عبد الرحمن يوسف

الكلب الوفى يلمع سيده

الأربعاء، 17 أبريل 2013 12:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غريب أمر الإعلاميين المباركيين!
كانوا مع مبارك، وقاموا بكل الموبقات من أجل تلميعه، مرة باسم الأمر الواقع، وباسم الضرورة مرة أخرى، وباسم محاولة الإصلاح من الداخل مرة ثالثة، وإلى آخر هذه الأعذار الواهية التى يخفون بها خزيهم الجلى.

ثم قامت ثورة يناير المجيدة، وشاء الله العلى القدير أن يحظى غالبية الإعلاميين الذين اشتركوا فى التدليس على الأمة بفرصة ثانية، ولكن الغريب أنهم لا يريدون أن يتعلموا، ولا يريدون أن يفهموا الدرس، ولا يريدون أن يستفيدوا من الفرصة الجديدة وأن يتقوا الله.
خلاصة الدرس بسيطة جدا، الحاكم ليس إلها، ولا تلق جميع بيضك فى سلة الحاكم، لأن الحاكم قد يكسر بيضك!

جميعهم مجبول على أن يتجه لقبلة واحدة، فيتخذون من يحكم كعبة، ويسوِّقونه لنا كبقرة مقدسة لا يجوز الاقتراب منها.

لم أصدق نفسى حين وجدت بعض الإعلاميين يصر على تسويق نفس الشخصيات التى ثبت للقاصى والدانى فسادها، فيقومون بعملية التلميع المفضوحة فى برامجهم وفى مقالاتهم، ولم أصدق نفسى وأنا أشاهد بعض الذين يريدوننا أن نصدق أنهم ثوريون يقومون بشتى الألاعيب لكى نصدق أن مبارك أكثر وطنية من الرئيس الحالى «بكل عيوبه»، فى محاولة غسيل لجرائم مبارك.

إن اختيار نفس الإعلاميين -وأحيانا بعض الوجوه الجديدة- أمر يدل على أن هناك إعادة توظيف لعشرات المصالح المحلية والإقليمية والدولية فى نفس أماكن توظيفها، وعلى أن كروتا محترقة كثيرة ستعود إلى الظهور مجددا، وهذا يبرهن على أن الثورة لم تكتمل، وعلى أن الطريق أمامنا ما زال مليئا بالتحديات، ونحن لها.

لقد كان تلميع الحاكم فى وقت من الأوقات يقوم به الإعلام وكأنه فرشاة رسام تجمل بعض القبح فى «بورتريه» الرئيس، ولكن مع الوقت أصبح الأمر مختلفا تماما، إذ أصبحت عملية التلميع أقرب إلى فرشاة ماسح الأحذية منها إلى فرشاة الرسام، فضلا عن أن تصل إلى ميكروفون المذيع، ناهيك عن أن تقترب من قلم الكاتب!

إن قدرة الاستبداد على الابتكار كقدرة الخصى على الإنجاب، ولكن ما لا يعرفه هؤلاء الإعلاميون «وضيوفهم» أن زمن الخصيان قد انتهى، وبالتالى مارسوا فجركم كما تشاؤون فسوف تجدون فى نهاية الأمر جيلا كاملا قد تسلح بالوعى جاهز لإفشال كل مخططاتكم.
الكلب الوفى يقترح أن يطلق سراح سيده، وهو أمر إن دل على شىء فلا يدل على بياض قلبه، ولا يدل على استحقاق سيده للرحمة، بل يدل على أنه كلب وفى، لا أكثر.
عاشت مصر للمصريين وبالمصريين..








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ايهاب الطباخ

وبخاصة إذا كان عماد حياته

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

لا تتباكوا على النظام السابق ولا تهللوا للنظام الحالى - كلاهما استبداد وقهر ومافيا ال 1 %

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

أستاذى وإبن أستاذى .. أنت لهم ياحارس الثورة الأمين .!

شكرا لك ..

عدد الردود 0

بواسطة:

كريم

يا ايها الثوار اتحدوا

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى بجد

شكرا كاتبى المحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

دولة القهر والعك والعشوائيه لا تمنح حريه ولا تقيم عداله ولا تصنع مجدا

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

على اى شىء يضحك ويبتسم هذا الابله ومن هؤلاء البلهاء الذين يبادلونه الشوق والحنين

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد مبروك

بهدووووووووووووووووووووووووووووووء

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

على الرئيس مرسى ان يتعظ من نهاية هذا الديكتاتور ويتعلم الدرس جيدا - العدل اساس الملك

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود

شكرا عبدالرحمن يوسف

شكرا ....للكاتب العظيم عبدالرحمن يوسف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة