كمال حبيب

شرق أوسط جديد

الإثنين، 07 يوليو 2014 10:39 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يهتز بقوة تقسيم سايكس – بيكو الذى فرضته القوى الاستعمارية بعد نهاية الحرب العالمية الأولى على المنطقة، فبعد هزيمة تركيا فى الحرب الأولى أعادت بريطانيا وفرنسا المنتصران تقسيم المناطق التى كانت تسيطران عليها، كان لدينا إقليم الشام الذى أصبح سوريا الذى احتلته فرنسا والعراق الذى كانت ثلاث ولايات احتلها الإنجليز، وفلسطين احتلها البريطانيون وتم تأسيس الأردن لتكون منطقة فصل وعزل بين مناطق النفوذ الجديدة، وتأسست الدولة السعودية الجديدة مع الملك عبدالعزيز. اعتبر الإسلاميون أن تقسيم سايكس – بيكو كان جزءا من مؤامرة على العالم الإسلامى سقطت بعده دولة الخلافة وأقيمت حدود وهمية لدول قطرية تابعة فى تكوينها للقوى الاستعمارية التى شكلتها.
لعبت القومية العربية وظيفة مهمة فى ذلك الوقت تمثلت فى خلق رابطة جديدة بين بلدان العالم العربى وبين قواه الاجتماعية والسياسية لكى تكون بديلا عن الإسلام، ومن هنا كانت التعبيرات القومية الحزبية التى عبر عنها البعث أفضل تعبير، وتشير المعلومات إلى أن السفارات الغربية والمخابرات الأجنبية لعبت دورا فى دعم تيار قومى عربى ذى طابع علمانى فى مواجهة الدولة العثمانية فى ذلك الوقت، ويشير إلى تلك القصة بتفاصيلها فى كتابه «نشوء القومية العربية» زين نور الدين زين.
اليوم نحن أمام عالم جديد يتشكل لا يمكن للعين أن تخطأه، هذا العالم الجديد هو شرق أوسط مختلف عما كان عليه الشرق الأوسط القديم بعد سايكس – بيكو، أهم ملامحه التخلى عن التوازن الذى مثله السنة فى المنطقة الشرقية من العالم العربى، تأسيس الشرق الأوسط الجديد يتم عادة فى المناطق الشرقية منه، فهى الأكثر تنوعا من الناحية المذهبية والعرقية، ومع مجىء أمريكا لتمثل القوة الكبرى التى تصيغ النظام الجديد أو على الأقل تضع شروطه فإنها ترى أن الشيعة فى الإقليم هم الذين يمكن الرهان عليهم خاصة أن لديهم دولة تعبر عن مرجعية سياسية للشيعة وهى إيران، التوازن الجديد للإقليم ستكون إيران وحلفاؤها أحد أهم مكوناته، وهذا هو ما يعقد الوضع فى سوريا ويفتح العراق على مخاطر تقسيم، ويفتح اليمن على مخاطر وتحديات مهولة، لا توجد للسنة قوة سياسية يمكن الوثوق فيها والتفاوض معها، والقوى السنية فى شرق العالم العربى لم تتفاوض مع القوى الدولية باعتبارها ممثلا للمصالح السنية وإنما باعتبارها ممثلا لمصلحتها الضيقة داخل حدود بلدها خوفا على تقسيمه.
وحين ينتفض السنة فى العراق فإننا نواجه بقوة انتحارية مخيفة هى الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وهو ما يعقد وضع السنة فى العراق وسوريا، العراق فيما يبدو لن يستمر كما كان قبل يوم 6 يونيو التى سقطت فيه جيوش المالكى، ويذهب الأكراد نحو تقرير مصير، ولا نعرف كيف سيكون مصير السنة فى العراق وكيف سيكون حال سوريا، إحدى الأزمات الكبرى أن السنة لم يعد يقف إلى جوارهم القوة الدولية فى العالم وهى أمريكا. لا تزال الصورة بعد لم تكتمل ولكن المؤكد أن ما نراه أمامنا فى شرق العالم العربى يؤكد أننا أمام شرق أوسط جديد مختلف عن الصيغة التى رسمتها قواعد سايكس – بيكو.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة