عبد الرحمن يوسف

مشكلة أردوغان

الثلاثاء، 18 يونيو 2013 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشكلة أردوغان تتلخص فى ثلاثة أشياء، أولها: أنه نجح نجاحا ساحقا ضد قوى لم تتعود الهزيمة، فقد هزم العسكر، وهزم قوى التطرف العلمانى، وهزم جميع خصومه السياسيين، وهزم بيروقراطية الدولة التركية، وهزم مراكز الفساد والإفساد فى مجالات كثيرة، وهذا يجعل منه خصما لكثيرين. هؤلاء الخصوم تضرروا من نجاحات رجب طيب أردوغان، ولكنهم لن يتورعوا عن إسقاطه بأى شكل من الأشكال المشروعة أو غير المشروعة، حتى لو كان ذلك على حساب الشعب التركى.
مشكلة أردوغان الثانية: أنه قد حسب على التيار الإسلامى بكل خيباته، وتدخل إقليميا فى ملفات شديدة الحساسية ضد قوى عظمى لا تحب أن يشاركها أحد فى مثل هذه الملفات. بإمكانك أن تتذكر ما حدث للسفينة مرمرة، وكيف أصرت تركيا على مواجهة إسرائيل وإغاثة غزة، وبإمكانك أن تنظر الآن إلى محاولات تركيا المضنية لتغيير الأوضاع فى سوريا من خلال نصرة القضية العادلة للشعب السورى، وذلك من خلال تحريك الملف دوليا، ومن خلال مخيمات اللاجئين التى تستضيف مئات الآلاف من اللاجئين السوريين.. مشكلة أردوغان أنه ينجح فى مثل هذه الملفات، مشكلته أنه يخرج من هذه المغامرات فائزا بشعبيته فى الداخل، وفائزا بمكانته ومكانة تركيا فى الخارج!
مشكلة أردوغان الثالثة: أنه قد طالت فترة بقائه فى الحكم، فى عصر أصبح يمل من السياسيين، وفى زمن من أهم سماته السرعة.. إن أفضل تصرف يفعله أردوغان وحزب العدالة والتنمية هو أن يبدأ بإخراج قيادات الصف الثانى إلى النور، وأن تعلن القيادات الكبرى للحزب أنها سوف تفسح المجال لمن بعدهم.
بالنسبة لأردوغان سيكون من المناسب جدا أن يختم مسيرته بفترة رئاسية كرئيس للجمهورية التركية بعد زميل كفاحه عبدالله جول.
إن ما حدث فى المدن التركية خلال الأسبوعين الماضيين لا يمكن النظر إليه إلا على أنه مجموعة احتجاجات ضد حكومة الأغلبية فى بلد ديمقراطى، ولا شك أن الحكومة ورئيسها قد واجهت هذه الاحتجاجات بارتباك، وفى أحيان بعنف غير مبرر.
أما الذين يصورون الأحداث على أنها ثورة أو «ربيع تركى»، فهؤلاء يبتذلون معنى الثورة، ويهينون الربيع العربى، ولا يعرفون الفارق بين الديمقراطية والاستبداد، وقد أعماهم الاستقطاب حتى أصبحوا لا يرون الفوارق الضخمة بين تركيا وسوريا، لذلك تراهم يلقون محاضرات الديمقراطية على الأتراك، ودماء شعوبهم لم تجف من على أيديهم بعد، يحاضرون الأتراك عن الحرية ودولهم ليست أكثر من سجن كبير!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الهادى

ممتاز

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

مشكلة اخرى

عدد الردود 0

بواسطة:

علاء عاشور

سلمت يداك

عدد الردود 0

بواسطة:

د احمد

لامجال للمقارنه بين مرسى واردوغان

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى

من قال عنك شاعرا

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

اباك من اهان الربيع العربى يا خلوق

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن بسيط

أقسم بالله العظيم أنا مش إخوانى ولا سلفى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد بن ناصر الأيمنى !! اللادنى !! مصرى...... قاعد ف اسلامبول !! (تركيه) 111111111111111

من طره !!..............................الى المطرية ؟؟!!.........ياقلبى لاتنشف !!

فوق !!

عدد الردود 0

بواسطة:

hytham katb

التعليقات بقت فلنات

عدد الردود 0

بواسطة:

مـــــرار و طــــافح

أصبت الهدف

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة