كمال حبيب

الثورة مستمرة

السبت، 09 يوليو 2011 08:36 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا بد من القول بصوت عال إن الثورة التى شهدناها وصنعها الشعب المصرى فى التحرير يبدو أنها تتراجع وتتآكل، هناك قوى الثورة المضادة, تعمل بإصرار ودأب لإجهاض روح الثورة المصرية وكسر الروح الثورية فى نفوس المصريين الذين عادت الثقة إليهم فى أنفسهم مع الثورة.

الشعب يريد.. هذه الجملة السحرية جعلت من الشعب المصرى هو من يقرر مصيره بنفسه، كان حكام مصر هم من يريدون له، وكان الشعب هم الغوغاء، وهى ذات التسمية التى أطلقها جمال مبارك من سجن طرة على الشعب المصرى العظيم فى خطابه إلى السلطان قابوس، أوهام جمال وأبيه والطغمة المحيطة به ربما تراوده أن ما يجرى فى مصر هو مجرد ومضة عابرة ريثما تذهب وتزول ثم يعود هو مرة أخرى.

ماذا يجرى حولنا فى مصر؟ الغموض سيد الموقف، فلا أحد يعرف بالضبط ماذا يجرى ويحدث، إعلام الحكومة والداخلية والوزارات المختلفة متخلف جدّا عن الأحداث، إن الثورة قد فتحت الآفاق واسعة لحق المواطن المصرى الذى صنع الثورة فى المعرفة، وفى بيانات حقيقية تكشف حقيقة ما جرى فى التحرير يوم الثلاثاء 28 يونيو، وما بعدها، والتى بدا معها البلد وكأنه يقف على حافة الخطر، ثم بيانات تكشف لنا لماذا تم إخلاء سبيل الضباط المتهمين بقتل الشهداء فى السويس، ثم بيانات توضح لنا لماذا تمت تبرئة رموز الفساد السابقين: أنس الفقى، وزير الإعلام السابق، وأحمد المغربى، وزير الإسكان، ويوسف بطرس غالى، وزير المالية، وبراءة عهدى فضلى، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، وإخلاء سبيل أسامة الشيخ.

بيد أننا لا نحتاج فقط إلى إعلام ثورى يكشف ويطرح الحقائق؛ وإنما نحن من قبل بحاجة إلى حكومة تعبر عن الثورة، فعصام شرف تم تعميده رئيسًا للوزراء من قلب ميدان التحرير، بينما أداؤه لا يعبر أبدًا عن روح الثورة التى استأمنته على أمانة استمرارها، والدفع بها إلى الأمام.

ماذا يمكن لأهالى الشهداء أن يفعلوا حين تقوم الحكومة بإخلاء سبيل الضباط من قتلة أبنائهم، وتأجيل محاكمتهم حتى شهر سبتمبر المقبل، معنى ذلك بوضوح أن القضية يجرى قبرها ووضعها فى المتحف، كما أن المحكمة رفضت طعن النيابة على قرارها بإخلاء سبيل المتهمين، ومن بعد ذلك تم العدوان على أهالى الشهداء فى السويس الذين احتجوا، كما أن النائب العام اعترض أيضًا على قرارات البراءة لرموز الفساد السابقين فى محاولة لاستيعاب غضب الشعب المصرى الذى يرى أن الثورة تضيع من بين يديه، وأن الأوراق التى تم تقديمها للمحكمة من قبل النيابة لم تكن مستوفاة، وهو ما جعل الثغرات تبدو فيها واضحة.
إننا نريد محاكمات ودوائر خاصة تقوم بمحاكمة كل رموز النظام السابق من أول مبارك وزوجته وأبنائه وأركانه من الوزراء ومسؤولى الحزب الوطنى، بحيث تجمع هذه المحاكمات بين الالتزام بقواعد العدالة وروح الثورة معًا.

ليس معقولاً أننا ندخل الآن الشهر السادس بعد قيام ثورة يناير المجيدة دون أن يحدث تغيير حقيقى فى البلاد على مستوى المنظومة التشريعية المليئة بالألغام والثغرات، أو على مستوى تقديم من أفسدوا الحياة السياسية إلى محاكمات تنجز أحكامًا فى مواجهتهم تشعر الناس بأن الثورة ماضية فى طريقها، أو على مستوى علانية المحاكمات ومعرفة ماذا يتم بشأنها، وهو أبسط شىء، أن يعرف الشعب ويشاهد محاكمات الخونة والمفسدين أو على مستوى نقل مبارك من شرم الشيخ إلى السجن، كما هو الحال بشأن أى مسجون آخر أو على مستوى تقديم نجلى مبارك للمحاكمة أو رؤيتهما داخل السجن أو خارجه، وهو ما جعل الناس يشكون فى أن يكونا قد قبض عليهما أصلاً، وتسرى الشائعات والتكهنات فى هذا السياق.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

علي

إسم علي مسمي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة