

وأوضح المصدر الفلسطينى من حركة "فتح"، لـ"اليوم السابع"، "تفصلنا ساعات قليلة عن انهيار التهدئة بالكامل وليس انتهاء أو تمديد التهدئة"، محذرا من أن انهيار التهدئة يعنى كارثة جديدة على قطاع غزة.

وأكد المصدر أن إسرائيل رفضت رفع الحصار عن قطاع غزة، وضربت بكل المطالب الفلسطينية عرض الحائط، مشيرا إلى أن المباحثات اليوم جرت بين الجانبين الفلسطينى والمصرى فقط، ولم تتم أى محادثات مع الجانب الإسرائيلى، نظرا لأنهم لم يرسلوا وفدهم حتى الآن بسبب عطلة يوم السبت.


موضوعات متعلقة..
مصدر فلسطينى: مفاوضات التهدئة ستنهار لرفض إسرائيل رفع الحصار عن غزة