بسمة محمود

فى حد معاه تليفون دكتور نفسانى؟!

الأحد، 11 أكتوبر 2015 08:13 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال يحجم عن إجابته الكثيرون رغم ضرورته الملحة وتكراره ممن يعانون بعض الأعراض التى تصنف أنها ضمن قائمة الأمراض النفسية على الرغم من الاعتراف بأن هناك خللاً يصل إلى حد اليقين بأن هناك بالفعل مرضا نفسيا فرضته الحياة المعقدة والضغوط اليومية، إلا أن التجاهل والتكتم لا يزال هو "البطل" خوفًا من الفضيحة والوصمة المجتمعية الظالمة للأمراض النفسية!

ولكن السؤال الذى يحتاج إلى العديد من التفسيرات لماذا تسيطر نفس المعتقدات القديمة التى كانت حاضرة وبقوة فى زمن "الأبيض والأسود" فى زماننا هذا؟ ولماذا لا نعلنها صريحة ونقولها بدون خجل، بلا خوف، وبلا تردد، ومن غير "عقد".. فى حد معاه تليفون دكتور نفسانى؟!

ولماذا أيضًا لا يقر متخلفو القرن الحادى والعشرين أن الغالبية العظمى من الذين يترددون على العيادات الطبية للشكوى من أمراض كثيرة ومتعددة هم مرضى نفسيون فى الأصل، ويعانون من أعراض نفسية غير معلنة، فرغم الحقائق والأرقام التى تؤكد أن عدد المرضى النفسيين فى مصر يبلغ حوالى 16 مليون شخص، فإن 15% من هذا العدد فقط يذهبون للطبيب لتلقى العلاج، وأن ما يقرب من 50 إلى 60% يعانون من اضطرابات نفسية، وهناك ما يزيد على 200 نوع من الأمراض النفسية كما كشف الدكتور هشام رامى أستاذ الطب النفسى فى كلية طب عين شمس، والأمين العام للأمانة العامة للصحة النفسية.

وإلى متى يظل التشبث بمعتقدات خاطئة ترسخت فى الأذهان حتى أصبحت جزءًا من ثقافة مجتمعية جائرة؟ وفى المقابل نقبل بالاستسلام والتعايش مع أعراض تؤرقنا وتؤثر بالسلب فى العديد من جوانبنا الحياتية والسلوكية على جميع المستويات لتعود بنا إلى الصفوف الخلفية، ونستسلم لحالات من الاكتئاب أو الرغبة فى الانعزال والوحدة وعدم التواصل مع الآخرين، والخوف، ونقبل أن نمضى قدمًا فى حياة تموج بالإضرابات بدلاً من أن نواجه فيضانات الجهل التى تأكل الأخضر واليابس.

وتراهم يطوفون العيادات الطبية "كعب داير" ويخرجون من عند طبيب للذهاب لطبيب آخر بعلة جديدة، ولا يخضعون للاعتراف بحقيقة لا تقبل مجالاً للشك أن معظم الأمراض النفسية تبدأ بالأمراض العضوية.
مما لا يدع مجالاً للشك أن العرف لا يزال يأكل فى عقولنا كما تأكل النار فى الحطب، وتكون سببًا رئيسيًا فى هروب من يشعر بالخلل عن تلقى العلاج، ويؤكد أيضًا حقيقة أننا لا نزال نفتقد العديد من الثقافات رغم تظاهرنا بأننا مع التطور، وفى الواقع أنه ما هو إلا تحضر سطحى، طالما لا يزال يواجه صعوبة فى مواجهة المشكلات المجتمعية الحاضرة واستيعابها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم

عينى على أهل كايرو ههههههههه

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور// استراليا

باختصار شديد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة