وقال السرجانى فى تصريحات على موقعه الرسمى: "يتوتَّر كثير من الناس إذا تقدَّم لهم أحدٌ بنصيحة خاصة إذا كانت النصيحة تدعوهم إلى تغيير مسارٍ قضوا فيه فترة من عمرهم، ولو كانت فترة قصيرة؛ لأنهم لا يحبون التغيير بشكل عام، أو يخافون منه، أو يكرهون اكتشاف أنهم كانوا على خطأ طوال هذه الفترة؛ فيدفعهم كل ذلك إلى ردِّ النصيحة؛ بل والهجوم على الناصح، ولو كان أمينًا.
وأضاف السرجانى فى بيانه :"الحقُّ أنَّ ردَّ النصيحة خُلُقٌ غير محمود؛ لذلك ذَكَرَه الله عز وجل فى صفات القوم المـُهْلَكين، ولقد قال صالح عليه السلام لقومه: {وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لاَ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ} ، وقد يدفع هذا السلوك أصحابه إلى شىء عجيب؛ وهو الضغط على الناصح حتى يقول ما يُوافق هوى المنصوح مع أنهم يَضُرُّون أنفسهم بذلك؛ إذ يحرمون أنفسهم من نور الحقيقة.
وتابع السرجانى: "درِّبوا أنفسكم على سماع النصيحة، واقبلوا من هذا وذاك نصحه، فإن أعجبكم فبها، وإن كرهتموه رددتموه بأدب، ولا تحرموا أنفسكم من خبرات الآخرين، ولا تحرقوا مراكبكم، ولا تُطلقوا الأحكام على قلوب الناس فإنها سرٌّ بين الله وعباده، وتَفَكَّروا فى نصيحة المحبين لكم، واخرجوا من معسكركم المغلق؛ فالخير ليس محدودًا فى داخله؛ إنما يعيش فى الكون معنا الآلاف ممن ينصحوننا بحبٍّ، ويُريدون لنا الخير بصدق؛ فوَسِّعوا مدارككم، وارصدوا المقدمات والنتائج، وراجعوا النصائح القديمة من هذا وذاك؛ لتعلموا صحَّة طريقكم من عدمه، وإياكم من التكبُّر عن تعديل المسار إن تبيَّن لكم الخطأ فيه".
وأنهى الداعية المقرب من جماعة الإخوان تصريحاته قائلا: "إنَّ هذه الأجواء العجيبة جعلت النصائح -للأسف- نوعًا من العبث وإهدار الطاقات، خاصة أنَّ متابعة الجدالات والبيانات والتعدِّيات تصرفنى عن أعمال كثيرة مهمَّة أعلم أنها أصلح لآخرتى، فإلى أن يتغيَّر هذا الحال سلام عليكم، وحسبى أنى بحثتُ عن رضا الله ولو بسخط الأصدقاء والجماهير".
كان الدكتور راغب السرجانى قد تعرض لهجوم كبير من قبل قيادات جماعة الإخوان وتحالف دعم الجماعة بعد نصيحته لهم بطاعة الحاكم، وعدم التصعيد وتكفير الآخر.
موضوعات متعلقة
داعية إخوانى ينصح أعضاء الجماعة بطاعة الحاكم حتى وإن"ضرب ظهوركم وأخذ أموالكم"..راغب السرجانى: شحن الشباب فى الجهاد والنفير خطأ فادح ويؤدى للفكر التكفيرى.. وأبو السعد:الجماعة ستشن حملة هجوم ضد الداعية
