جابر القرموطى

جمـــال مبــــارك.. سـياسياً

الثلاثاء، 27 مايو 2008 02:06 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن منتدى دافوس الذى أنهى اجتماعاته الأسبوع الماضى فى شرم الشيخ مجرد منتدى اقتصادى بالنسبة لمصر، لكنه كان نهاية مرحلة مضت وبداية مرحلة قادمة، وربما ينطبق هذا الكلام بصورة أكبرعلى جمال مبارك - أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى الحاكم- الذى ظهر بـ "نيو لوك" سياسى عوضاً عن "نيو لوك" اقتصادى الذى يعرفه العامة عنه.. وهناك إجماع لمن حضروا الحدث على أن مبارك الابن بالفعل تحدث للمرة الأولى كسياسى له خبرة، صال وجال فى قضايا لم يتطرق لها من قبل، فرأيناه يتحدث فى المنتدى عن القضية الفلسطينية، ينتقد إسرائيل بشدة ويطالب المعتدلين بالحفاظ على اعتدالهم حتى يتمكنوا من صياغة "فكر" الاعتدال فى المنطقة كلها دون تفريط فى النهج الأساسى للقضية الفلسطينية، أى التعاطى مع القضية فى إطار المبادرة العربية التى يتبناها غالبية العرب.

ولقى ما قاله مبارك الابن صدى طيباً من الحضور، حتى من وسائل الإعلام العالمية التى رأى ممثلوها داخل دافوس أن مبارك الابن بات مبارك "فقط"، أى أن حديثه عن القضية والمشاكل التى تعج فى المنطقة هو نفسه حديث والده، مع تغير بسيط فى طريقة الطرح.. فالأب يتعاطى مع الموقف بحس المسئولية الكبرى ومراعاة كل الأطراف، أما الابن فقد تعامل مع القضية من "زاوية الاضطرار" خاصة بعد أن خابت الآمال فى خطاب الرئيس بوش فى افتتاح المنتدى وتأكيده على انحيازه التام والصريح لإسرائيل دون أى لفتة ولو معنوية للفلسطينيين..

ونظراً لأن مبارك الأب لم يكن مشاركاً فى الموائد المستديرة والمناقشات والجلسات داخل الحدث فكان لزاماً على شخصية لها إقناع وحضور للحديث عن مساوئ خطاب بوش والسياسة الأمريكية المتعجرفة فى المنطقة، فقط أعطى الأب للابن مفتاح الحديث حين انتقد وبشدة لدى افتتاحه المنتدى الانحياز الأمريكى لكل ما هو إسرائيلى، واصفاً المنطقة إجمالاً بأنها على فوهة بركان، مشيراً ضمنياً ودون صراحة إلى أن السياسة الأمريكية هى المسئولة عن هذا الأمر..

إذن مبارك الأب أعطى الضوء الأخضر لانتقاد الأمريكيين، ونظراً لأن وزير الخارجية يتعامل مع المسألة بدبلوماسية باتت مملة، ورئيس الوزراء غارق فى المشاكل الاقتصادية، ووزير التجارة يدافع عن قراراته بشأن الحديد والأسمنت والأرز، ووزير الاستثمار مشغول بمقابلات مع مستثمرين عرب وأجانب.. فبقت الساحة فى هذا التوقيت بحاجة إلى شخصية تكمل ما افتتح به الرئيس مبارك خطابه، فكانت الساحة مهيأة تماما لاستقبال مبارك الابن بتصريحاته السياسية، تاركاً الأمور الداخلية لأعضاء الحكومة.

المشاركون فى المنتدى لاحظوا مشاركة جمال مبارك فى 4 جلسات مهمة، لكن أهمها كانت مناظرة ضمته وإيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلى وتونى بلير مبعوث اللجنة الرباعية إلى الشرق الأوسط وسلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني.. وأكدت المناظرة أن جمال مبارك تخطى "سلم" الاقتصاد ليرتفع درجات فى "سلم" السياسة، وأن حديثه فى الإطار السياسى له أبعاد.. وانتقاداته لها حسابات.. وتحفظاته لها مبررات.. وتوقيت كلامه له أهداف.. أى أن الحسابات التى يتم وضعها للسياسيين حين يتحدثون باتت مطابقة تماماً لشخص جمال مبارك.

بالتالى وجد المشاركون فى المنتدى أن الدبلوماسية المصرية فى الحديث عن العلاقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل انتهت نسبياً، وأن مبارك الابن احتل مكان وزير الخارجية فى المنتدى، لكنه وزير متحرر من قيود المنصب، إضافة إلى كونه "نجل" الرئيس.. وقد يكون هذا صحيحاً نظراً لخفوت نجم وزير الخارجية أحمد أبوالغيط فى الحدث من جهة، وجرأة نجل الرئيس من جهة أخرى..









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة