جابر القرموطى

لا بديــل.. عـن "البـديــل"

الأربعاء، 25 فبراير 2009 10:27 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت عنوان ("البديل" والحب القاسى) كتب الزميل خالد البلشى رئيس تحرير صحيفة البديل مقالا مؤثرا، اكتشفت من خلاله أن هناك أزمة ربما تكون خفية داخل الصحيفة اليسارية التى ينبغى احترام توجهها وسياستها فى مطبخ الصحافة المصرية، وأعترف أننى مدمن قراءة تلك الصحيفة مثل بقية الصحف الأخرى بدون أى تحفظ على السياسة العامة لأى صحيفة..
وأعترف أيضا بمدى الضيق الذى ألم بى عند معرفتى بأن هناك أزمة شبه مالية قد تعوق انطلاق هذه الصحيفة مستقبلا، لكننى على ثقة من أن الزملاء الذين يعملون فيها والقائمين عليها لن يفرطوا بسهولة فيما تم إنجازه، وإلى حد علمى هناك احترام كبير بين الإدارة والتحرير وبين طاقم التحرير الرئيسى والمحررين فى كل الأقسام.

من هنا، تبدد ضيقى إلى "لحظة فرج" من أن الزملاء "البلشى وإخواته" سيكونون سدا منيعا لانفراط عقد هذه الصحيفة، فالأزمة المالية على الجميع، وهناك صحف أمريكية أغلقت أبوابها تأثرا بتلك الأزمة، واكتفت بأن يكون هناك موقع مميز لتلك الصحف على الإنترنت فقط دون أن تكون هناك صحيفة فى السوق الورقى إن جاز التعبير، فالأزمة بالفعل لم تعد أزمة بنوك وعقارات ومؤسسات كبرى، بل أصبحت إعلاما وتجارة وزراعة، حتى دور النشر لحقها التأثير بشدة.

من هنا، لابد "للبديل" وغيرها إدراك هذا البعد، وخلق منهج صائب يتعامل مع تلك الأزمة دون مشاكل كبرى، فكل الزملاء الذين يعملون فى البديل ليسوا يساريين، هم فى الأساس مهنيون يحلمون صباحا ومساء بخبطة صحفية مميزة، وبطرق باب النجاح كل لحظة لعلهم يسجلون فى أرشيفهم الخاص أشكالا ومناهج عدة من التطور، سواء فى الكلمة وصياغتها، أو فى الموضوع ومنهجه.

من هذا المنطلق، ينبغى على كل الصحف غير المتعثرة مساندة الصحف المتعثرة الجادة، حتى لو بكتابة كلمة طيبة أو إبراز معنى جيد أو التأكيد على دور الإعلام بكافة توجهاته لخلق رأى عام محترم.

وإذا كنا كذلك، فلابد من الابتعاد عن ما يقال ويتردد من أن اليمين فرح بأزمة اليسار، والليبرالى سعيد بما ألم بالاشتراكى، والصحفى فى الأهرام يسخر من أزمة الأخبار، والأخيرة تسخر من أزمة الوفد، والأخيرة تسخر من أزمة الدستور، وهكذا....

نحن فى مهنة واحدة تجمعنا كثير من الأخلاق التى لا ينبغى بأى حال البعد عنها، بل التمسك بها أكثر من السابق والعدول عن المسار الخطأ الذى يمكن أن نسير فيه بإرادتنا أو مضطرين لذلك..

فللزملاء فى البديل نقول: "تأكدوا أن أزمتكم الحالية لا يمكن أن تكون بمعزل عن أزمتنا جميعا"، ولابد من الاعتراف المتبادل بأن الراحة النفسية لأى زميل فى المهنة هى راحة نفسية للجميع. فلا بديل عن أن نكون جزءا لا يتجزأ من حالة نفسية متميزة لنا جميعا، ولا بديل أيضا عن أن نكون معنيين بالدستور والوفد والمصرى اليوم والفجر والعربى الناصرى واليوم السابع والصحف الحكومية.

فى النهاية، لا بديل عن استمرار البديل، تعمل باجتهاد فى تشكيل الوعى العام لدى المصريين، ويا رب تعدى الأزمة علينا كلنا..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة