د.خالد عمارة يكتب: كيف يجب التعامل مع مضاعفات جراحة العظام؟

الإثنين، 15 سبتمبر 2014 11:07 م
د.خالد عمارة يكتب: كيف يجب التعامل مع مضاعفات جراحة العظام؟ الدكتور خالد عمارة أستاذ جراحة العظام بكلية الطب جامعة عين شمس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جراحة العظام مثل أى طب أو علم فى الدنيا، يحتمل نسبة من النجاح ونسبة من الفشل، فلا يوجد شىء اسمه علاج بنسبة نجاح 100% ولا توجد حقيقة علمية يمكن وصفها بأننا متأكدين منها بنسبة 100%، لكن هناك علاجات بنسبة نجاح عالية وأخرى بنسبة نجاح منخفضة، وعلى الطبيب أن ينصح المريض بالطريق السليم وينفذ العلاج حسبما توصلت إليه أحدث الأبحاث والمعلومات الموثوقة، ومن ناحية أخرى على المريض أن يتبع التعليمات والنصائح التى يوجهها له الطبيب.

وبما أن الوقاية خير من العلاج، فالوقاية من المضاعفات تتضمن الإعداد الجيد بالتشخيص الدقيق للمرض بعمل الفحوصات الكافية وتحديد خطة واضحة للعلاج، ومناقشتها مع المريض بما يتضمن نسبة النجاح وعوامل النجاح والفشل، بحيث يكون واضحاً فى ذهن المريض والطبيب العوامل والخطوات المطلوبة، لتحقيق أعلى نسبة نجاح، ويجب أن يستعمل الطبيب العلم الحديث والطب المبنى على الدليل وخبرته، مع الاهتمام بالتفاصيل مثل التعقيم ونوع الأدوية ومستلزمات الجراحة ومراحل المتابعة قبل وأثناء وبعد الجراحة، بحيث يضمن أعلى نسبة رعاية ونجاح.

من ناحية أخرى يجب على المريض الالتزام بالتعليمات بدقة مثل تناول الأدوية بانتظام، والامتناع عن العوامل الضارة مثل التدخين والمسكنات الكثيرة.. إلخ، أما لو حدث لا قدر الله مضاعفات فهناك نوعان منها: نوع يكون مضاعفات لا علاقة بينه وبين خطأ بشرى، وهذه يمكن أن تكون نتيجة تدخل عوامل خارجية تؤثر على الالتئام أو المناعة أو نتيجة أن نوع المرض نفسه يصاحبه الكثير من المضاعفات.

ومن أمثلة هذا حدوث عدم التئام بالكسور المضاعفة أو حدوث تلوث بالجروح لمرضى السكر.. إلخ، أما النوع الثانى فهو يكون نتيجة ما يسمى إهمال طبى مثل أن يقوم طبيب غير متخصص بعمل علاج أو جراحة ليس له خبرة بها أو غير متخصص فيها، أو أن يقوم الطبيب بعمل علاج ناقص أو يهمل فى عمل خطوات العلاج التى توصى بها الكتب والمراجع والأبحاث لعلاج مرض ما.

وأهم خطوة لعلاج مثل هذه المشاكل والمضاعفات هى التواصل والوضوح بين الطبيب والمريض والمصارحة، فمثلا لو أهمل المريض فى أخذ علاجه يجب أن يصارح طبيبه كى يستطيع المساعدة.

ومن ناحية أخرى أثبتت الأبحاث أن الطبيب حين يكون صريحاً مع المريض بالنسبة للمضاعفات، فإن المريض يكون أكثر تقديراً وتعاوناً من أن يخفى الطبيب معلومات عن المريض وأهله، وفى بعض الأحيان يكون عدم التواصل بين المريض والطبيب مصدراً لسوء الفهم مما يجعل المريض يعتقد أن هناك مضاعفات، بينما تكون الحالة مستقرة، وما يشعر به المريض هو مرحلة طبيعية من مراحل الشفاء، فمثلا يقلق بعض المرضى من حدوث ورم بسيط أو نزول بعض الإفرازات من الجروح فى الأيام الأولى، ولو لم يوضح الطبيب المعالج هذا يمكن أن يعتقد المريض أنها مضاعفات.

فى حالة حدوث مضاعفات يجب على الطبيب أن ينصح مريضه بخطة العلاج الصحيحة وتنفيذها أو تحويله إلى طبيب آخر ذى خبرة أكثر فى هذا المجال، وفى هذه الحالة يكون الطبيب قد قام بواجبه نحو مريضه.

ويجب التنبيه على أن الإحصاءات تقول إن نسبة مضاعفات الطب والجراحات متقاربة جدا حول العالم، فليس هناك دول أو بلاد بها نسبة مضاعفات أعلى، فمثلا من القصص الشهيرة التى يحب على الإعلام تسليط الضوء عليها: نسيان فوطة طبية فى جرح مريض! أو فى بطن مريض بعد جراحة!. نسبة نسيان فوطة فى جرح مريض بعد الجراحة فى الولايات المتحدة هى واحد فى كل خمسة آلاف جراحة، بينما فى مصر هى نفس النسبة تقريبا.

ويجب أن يعرف المرضى فى مصر والعالم العربى، أن الطب فى مصر من أفضل مستويات الطب فى العالم (رغم مشاكل بعض المستشفيات الحكومية والعامة من ناحية نقص الامكانيات)، لأن مصر بها عدد سكان كبير مما يسمح بمستوى خبرة عال جدا للأطباء المصريين، كما أن سوق العمل تنافسى جدا فى مصر، فلا ينجح ويتقدم إلا من يملك المؤهلات الكافية، فضلا عن أن الكثير من الأطباء المصريين حصل على تدريب متقدم خارج مصر فى دول العالم المختلفة فى تخصصات الطب المتقدمة.













مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة