كمال حبيب

انتخابات ودماء وعسكر

السبت، 05 مايو 2012 04:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
المذبحة المروعة التى نفذها بلطجية مدعومون بأدوات الدولة مثل القنابل المسيلة للدموع والأسلحة الآلية وغيرها من الأسلحة المختلفة تأتى مع ثانى يوم من بدء الحملات الدعائية للانتخابات الرئاسية المصرية.
اثنان من القتلى تم ذبحهما، ولم تدخل تقاليد العنف الدموى بذبح الإنسان حيا إلا مع أحداث بورسعيد التى واجه فيها الشباب الموت ذبحا بالسواطير والسكاكين أو بالرمى من فوق الجدر.
وأذكر أن أحداث محمد محمود الدموية والعنف الذى صاحبها من استخدام غازات مسيلة للدموع محرمة ومن مشاهد وضع القتلى إلى جوار أماكن وضع القمامة، ومشاهد الاستهانة بالإنسان المصرى - كانت قد سبقت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية السابقة.
الجديد فى مذبحة العباسية المروعة أننا أمام قوى من الشعب يجرى توظيفها فى مواجهة معتصمين سلميين، بمعنى أن الدولة تحمى قطاعا منها ليقوم هو بممارسة العنف فى مواجهة قطاع آخر، وهذا أمر فى منتهى الخطورة، لأنه يفتح الباب أمام بواكير حرب مجتمعية يواجه الناس فيها بعضهم بعضا فى الشوارع والحوارى والأزقة، وهذا هو مكمن الخطر فى تلك اللعبة المسمومة والدموية.
وهنا التساؤل هل هو قدر على المصريين بعد الثورة أن تكون الانتخابات والتحول نحو نظام سياسى مدنى يخلصنا من حكم العسكر - مغموسة بالدماء فى مشاهد مروعة تثير الفزع والخوف فى نفوس الناس بشكل يفقدهم القدرة على الاستمرار فى الثورة.
يخاف الثوار من تزوير الانتخابات القادمة، خاصة مع تحصين المادة 28 لقرارات العليا للانتخابات الرئاسية، وهناك تقارير تتحدث عن إضافة 8 ملايين جدد إلى قاعدة بيانات الناخبين، وهناك حديث عن الحاجة إلى رئيس مدنى من الجولة الأولى ليتنازل له المجلس العسكرى عن السلطة، الحق أن تحصين المنصب الأرفع فى مصر لن يكون بالحفاظ على المادة 28 بقدر ما يكون بإلغائها لطمأنة الناس وتحقيق رضاهم تجاه رئيسهم المنتخب القادم.. تحصين قرارات اللجان بعد الثورات يعطى إشارة سلبية إلى أن النوايا تتجه لهندسة سياسية وإخراج مسرحى وفق مقاس معين يريده القائمون على إدارة مقاليد الشأن العام فى البلاد.
فى المؤتمر الصحفى للمجلس العسكرى بعد مذبحة العباسية التى راح ضحيتها 20 شهيدا، بدا المجلس العسكرى وكأنه يعيد إنتاج خطابه القديم الذى لم يعد الناس يصدقونه فيما يتعلق بحماية أرواح المصريين، بيد أن المجلس العسكرى بدا ملوحا بإمكان استخدام الطوارئ وقطع الطريق على استمرار العملية السياسية، بما فى ذلك الانتخابات الرئاسية.
بدا المجلس العسكرى فى مؤتمره الصحفى وكأنه يقرر وحده للأمة ولا يريد أن يستمع لأصوات الآخرين، كما بدا وكأنه يعيد إنتاج خطابه القديم، والجديد هو حديث المجلس العسكرى وكأنه طائفة من الأمة المصرية وليس معبرا عن الأمة كلها حين تحدث عن عرين وزارة الدفاع، حماية وزارة الدفاع لا تكون بمثل هذا الخطاب.
الدماء التى استبيحت فى العباسية كلها من الشباب الحالمين بالثورة، وهو ما يعنى أن الثورة لم تزل بعد لم تستكمل أهدافها، فهل نحلم بيوم نستكمل فيه حلم الثورة دون مزيد من دماء شباب مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

Ebrahim

الكلمة أمانة

عدد الردود 0

بواسطة:

غريب الدار

ارح نفسك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

بارك الله فيك

بارك الله فيك يا دكتور كمال ونفعنا بعلمك

عدد الردود 0

بواسطة:

Cannon

FsTViWBUmvsUbpmZcJH

Wowza, problem solved like it never hapnpeed.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة